أمن

النظام الإيراني غير قادر أو غير راغب في حماية أذرعه بالمنطقة

تسلط الأحداث الأخيرة في لبنان الضوء على عدم اكتراث النظام الإيراني بأرواح عناصر أذرعه في مختلف أنحاء المنطقة.

متظاهر في طهران يحمل صورة للمرشد الإيراني علي خامنئي وزعيم حزب الله الراحل حسن نصر الله والقائد الراحل لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني يوم 28 أيلول/سبتمبر. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]
متظاهر في طهران يحمل صورة للمرشد الإيراني علي خامنئي وزعيم حزب الله الراحل حسن نصر الله والقائد الراحل لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني يوم 28 أيلول/سبتمبر. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]

سماح عبد الفتاح |

مع قضاء الغارات الإسرائيلية المتتالية على معظم قادة الصف الأول بحزب الله، أصبح من الواضح أن كون الحزب الذراع المفضل للنظام الإيراني لم يفد على الإطلاق في حمايته من الهجمات السيبرانية والاستهداف بالغارات الجوية.

فبعد مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله في ضربة نفذت يوم 27 أيلول/سبتمبر، تعهد المرشد الإيراني علي خامنئي قائلا إن موته "لن يذهب سدى" فيما ذكر النائب الأول للرئيس محمد رضا عارف أن مقتله سيؤدي إلى "دمار" إسرائيل.

كذلك، توعدت إيران بالانتقام لمقتل قائد الحرس الثوري عباس نيلفروشان الذي لاقى حتفه إلى جانب نصر الله.

ومع ذلك، قالت وزارة الخارجية الإيرانية يوم 30 أيلول/سبتمبر إن طهران لن تنشر أي مقاتلين لمواجهة إسرائيل.

ووفقا لصحيفة لو باريزيان الفرنسية، فإن عميلا إيرانيا هو الذي أبلغ الجيش الإسرائيلي بمكان تواجد نصر الله في اليوم الذي قصف فيه المقر المركزي لحزب الله.

حتى بعدما أطلق النظام الإيراني حوالي 200 صاروخ باتجاه إسرائيل في الأول من تشرين الأول/أكتوبر اعترضت إسرائيل معظمها، يرى البعض أن هذا الرد هو مجرد لحفظ ماء الوجه، وجاء متأخراً جداً بالنسبة لحزب الله وقادته الذين وضعوا دائماً مصالح إيران قبل مصلحة لبنان.

خسارة القيادة

ومنذ 30 تموز/يوليو حين قتل فؤاد شكر أحد كبار قادة حزب الله في غارة إسرائيلية، خسر حزب الله معظم كبار قادته.

وانفجر المئات من أجهزة الاتصال (البيجر) وأجهزة اللاسلكي في مختلف أنحاء لبنان يومي 17 و18 أيلول/سبتمبر، ما أسفر عن مقتل 39 شخصا على الأقل وإصابة ما يقارب الـ 3000 غيرهم في حوادث أشارت إلى اختراق استخباراتي إسرائيلي عميق للحزب.

وقتل كذلك قائد قوة الرضوان التابعة لحزب الله إبراهيم عقيل في ضربة نفذت يوم 20 أيلول/سبتمبر، وذلك إلى جانب 15 قائدا آخرين.

ويوم 25 أيلول/سبتمبر، أسفرت غارة عن مقتل إبراهيم محمد قبيسي الذي كان يترأس وحدة الصواريخ بالحزب الله، في حين قتل أيضا يوم 26 أيلول/سبتمبر قائد وحدة المسيرات بحزب الله محمد سرور.

كذلك، قتل قائد الجبهة الجنوبية بالحزب علي كركي في الضربة نفسها التي أسفرت عن مصرع نصر الله يوم 27 أيلول/سبتمبر، وقتل نائب رئيس المجلس المركزي للحزب نبيل قاووق في غارة جوية يوم 28 أيلول/سبتمبر.

الحرس الثوري يخدع الأذرع

وفي هذا السياق، قال خبراء إن الحرس الثوري أوهم أذرعه بأنه يؤمن لهم الحماية والقوة، غير أن الأحداث الأخيرة في لبنان والتي بلغت ذروتها مع مقتل نصر الله أظهرت واقعا مختلفا.

وقال الخبير العسكري اللبناني جميل أبو حمدان لموقع الفاصل إن هذه الأحداث تعتبر مؤشرا أكيدا على "استهتار قيادة الحرس الثوري الإيراني بحياة التابعين لها والمنتمين للأذرع كافة والمنتشرة في العديد من دول المنطقة".

وأضاف أن الهجمات التي طالت أجهزة الاتصالات والغارات المحددة المتتالية تؤكد وجود "اختراق إلكتروني" لحزب الله إذ أن هذه العمليات تتطلب إحداثيات دقيقة.

ومن جهته، ذكر فتحي السيد الباحث المتخصص بالشأن الإيراني في مركز الشرق الأوسط للدراسات الإقليمية والاستراتيجية أن الأحداث الأخيرة تؤكد أن النظام الإيراني يعتبر وكلاءه مجرد "بيادق لعبة شطرنج" تتم التضحية بهم عند الحاجة.

وأضاف أن إيران تستغل أذرعها في لبنان واليمن والعراق وسوريا "بشكل أساسي لتنفيذ مخططاتها وتبعد عناصرها وضباطها عن دوائر الخطر".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *