أمن
معلومات عن إنشاء وكلاء إيران غرفة عمليات مع حماس بعد تسبب هجوم الحركة الإرهابية على إسرائيل بحرب في غزة
في أعقاب هجوم الجماعة الإرهابية على إسرائيل، تحدثت معلومات عن سعي وكلاء النظام الإيراني إلى تنسيق تحركاتهم بشكل أوثق.
أنس البار |
أفادت معلومات أن الحرس الثوري الإيراني شكّل غرفة عمليات مشتركة مع وكلاء الجمهورية الإسلامية الإقليميين وممثلين عن حركة حماس الإرهابية الفلسطينية.
ويقال إن غرفة العمليات تشارك في مهام استطلاعية لجمع البيانات من الميدان وإعداد خطط لإدارة تحركات وأنشطة الجماعات المسلحة الموالية للنظام الإيراني في العراق وسوريا ولبنان.
وذكر محللون لموقع الفاصل التابع لبيشتاز أن النظام الإيراني ليس قويا بما يكفي للانخراط في معركة إقليمية مباشرة على خلفية الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
ولكنهم قالوا إنه قد يتدخل عبر استراتيجيته المعروفة المتمثلة في "التدخل بالوكالة"، بحيث يزج بفصائلها في الصراع نيابة عنه ويثير التوترات والاضطرابات.
وثمة تكهنات بشأن احتمال قيام الجمهورية الإسلامية نفسها بنشر خبر إنشاء غرفة العمليات الجديدة، كوسيلة لتهديد خصومها وجعل نفسها تبدو أقوى.
هجمات وكلاء الجمهورية الإسلامية
وفي تصريحات عدة أصدرها وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان بما في ذلك تصريح صدر في 16 تشرين الأول/أكتوبر، ألمحت الجمهورية الإسلامية إلى أن وكلاءها الذين تدعمهم بالأسلحة والأموال، هم على استعداد لتنفيذ "عمل استباقي".
وشنت الميليشيات التابعة للنظام الإيراني هجمات في العديد من دول المنطقة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، تاريخ تنفيذ حماس هجوما إرهابيا على إسرائيل من غزة.
وأسقطت سفينة تابعة للبحرية الأميركية في البحر الأحمر يوم الخميس، 19 تشرين الأول/أكتوبر، صواريخ ومسيرات أطلقها الحوثيون المدعومون من النظام الإيراني في اليمن، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر إن المدمرة اعترضت 3 "صواريخ كروز للهجوم البري وعدة مسيرات"، مضيفا أن الهجوم "شنته قوات الحوثيين في اليمن" لربما ضد أهداف في إسرائيل.
وأفاد مسؤول أميركي أن القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها التي تحارب تنظيم داعش في سوريا استُهدفت يوم الاثنين في هجوم لم يسفر عن خسائر بشرية، وذلك بعد أن زعمت جماعة مسلحة أنها أطلقت مسيرات ضد القوات الأميركية.
ولم يقدم المسؤول الأميركي تفاصيل بشأن الهجوم، لكن جماعة تطلق على نفسها اسم المقاومة الإسلامية في العراق قالت في وقت سابق من اليوم نفسه إنها أطلقت مسيرات ضد القوات الأميركية في التنف والمالكية في سوريا.
وزعمت الجماعة نفسها أيضا أنها استهدفت القوات الأميركية في العراق يوم السبت وهو هجوم قالت الولايات المتحدة إنها لم تستطع تأكيده، بينما أسقطت القوات الأميركية الأسبوع الماضي مسيرتين في البلاد.
النظام الإيراني يسعى إلى إخفاء دوره
وفي هذا السياق، قال الباحث السياسي عبد القادر النايل للفاصل إن "إيران تسعى إلى استخدام الجماعات والميليشيات الموالية لها في العراق والمنطقة كـʼأوراق ضغطʻ من دون أن تكون في الواجهة بشكل مباشر".
