أمن

الحكومة العراقية تحذر الميليشيات من مغبة جر البلاد إلى الحرب

تحدثت معلومات عن قيام الحكومة بإرسال ’رسائل مباشرة‛ إلى الجماعات المدعومة من إيران بشأن تداعيات التوترات الإقليمية المتصاعدة.

السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إرافاني والسفير اللبناني لدى الأمم المتحدة هادي هاشم خلال كلمة السفير العراقي لدى الأمم المتحدة عباس كاظم عبيد في 2 تشرين الأول/أكتوبر أثناء اجتماع مجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط بمقر الأمم المتحدة في نيويورك. [براين ر. سميث/وكالة الصحافة الفرنسية]
السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إرافاني والسفير اللبناني لدى الأمم المتحدة هادي هاشم خلال كلمة السفير العراقي لدى الأمم المتحدة عباس كاظم عبيد في 2 تشرين الأول/أكتوبر أثناء اجتماع مجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط بمقر الأمم المتحدة في نيويورك. [براين ر. سميث/وكالة الصحافة الفرنسية]

أنس البار |

وسط الاستياء المتزايد إزاء فشل طهران في كبح جماح وكلائها، تسعى الحكومة العراقية لمنع تصعيد الصراع بالمنطقة.

وتبنت ما يسمى بـ المقاومة الإسلامية في العراق، وهي تحالف ميليشيات عراقية مرتبط بالحرس الثوري الإيراني، يوم 4 تشرين الأول/أكتوبر هجوما بطائرة مسيرة على قاعدة عسكرية إسرائيلية في مرتفعات الجولان.

وأسفر ذلك عن مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة 25 آخرين، بحسب ما ذكره الجيش الإسرائيلي.

وتحرك رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لإبقاء العراق خارج دائرة الصراع، مطمئنا قادة العالم برغبة بغداد عدم الانخراط فيها.

وقالت مصادر لصحيفة الشرق الأوسط إن السوداني أبلغ "الإطار التنسيقي" الحاكم بأن بلاده باتت "في قلب العاصفة" وأن "على الجميع التحرك لإبعاد الخطر عنها من خلال عدم التورط في الحرب".

وحذر السوداني عبر وسطاء متعددين كتائب حزب الله وحركة النجباء من تداعيات جر العراق إلى الصراع.

وأشارت المصادر إلى استياء القادة العراقيين من إيران جراء عدم كبحها أذرعها ونيتها توريط العراق بالحرب.

جهود دبلوماسية

هذا وأطلق العراق نشاطا دبلوماسيا مكثفا لإطلاع حلفائه الغربيين، ولا سيما واشنطن ولندن، بموقفه من التطورات الأخيرة.

وأكدت بغداد في 6 تشرين الأول/أكتوبر أنها تعمل "بجهد كبير لتجنيب العراق أثار هذا التصعيد وستواصل مساعيها مع كل الدول من أجل التهدئة".

ولكن الميليشيات لا تنصاع إلا لأوامر إيران.

وذكر مصدر مقرب منها لموقع العربي الجديد الإخباري أنها "ستهاجم بكثافة في حال ردت إسرائيل على الهجوم الأخير".

وأضاف المصدر أن الميليشيات بذلت الجهود لتأمين مقارها وتحركات قياداتها.

شريك غير ثابت

وفي هذا السياق، نشر قائد فصيل كتائب الإمام علي الموالي لطهران شبل الزيدي على موقع إكس أن "رقعة الصراع ستتوسع ومدته ستطول".

وأشار إلى أن العراق "جزء لا يتجزأ من المعركة".

وبدوره، ذكر الخبير العسكري والضابط السابق أعياد الطوفان أن قرار الحرب والسلم هو "قرار سيادي" يعود للحكومة.

وأضاف للفاصل أن "الحكومة تفعل اليوم كل ما بوسعها ... لتجنب خطر دخول العراق في حرب لا طاقة له بتحملها".

وتابع أن "الفصائل المسلحة ... ماضية في تحدي وإحراج الحكومة ودفع البلد للصراع الإقليمي".

ولكن النظام الإيراني "لن يقف مع تلك الفصائل و"سيتخلى عنها كما تخلى عن حزب الله اللبناني الذي ترك قياداته وبنيته وقدراته تنهار سريعا"، حسبما أكد.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *