سياسة

قائد فيلق القدس بالحرس الثوري يسعى لحشد الوكلاء العراقيين المتنافسين

برزت الخلافات بين الميليشيات العراقية التابعة لإيران على نحو متزايد في ظل تنافسها على النفوذ وتباين مواقفها.

قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني يزور ضريح قائد الميليشيا العراقي البارز أبو مهدي المهندس في 6 كانون الثاني/يناير 2022. [مواقع التواصل الاجتماعي]
قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني يزور ضريح قائد الميليشيا العراقي البارز أبو مهدي المهندس في 6 كانون الثاني/يناير 2022. [مواقع التواصل الاجتماعي]

أنس البار |

قال مراقبون إن الظهور الأخير في بغداد لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني اعتُبر محاولة جديدة لرأبالتصدعات بين الميليشيات العراقية التابعة لإيران.

ففي منتصف أيلول/سبتمبر، التقى قاآني بزعماء ميليشيات بارزين في العاصمة العراقية، ومن بينهم هادي العامري رئيس منظمة بدر وقيس الخزعلي رئيس عصائب أهل الحق وحسين الحميداوي قائد كتائب حزب الله.

وزُعم أنه حمل "رسالة خاصة" من المرشد الإيراني علي خامنئي، شجع فيها الميليشيات على خفض التصعيد وإنهاء الصراعات الداخلية.

وقال المراقبون إن قاآني، الذي زار العراق مرات عديدة، سيفشل مجددا في تحقيق هذا الهدف، إذ يبدو أن الخلافات بين مختلف الجماعات المسلحة باتت "متجذرة" أكثر ويصعب احتواؤها.

’عدم ثقة حاد‘

وفي هذا السياق، ذكر المحلل السياسي طارق الشمري لموقع الفاصل أن العلاقة بين أذرع إيران يسودها "جو عام من عدم الثقة الحاد".

وأشار إلى أن هذه العلاقة "مهددة اليوم بالانهيار أكثر من أي وقت مضى نتيجة احتدام الأزمات واشتباك المصالح والنفوذ وتهديد كل طرف بإقصاء الآخر".

وأوضح أن القوى التقليدية في "المحور الإيراني" تخشى من ظهور ومنافسة فصائل "حديثة" لها وتتخوف على مرتبتها في الهيكلية التراتبية.

وقال إن الوكلاء الإيرانيين الجدد يتبعون "مسارا متمردا على سلطة وقرارات الآباء المؤسسين".

وأضاف أنهم يتهمون القوى التقليدية باتخاذ "مواقف متخاذلة"، لا سيما فيما يتعلق بقضية "انسحاب القوات الأميركية" من العراق وعدم انخراطها في الحرب بين إسرائيل وحماس.

وتابع أنه خلافا لأقرانهم الجدد، لدى زعماء الميليشيات "القدامى تمثيل برلماني وحكومي ضمن ما يعرف بالإطار التنسيقي".

غياب الثقة

هذا وأُثير في آب/أغسطس الماضي جدل في العراق حول "قضية تجسس وتنصت" يُعتقد أنها وجهت من قبل زعماء الميليشيات ضد زعماء آخرين.

وأدى ذلك إلى تصعيد حاد في الخلافات بين الميليشيات ودفع إيران إلى التدخل وإرسال قاآني.

وقال الشمري إن "الميليشيات تشعر اليوم بأنها مهددة وجوديا ومخترقة من ميليشيات أخرى وإنها عرضة للخيانة وبالتالي لا تؤمن لأي طرف مهما كانت درجة صلته بإيران".

وأضاف أن "حضور قاآني لا يغير من المعادلة أي شيء ولن ينجح في استعادة الترابط المفقود بين جميع الأطراف الحليفة للنظام [الإيراني]".

وتابع أن قدرة النظام الإيراني على إنقاذ محوره من الانزلاق للهاوية "تكاد تكون معدومة، لا سيما أنه منشغل اليوم بامتصاص الصدمة تلو الأخرى".

وأشار إلى أن ذلك يشمل "الاختراقات وعمليات الاستهداف لكبار وكلائه الإقليميين".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *