إرهاب
أنشطة كتائب حزب الله على الحدود العراقية-السورية تعرّض المدنيين للخطر
تخزن الميليشيا التابعة لإيران المتفجرات في مستودعات بمنطقة القائم وتهرب الأسلحة والمخدرات عبر الحدود إلى سوريا.
أنس البار |
تقوم الميليشيات العراقية التابعة لإيران بتخزين "مئات الأطنان" من المتفجرات في مستودعات ببلدة القائم الحدودية العراقية ومحيطها، إضافة إلى تهريب الأسلحة عبر الحدود إلى الداخل السوري ما يثير قلق السكان المحليين.
وقال هؤلاء إن أنشطة كتائب حزب الله مثيرة للقلق على وجه الخصوص، إذ أن الميليشيا تهرب الأسلحة والمخدرات على حد سواء وهي أنشطة محفوفة بالمخاطر، كما أن هجماتها على قوات التحالف الدولي جعلت منها هدفا.
وتعرّض هذه الأنشطة الخطيرة الأهالي للخطر إذ أن الأسلحة تخزن بالقرب من بيوتهم، علما أن ليس لهم أية صلة بمختلف الميليشيات. وتؤدي هذه الأفعال غير المشروعة إلى جلب جماعات عنيفة وخارجة عن القانون إلى المنطقة.
وذكر أحد السكان ويبلغ من العمر 44 سنة وتحدث إلى الفاصل شريطة عدم الكشف عن اسمه، أن كتائب حزب الله تملك مستودعات سرية في مواقع مختلفة بمدينة القائم حيث تخزن الأسلحة والصواريخ والألغام وغير ذلك من العتاد.
وأضاف أن حجم ترسانة الجماعة تقدر بحسب المعلومات بـ "مئات الأطنان" من المتفجرات.
ويهدد برميل البارود الضخم هذا حياة آلاف المدنيين الذين عادوا إلى منازلهم بحثا عن الاستقرار بعد طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من المنطقة في عام 2017.
ولفت إلى أن انفجار أي مستودع أسلحة لأي سبب من الأسباب سيؤدي إلى "كارثة إنسانية" سيذهب ضحيتها المدنيون الأبرياء.
أسلحة فتاكة في مناطق سكنية
وقال مواطن آخر تحدث إلى الفاصل أيضا شريطة استخدام اسمه الأول أحمد فقط ويبلغ من العمر 31 سنة، إن بعض مقرات ومخازن صواريخ كتائب حزب الله تقع بالقرب من المنازل.
وذكر أن الميليشيا تتعمد تخزين أسلحتها الأكثر فتكا بين المنازل السكنية حتى "لا تتعرض للاستهداف من طائرات التحالف الدولي".
وتابع أن "ما يهم عناصر كتائب الله هو حماية سلاحهم فقط. إنهم بالطبع لا يخافون على حياتنا".
ومنذ العام 2016، وقع ما لا يقل عن 30 انفجارا داخل مستودعات أسلحة تابعة لمختلف الميليشيات في بغداد وأنحاء متفرقة من البلاد، بينها انفجار ضخم وقع في تموز/يوليو 2022 داخل مستودع في حي التنك السكني غربي القائم.
وتؤدي الانفجارات التي تحدث بفعل التخزين والنقل غير الآمن للأسلحة إلى انفجار المقذوفات المخزنة وسقوطها على المنازل المجاورة، ما يسفر عن مقتل أو جرح مئات المدنيين وإلحاق أضرار هائلة بالمباني السكنية والبنى التحتية.
وبدوره، قال أحد السكان المحليين مستخدما اسما وهميا هو سلام العبيدي ويبلغ من العمر 38 سنة إن كتائب حزب الله تهيمن منذ سنوات على القائم وتعتبر هذه الأخيرة "مركزا حدوديا رئيسيا لتجميع السلاح الإيراني".
وأضاف للفاصل أن الجماعة تهرّب هذه الأسلحة لاحقا إلى ميليشيات في سوريا عبر المعابر الحدودية والطرقات التي تسيطر عليها، ولا سيما جنوب القائم.
وتستخدم هذه المعابر الحدودية غير الشرعية أيضا لإدخال المخدرات إلى العراق.
وتمول التجارة غير القانونية في الأسلحة والمخدرات أعمال الإرهاب التي تنفذها الميليشيا، وفق العبيدي.
ونوّه بأن الميليشيا تشكل خطرا متزايدا على السكان المحليين نتيجة تخزينها الأسلحة وأنشطتها الأخرى التي تشمل التهريب والهجمات المستمرة على قواعد التحالف الدولي.
الأهالي يدفعون الثمن
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي طارق الشمري إن كتائب حزب الله هي التي تلحق الأذى الأكبر بالشعب العراقي من بين مختلف الميليشيات المدعومة من إيران في العراق.
وأكد أن تاريخ الميليشيا يقترن بسلسلة طويلة من الجرائم والانتهاكات.
وذكر في حديث للفاصل أن الولايات المتحدة صنفت كتائب حزب الله تنظيما إرهابيا في عام 2009 أي بعد عامين فقط من تأسيسها، مشيرا إلى معظم قادتها قد أدرجوا على قائمة الإرهاب على خلفية هجماتهم ضد العراقيين.
وإن الجماعة مسؤولة عن هجمات عديدة نفذت مؤخرا على قواعد تضم القوات الأميركية في العراق وسوريا، علما أن الهجوم الذي نفذته على البرج 22 شمالي شرقي الأردن بالقرب من الحدود مع سوريا في كانون الثاني/يناير الماضي أسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين وقوبل برد قوي.
وأوضح الشمري أن كتائب حزب الله تعمل لصالح فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ويخضع لأوامره.
وتابع أن كونها ذراعا إيرانيا، فإن بصماتها واضحة في أي عملية تخدم أجندة النظام الإيراني، لافتا إلى أن النظام يستخدم كل أذرعه لنشر الإرهاب والصراعات في المنطقة.
وأكد الشمري أنه في هذه الأثناء تعاني المجتمعات الموجودة على الحدود العراقية-السورية ولا سيما في القائم، إذ أن عناصر الميليشيا يدمرون حياة السكان المحليين من خلال استيراد المخدرات وسرقة مقدرات هؤلاء.
واستدرك أن تخزين السلاح والعسكرة التي تجري بالمنطقة هما عاملان بدآ بدفع المزيد من العائلات العائدة من النزوح القسري تحت حكم تنظيم داعش إلى ترك مناطقها مجددا خوفا على سلامتها.