أمن
نشطاء: ميليشيا عشائرية مدعومة من الحرس الثوري الإيراني في دير الزور تؤجج التوترات
يهدف فوج العشائر الهاشمية الذي تم تأسيسه مؤخرا برئاسة الشيخ نواف البشير إلى زرع الفتنة بين العرب والأكراد في شرق سوريا بأوامر من إيران.
سماح عبد الفتاح |
قال نشطاء إن الحرس الثوري الإيراني أنشأ ميليشيا عشائرية جديدة تابعة له في محافظة دير الزور بهدف توحيد الفصائل الموالية له والمشكّلة من أبناء العشائر لمواجهة قوات سوريا الديموقراطية (قسد).
وأكد النشطاء لموقع الفاصل أن هذه الخطوة سيكون لها عواقب خطيرة جدا، وأنها ستفتح بابا جديدا للتوتر والانفلات الأمني والمواجهات العسكرية في المنطقة الشرقية.
وقال شيار تركو المتخصص في الشأن الإيراني لموقع الفاصل إن "الحرس الثوري الإيراني وجد في الخلاف المحدود الذي حصل بين قوات قسد وبعض أهالي المنطقة فرصة مناسبة لتجنيد المزيد من الشبان".
وأضاف أن الهدف هو "زرع الفتنة" بين مكونات المحافظة من عرب وأكراد.
وتابع أن الحرس الثوري قام خلال الفترة الأخيرة بتشكيل فصيل جديد موالي له تحت مسمى فوج العشائر الهاشمية، وسُلمت قيادته إلى نواف البشير شيخ عشيرة البكارة.
وذكر أن "البشير من أكثر زعماء العشائر الموالية لطهران، وسبق له أن أسس العديد من الفصائل الموالية لإيران والنظام السوري".
وأوضح أن غالبية عناصر تلك الفصائل من عشائر البكارة والمراسمة والمشاهدة، وأن مهمتهم كانت وما تزال القيام بأعمال التهريب وحماية الشاحنات وتأمين الحماية للمقرات.
وأكد أنه "رغم أن القيادة لأحد أبناء العشائر، لكن القيادة الفعلية بيد ضابط من الحرس الثوري".
زرع الفتنة
وأشار تركو إلى أن الحرس الثوري الإيراني، ومن خلال اختيار اسم 'الهاشمية' للفصيل الجديد، يهدف إلى "زرع الفتنة"، إذ أن التسمية تعني أن هذه العشائر من نسل أهل البيت (أسرة النبي محمد ص).
وتسمية 'العشائر' بحد ذاتها تشير أيضا إلى مهمة الحرس الثوري والفصائل التابعة له المقبلة، "وهي زرع الفتنة والإخلال بالأمن بين العشائر وباقي المدنيين في المنطقة".
ولفت تركو إلى أن البشير سبق له أن أسس فصيلا تحت مسمى "أسود العشائر".
وعندما حصل مؤشرا التوتر الأمني في منطقة دير الزور، هدد بأن التشكيل الجديد "ستكون مهمته السيطرة على ضفتي الفرات ووضعها تحت سيطرة العشائر بالكامل".
وزعم أن هذه المنطقة ستُسلم في مرحلة لاحقة إلى النظام السوري.
بدوره، قال الناشط الإعلامي أيهم العلي، وهو من بلدة البوكمال، إنه "بمجرد الإعلان عن قيام الفصيل الجديد، سارع الشيخ نواف البشير بضم عناصره إليه وعددهم يفوق الألف مسلح، وجميعهم من عشيرة البكارة".
وأضاف في تصريح لموقع الفاصل أن هؤلاء العناصر منتشرون في منطقة القرى السبع لتأمين حمايتها.
وذكر أن المجندين في الميليشيا الجديدة هم مجموعة سيئة السمعة، إذ أن التركيز ينصب على الملاحقين أمنيا من قبل النظام السوري والعاطلين عن العمل ومدمني المخدرات.
وأوضح أنه يتم "إغرائهم بالدرجة الأولى بالبطاقات الأمنية التي تخولهم التجول بحرية دون أن يتعرض لهم أجهزة النظام، بالإضافة إلى رواتب شهرية ومساعدات غذائية شهرية وهدايا خلال فترات الأعياد".
أجندة الحرس الثوري
من جانبه، قال الناشط من دير الزور جميل العبد، إن "البشير والمجموعة المحيطة به المكلفة بعمليات التجنيد واجهوا صعوبات كثيرة ورفضا من قبل شبان المنطقة، على أساس رفض أي هيمنة أو سيطرة للحرس".
لكن الحرس بدأ خلال الفترة الأخيرة تغيير لهجته في محاولة لاستمالة أهالي المنطقة عبر الإيحاء بأن هذه الفصائل، وخاصة الفصيل الجديد فوج العشائر الهاشمية، "سيكون له استقلاليته التامة"، حسبما أوضح العبد لموقع الفاصل.
وأكد أن الحرس الثوري، ومن خلال أبناء العشائر الموالين له، يقوم "بحملة مركزة لبث الكراهية بين أبناء المنطقة".
ولفت إلى أن الأمر لا يقتصر على بث الفرقة بين العرب والأكراد، بل أيضا التحريض على أبناء العشائر والعرب العاملين في صفوف قوات قسد ومجلس سوريا الديموقراطية والمجالس المحلية التي تدير المدن والبلدات والقرى.
وتابع أن البشير حاول التواصل مع العشائر ووجهاء المنطقة التي تقع تحت سيطرة قسد، لكن محاولاته باءت بالفشل، ولم يستطع تحقيق أي اختراق يذكر.
"والجواب الذي كان يصله دائما هو أن الاختلاف في وجهات النظر مهما تطور فإن الأمر يظل محصورا بالمنطقة"، حسبما ذكر.
وبمعنى آخر أنه "لن يتم السماح للحرس الثوري استغلال هذا الخلاف على الإطلاق".
وذكر العبد أن البشير أرسل عشرات المقاتلين إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات للقتال ضد قسد "للإيحاء إعلاميا بان أبناء المنطقة هم الذين يقاتلونها".
"لكن تم طرد هذه المجموعات وإلقاء القبض على العديد منهم الذين اعترفوا بطبيعة المهمة التي كلفوا بها"، حسبما أكد.