العلوم والتكنولوجيا

الحرس الثوري يعزز مراقبته للميليشيات التابعة له عقب تسريبات فاضحة

أدت تسريبات من الداخل مؤخرا إلى ضربات جوية فتاكة ضد قياديين بارزين، وبات الحرس الثوري الإيراني يطلب اليوم من بعض عناصر الميليشيات تثبيت تطبيقات لمراقبة نشاطهم واتصالاتهم الهاتفية.

قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني اسماعيل قاآني يتحدث خلال حفل أقيم في طهران بتاريخ 3 كانون الثاني/يناير لإحياء ذكرى مقتل سلفه قاسم سليماني في العام 2020. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]
قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني اسماعيل قاآني يتحدث خلال حفل أقيم في طهران بتاريخ 3 كانون الثاني/يناير لإحياء ذكرى مقتل سلفه قاسم سليماني في العام 2020. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]

أنس البار |

عقب سلسلة من العمليات المؤذية لتسريب معلومات من الداخل، يعمل الحرس الثوري الإيراني على تدريب مجموعة من عناصر الميليشيات العراقية واللبنانية المتحالفة معه بهدف تشديد الرقابة على تحركات زملائهم.

هذه المجموعة من العراقيين واللبنانيين المنتمين لميليشيات تابعة لإيران، تتلقى التدريب الفني حول كيفية اختراق الهواتف المحمولة والحسابات الإلكترونية وكشف مصادر أي تسريب للمعلومات.

وتأتي هذه الخطوة الجديدة في ظل ما يدعيه الحرس الثوري والميليشيات الموالية له عن وجود "عملاء أو مندسين" في صفوفهم، مسؤولين عن عمليات تسريب المعلومات.

وقال الحرس الثوري والميليشيات إن ذلك يفسر دقة الضربات الجوية الأخيرة التي استهدفت بنجاح قيادات ميليشياوية بارزة ومراكز تحكم ومخازن سلاح سرية في سوريا والعراق.

وفي هذا السياق، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير صدر بتاريخ 3 نيسان/أبريل، أن 30 عنصرا من الميليشيلت العراقية واللبنانية شاركوا في دورة تقنية أقيمت في بلدة دير الزور شرقي سوريا.

وتحت إشراف قائد ميليشيا عراقي الجنسية وقائد ميليشيا سورية تابعة للحرس الثوري، تعلموا كيفية اختراق أجهزة الاتصالات والهواتف المحمولة والمواقع الإلكترونية وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاء التدريب الجديد بالتزامن مع إجراء الميليشيات التابعة لإيران عمليات تفتيش لهواتف وحواسيب عناصرها المنتشرين في المقرات الأكثر حساسية، وفرضت على هؤلاء تثبيت تطبيقات تراقب حساباتهم.

وأشار المرصد إلى أن تشديد المراقبة يهدف إلى كشف "العملاء ضمن صفوف الميليشيات على خلفية الاستهدافات الأخيرة لمواقع ونقاط أمنية تابعة لها في مدينة البوكمال ودير الزور".

حالة من الخوف

هذا وقال المتحدث باسم مجلس القبائل والعشائر السورية مضر الأسعد لموقع الفاصل، إن هذه الإجراءات تعكس "فقدان الثقة بين عناصر وقادة الجماعات الإيرانية".

وأوضح أن "ثمة حالة من الخوف والتحفظات الأمنية تسود بين عناصر الميليشيات"، وذلك إثر الضربات الدقيقة التي استهدفت معاقلهم ومقتل كبار قادتهم المسؤولين بشكل مباشر عن أنشطة الإرهاب.

وتابع أنه بات لزاما على كل عنصر أو متدرب في الميليشيات مراقبة زملائه ورفع تقارير أسبوعية تمكّن ضباط الحرس الثوري من تقييم إخلاصهم والتزامهم بالأوامر.

ونوه الأسعد بأن إيران بدأت بتنظيم دورات خاصة بالأمن الرقمي "بعدما تبين لها وجود نقص كبير لدى عناصر جماعاتها في الخبرة بتقنيات الاتصال وتطبيقات التواصل".

وكلفت فرقا متخصصة لسد هذه الثغرة، تتركز مهمتها على التدريب على كشف تسريب المعلومات ويطلق على إحداها اسم "الفريق 33".

ولفت الأسعد إلى قيام فيلق القدس التابع للحرس الثوري بتوجيه المتدربين العراقيين وغيرهم لاختراق الحسابات والهواتف "لمعرفة العملاء المسؤولين عن التسريبات".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

والله لا الضربات ولا اسرائيل ولا أمريكا ولا حلفائها الغربين ولا عملائها الخونة العرب قادرين على كسر الارادة القوية للمقاومة وعناصرها نقطة راس سطر