عدالة

الاقتتال الداخلي بين الميليشيات يقوض سيادة العراق

الموجة الجديدة من الاغتيالات ومحاولات القتل التي يشهدها العراق، تعمّق الصدع بين الميليشيات المتحالفة مع إيران وتهدد أمن البلاد واستقرارها.

مشيعون في جنازة القيادي البارز في سرايا السلام المحسوبة على التيار الصدري، أيسر الخفاجي. كان الخفاجي قد اختطف وقُتل في 19 شباط/فبراير الماضي على يد مجهولين. [الصورة متداولة على موقع X]
مشيعون في جنازة القيادي البارز في سرايا السلام المحسوبة على التيار الصدري، أيسر الخفاجي. كان الخفاجي قد اختطف وقُتل في 19 شباط/فبراير الماضي على يد مجهولين. [الصورة متداولة على موقع X]

أنس البار |

قال مراقبون للفاصل إن العراق يشهد منذ أسابيع موجة جديدة من حوادث العنف والاغتيالات تقف وراءها دوافع سياسية.

وأشاروا إلى أن هذه الحوادث تكشف الصراع الدائر بين الجماعات المسلحة وتظهر أن المتحالفة منها مع إيران، وعلى رأسها كتائب حزب الله، تسعى إلى تقويض الأمن العام وإثارة الذعر بين العراقيين.

في شباط/فبراير وآذار/مارس، اغتيل أربعة من أعضاء الجماعات المسلحة.

ففي 4 شباط/فبراير، اغتال مسلحون مجهولون القيادي في عصائب أهل الحق، ناجي الكعبي، في قضاء العسكري بمحافظة ميسان (شرقي العراق).

أغتيل القيادي في ميليشيا عصائب أهل الحق المدعومة من إيران، ناجي الكعبي، على يد مسلحين مجهولين في ناحية العسكري بمحافظة ميسان، يوم 4 شباط/فبراير. [الصورة متداولة على X]
أغتيل القيادي في ميليشيا عصائب أهل الحق المدعومة من إيران، ناجي الكعبي، على يد مسلحين مجهولين في ناحية العسكري بمحافظة ميسان، يوم 4 شباط/فبراير. [الصورة متداولة على X]

وفي 18 شباط/فبراير، اغتيل اثنان من أقارب زعيم منظمة بدر، هادي العامري، على يد مسلحين في منطقة الراشدية شمال بغداد.

وبعد يوم واحد، اختطف مجهولون من أمام منزله في مدينة الحلة أيسر الخفاجي، وهو عضو بارز في سرايا السلام التابعة للتيار الصدري. وعثر لاحقا على جثته ملقاة على جانب الطريق.

لم تقف عمليات القتل ومحاولات القتل عند هذا الحد، بل طالت شخصيات عامة وعلمية وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.

فقد اغتيل الدكتور خالد زهير استشاري طب الأطفال في مدينة الطب ببغداد في 7 شباط/فبراير، كما اغتيل الشاعر المعروف فلاح البدري في مدينة الناصرية في 31 آذار/مارس.

إلى هذا، استهدفت محاولات الاغتيال السياسي والصحافي العراقي فخري كريم، رئيس مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون، إضافة إلى مقدام الماجد، وهو محاضر في كلية الاعلام في جامعة ذي قار، والتيك توكر العراقي حسين علي وزوجته شاهندة.

ومع إن الصراع بين الميليشيات ليس جديدا أو حديثا، اللافت أنه أصبح أكثر عنفا وشراسة.

قاآني يفشل في رأب الصدع

في السنوات الأربع التي تلت توليه قيادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بعد مقتل قاسم سليماني، فشل إسماعيل قاآني في رأب الصدع بين الجماعات المسلحة في العراق.

ورغم محاولاته المتكررة لإخفاء الخصومة بينهما وإخمادها وتصويرهما على أنهما يتمتعان بموقف موحد، تكشف التوترات والانقسامات مدى هشاشة هذه العلاقة المتوترة، بحسب مراقبين.

في حديثه للفاصل، قال المحلل السياسي، طارق الشمري، إن الخلافات بين الميليشيات سببها "بالدرجة الأولى، الصراع على المناصب والقيادة والصفقات الفاسدة".

وأضاف أن "بقاء أي ميليشيا مرتبط بقدرتها على الاحتفاظ بأكبر قدر من الغنائم وتوظيفها لخدمة أجندتها وتعزيز نفوذها على حساب منافسيها".

وتظهر هذه الانقسامات واضحة في كيفية تعامل الميليشيات مع الصراع الإقليمي الحالي ومسألة استمرار وجود قوات التحالف في العراق.

وأردف الشمري أنه "في الوقت الذي تدعو بعض المجموعات إلى الهدوء وعدم تعريض مكاسبها السياسية للخطر، تصرّ مجموعات أخرى على مواصلة الأعمال العدائية".

ويخشى كثيرون، ومن بينهم الشمري، أن تساهم التوترات المشتعلة بين الميليشيات في تدهور الوضع الأمني.

وتابع أنه في غضون ذلك، "يغذي النظام الإيراني حالة الفوضى والعنف التي تقودها الجماعات الموالية له لإظهار نفوذه في خلط الأوراق وزعزعة استقرار العراق ودول المنطقة".

’ضمانة للاستقرار‘

أكد الشمري أن النظام الإيراني ينسق مع وكلائه ويزودهم بالأسلحة والتدريب والموارد العسكرية والدعم الاستخباراتي "لضمان استمرارهم في تنفيذ استراتيجية التوسع الإقليمي التي ينتهجها".

ولفت إلى أن وجود قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة "ضروري لحماية ودعم العراق، ليس فقط في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)"، ولكن أيضا "لتعزيز قدراته على حماية سيادته ومنع التدخل الإيراني في شؤونه".

من جانبه، قال للفاصل غازي فيصل حسين، مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، إن "أمن العراق والمنطقة مهدد بمشروع إيراني يهدف إلى بناء شرق أوسط جديد تسود فيه الهيمنة الإيرانية".

وأكد أن وجود القوات الأميركية والدولية "يشكل عامل قوة وضمانة للاستقرار وسط الاضطرابات والتوترات الإقليمية والتهديدات التي توجهها الميليشيات".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

انا اريد اروح ال كربلاء

قاآني يحاول رأب الصدع
ومن باب ثاني ايران تغذي الصراع بين المليشيات
شنو هالتناقض في اخباركم ومقالاتكم (كذب بكذب)