مجتمع

الميليشيات التابعة لإيران تضغط لإخراج السكان من المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق

في إطار سعيها لإحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة، تضغط الميليشيات المدعومة من إيران على سكان محافظة دير الزور السورية المقيمين بالقرب من الحدود لمغادرتها.

نازحون سوريون من دير الزور والميادين والبوكمال في مخيم بالحسكة عام 2017. وقد استولت الميليشيات الموالية لإيران على منازل النازحين واستوطنت فيها عائلات عناصرها. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]
نازحون سوريون من دير الزور والميادين والبوكمال في مخيم بالحسكة عام 2017. وقد استولت الميليشيات الموالية لإيران على منازل النازحين واستوطنت فيها عائلات عناصرها. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

سماح عبد الفتاح |

قال ناشطون محليون إن الجماعات المسلحة الموالية للحرس الثوري الإيراني تسعى لإحكام قبضتها على محافظة دير الزور شرقي سوريا، حيث تجبر السكان المحليين على ترك منازلهم.

وقال الناشط الإعلامي أيهم العلي لموقع الفاصل إن "الميليشيات الموالية والتابعة للحرس الثوري الإيراني كثفت خلال الفترة الأخيرة من نشاطها المتعلق بالاستيلاء على منازل المدنيين في دير الزور".

وأوضح أنها تصادر منازل النازحين الذين هربوا بدءا من النظام السوري، ولاحقا من الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني.

وأضاف أن بعض هذه الميليشيات تستخدم سماسرة سوريين يحتالون على الأهالي ليبيعوا منازلهم بأسعار بخسة، لافتا إلى أن عمليات الاستيلاء هذه أكثر انتشارا في مدينة البوكمال الحدودية ومحيطها وفي البادية الشرقية في سوريا.

وتابع أنه "بهدف تسريع عملية البيع، يعرض أهالي مدينة البوكمال منازلهم بأسعار زهيدة جدا لا تتعدى الـ 20 ألف دولار للمنزل الواحد، بينما تبلغ الأسعار في الأيام العادية أكثر من ضعف المبلغ المعروض".

دروع بشرية

قال العلي إن "أهالي دير الزور بعامة والبوكمال بخاصة، يفرون من مناطقهم بسبب نقل الميليشيات الإيرانية مستودعات الذخيرة والصواريخ إلى داخل المدينة".

وذكر أن عناصر الميليشيات ينتشرون أيضا في الأحياء السكنية خوفا من استهدافهم بالطائرات الحربية، مشيرا إلى أن ما تبقى من الأهالي تحوّل فعليا إلى دروع بشرية.

ولفت إلى أن غالبية المدنيين يهربون نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية أو يحاولون الهجرة بصورة غير شرعية إلى أوروبا.

بدوره، قال الناشط من دير الزور جميل العبد، إن الميليشيات الموالية لإيران وضعت أيضا قيودا على جمع الكمأة وصيد الصقور، علما أن هذه الأنشطة مرغوبة لأنها تدر دخلا وفيرا.

وذكر أن الميليشيات منعت السكان من السعي وراء مصادر الدخل هذه "تحت حجة الحفاظ على حياتهم من هجمات تنظيم ’الدولة الإسلامية‘ (داعش)"، لكن الميليشيات بحرمانها السكان من جمع الكمأة وصيد الطيور الجارحة تقوم بذلك بنفسها.

تغيير ديموغرافي

على مقلب آخر، أكد المحامي السوري بشير البسام أن الميليشيات الموالية لإيران "تقوم بعملية تغيير ديموغرافي سيكون لها أثر خطير جدا على مستقبل سوريا".

وشرح للفاصل أن "الميليشيات تستولي على العقارات والمنازل وتوطن فيها عائلات عناصرها الآتين من العراق وأفغانستان ولبنان".

وأضاف "أن هذا الأمر هو على ما يبدو خطة ممنهجة لإبقاء السيطرة على منطقة دير الزور، وخاصة مدينة البوكمال وباديتها، كونها بوابة رئيسة بين العراق وسوريا".

يُذكر أن الميليشيات تستخدم المعابر غير الشرعية في المنطقة لنقل عناصرها والأسلحة والذخيرة والصواريخ بين البلدين.

وقال إن الممر يعتبر صمام الأمان "للحلم الإيراني القاضي بربط طهران ببيروت".

وأشار البسام إلى أن من تبقى من الأهالي في مدينة البوكمال "يعيش جحيما فعليا"، في ظل وجود احتكاكات بين أبناء المدينة والمتطفلين غالبا ما تنتهي بعراك ورمي الحجارة والطرد إلى الجانب العراقي.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

المحفظة السورية كله منكوبة