وأضاف أن هذا هو الدور الذي تلعبه الجمهورية الإسلامية عادة لتجنب "امتداد الصراعات إلى أراضيها والإضرار بأمنها". وتابع "في نهاية المطاف، لا تحب المخاطر ولا تريد تحمل أي تكلفة إطلاقا مقابل أنشطتها الخارجية المدمرة".
وشدد النايل على أن النظام الإيراني يحاول الآن "استغلال الصراع الجديد (في غزة) لتحقيق مكاسب تصب في مصلحته والاستفادة قدر الإمكان من أي تداعيات قد تشهدها المنطقة".
وأوضح أنه لا يفكر أبدا في "شن حرب مباشرة" بسبب الخسائر التي سيتكبدها.
وأضاف النايل أنه في حين يحاول حماية نفسه من الأعمال الانتقامية، إلا أن النظام الإيراني لا يأبه بحياة المدنيين أو بالعواقب الوخيمة التي يمكن أن تلحقها "أدواته" بالدول التي يتدخل في شؤونها.
وأشار إلى أن هذه الدول تعاني أصلا من تدهور اقتصادي وأوضاع هشة بسبب التدخلات الإقليمية للجمهورية الإسلامية.
وأكد أن "العراق لا يقف بعيدا عن قلب العاصفة وتحاول طهران جره إليها والتأثير على عملية صنع القرار السياسي والأمني لإغراق البلاد بالتحديات والمشاكل".
التنسيق بين وكلاء النظام الإيراني
وقال النايل إن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني وضباطا من الحرس الثوري الإيراني أنشأوا غرفة العمليات الجديدة للتنسيق مع جميع وكلاء الجمهورية الإسلامية، بما في ذلك حزب الله اللبناني ومختلف الميليشيات العراقية ووكلاء آخرين في سوريا.
وشرح أن الهدف هو أن تصبح غرفة العمليات بمثابة "حصن وتعمل على عدة جبهات ولا سيما الجبهة اللبنانية في حال تحول الوضع إلى استخدام القوة ضد إيران".
وفي الأيام الأخيرة، نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي سلسلة من مقاطع الفيديو والصور التي التقطت لقادة الميليشيات العراقية التابعة للنظام الإيراني على الحدود الجنوبية للبنان.
وكان زعيم كتائب سيد الشهداء أبو علاء الولائي وزعيم حركة النجباء أكرم الكعبي من بين "الصف الأول من قادة الميليشيات العراقية" الذين انضموا بحسب المعلومات إلى غرفة العمليات في جنوب لبنان.
وبحسب مصادر على مواقع التواصل الاجتماعي، بدأ الحرس الثوري بحث جميع الميليشيات الإقليمية التابعة له على تجنيد عناصر جديدة مستعدة للذهاب إلى الجبهة اللبنانية، مع وعود بتلقيهم رواتب عالية.
وذكرت صحيفة الشرق الأوسط أن قادة الميليشيات سافروا إلى سوريا ولبنان برفقة مسلحين، لكن يبدو أن مهمتهم لا تتعلق بالقتال بل بالاستطلاع والتنسيق مع ميليشيات أخرى في المواقع الحدودية.
ومن ناحية أخرى، لا يستبعد محللون أن تكون تحركات الميليشيات هذه والدعاية المصاحبة لها على مواقع التواصل الاجتماعي "رسائل دعائية" للنظام الإيراني.
وفي 8 تشرين الأول/أكتوبر أي بعد يوم من شن حماس هجومها على إسرائيل، نقلت إذاعة فردا الناطقة باللغة الفارسية عن مصدرين مقربين من الميليشيات الموالية للجمهورية الإسلامية قولهما إنه تم عقد اجتماع في بغداد في اليوم نفسه.
وتحدثت معلومات عن مشاركة مسؤولين من النظام الإيراني وزعماء بعض الميليشيات العراقية المدعومة من إيران في الاجتماع، حيث دعا المسؤولون الإيرانيون إلى "تكثيف الدعاية الإعلامية في العراق ضد إسرائيل ودعم حماس".
ودعوا أيضا إلى "إنشاء مركز لتسجيل المتطوعين"، مشددين في الوقت عينه على عدم اتخاذ أي إجراء "حتى صدور الأمر".