عدالة

صناعة المخدرات المزدهرة تمول الميليشيات الإيرانية في شرق سوريا

أنشأت الميليشيات التابعة لإيران معامل ومستودعات مخدرات بدائية في شرق سوريا لتمويل عملياتها.

صورة التقطت في مقر الشرطة القضائية بزحلة في منطقة البقاع اللبنانية يوم 21 حزيران/يونيو 2022 تظهر أدوات تمت مصادرتها لتصنيع حبوب الكبتاغون. [جوزيف عيد/وكالة الصحافة الفرنسية]
صورة التقطت في مقر الشرطة القضائية بزحلة في منطقة البقاع اللبنانية يوم 21 حزيران/يونيو 2022 تظهر أدوات تمت مصادرتها لتصنيع حبوب الكبتاغون. [جوزيف عيد/وكالة الصحافة الفرنسية]

أنس البار |

قالت مصادر محلية إن تصنيع المخدرات يزدهر في بلدات شرقي سوريا الخاضعة للحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له.

فافتتحت تلك الفصائل ما لا يقل عن 10 معامل بدائية لإنتاج المخدرات خلال العامين الماضيين منها 3 معامل في النصف الأول من العام الجاري، وذلك في دير الزور والميادين والبوكمال والتبني.

ويوم 8 حزيران/يونيو تم إنشاء معمل قرب مستشفى ببلدة البوكمال الحدودية، حسبما أفاد مصدر في شبكة دير الزور 24.

وأشار المصدر إلى أن وكلاء الحرس الثوري جهزوا المعمل بأدوات تدخل في تصنيع الحبوب المخدرة، علما أنهم كانوا قد نقلوها في وقت سابق من العراق لسوريا عبر معبر السكك الحدودي غير الشرعي.

وأوردت شبكة عين الفرات في 27 أيار/مايو 2023 أن الميليشيات التابعة لإيران كانت قد حولت عدة مبان في حي هرابش بدير الزور إلى منشآت لتصنيع وتخزين الكبتاغون والحشيشة.

ويسيطر على هذه المنشآت حزب الله اللبناني وحزب الله السوري والحرس الثوري الإيراني والفرقة الرابعة التابعة للنظام السوري والتي لها تاريخ طويل في التورط في تجارة المخدرات.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أورد في 20 آذار/مارس الماضي أن الميليشيات قامت أيضا بإنشاء معمل لإنتاج الكبتاغون في الصحراء المحيطة بمدينة التبني.

فحوّلت مزارع في البادية إلى أراض مخصصة لزراعة الحشيشة وفرضت طوقا أمنيا مشددا لمنع الاقتراب منها.

’عصب اقتصادي‛ للميليشيات

وفي هذا الإطار، قال مضر حماد الأسعد المتحدث باسم مجلس القبائل السورية إن "شبكات الحرس الثوري الإيراني تواصل المضي باستحداث المزيد من معامل المخدرات في دير الزور وفي جميع الأراضي السورية التي تسيطر عليها".

وذكر أنها تقوم كذلك ببناء مستودعات لتخزين الأقراص والمواد المخدرة قبل تهريبها عبر الحدود ولا سيما إلى الأردن.

وأضاف أنها قامت بإنشاء مستودعات في قرى أم الزيتون والعانات بالسويداء قرب معبر جابر، وفي فوج العرين وفي جمعية البستان بدرعا.

وذكر أن موقعا للإنتاج في عين الجوزة على الحدود مع لبنان يخضع لنفوذ حزب الله اللبناني.

وأوضح الأسعد أنه تم إنشاء مركز لتصنيع المسيرات ضمن مطار خلخلة العسكري بريف السويداء لاستخدامه في مهام شحن المخدرات جوا.

وأحبط الأردن في 19 حزيران/يونيو الماضي أحدث محاولة لتهريب مخدرات من نوع كريستال ميث كانت محملة على مسيرة قادمة من الأراضي السورية.

وشدد الأسعد على أن "المخدرات تمثل العصب الاقتصادي للميليشيات"، مضيفا أن هذه الأخيرة "تعمل اليوم على تضخيم ثروتها بزيادة كميات الإنتاج والتهريب".

ونوّه بأن "وكلاء إيران يستخدمون عائداتهم الضخمة من الإتجار بالمخدرات والتي تقدر بمليارات الدولارات سنويا، لإثارة المشاكل والأزمات بالشرق الأوسط وتدمير حياة السوريين وسائر شعوب المنطقة".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *