أمن
علاقة "زواج المصالح" بين روسيا وإيران قائمه على أرضية هشة
قال محللون إن العلاقة المتبادله بين موسكو وطهران مبنية على الضرورة وليس على توافق حقيقي في المصالح.
[فريق عمل الفاصل]
سماح عبد الفتاح |
يتوقع المحللون إن العلاقة الروسية – الإيرانية القائمة على المصالح المشتركة والضغوط الإقتصادية ستكون لها نهاية سيئة، لا سيما في المناطق التي يسيطر عليها الطرفان بهدف تقاسم غنائم مغامراتهما.
قال الباحث في الشؤون الإيرانية شيار تركو لموقع الفاصل أن موسكو تحلم منذ عقود ببسط هيمنة روسية على منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أن "روسيا تعتبر إيران والحرس الثوري الإيراني وأذرعته في المنطقة مجرد دخلاء".
أما في سوريا، فكلاهما يدعمان نظام بشار الأسد.
وذكر أن "العلاقة القائمة على المصالح المتبادلة بين روسيا وإيران ليست سوى علاقة مؤقتة"، متوقعا أن يلاقي التحالف بينهما نهايته في سوريا، حيث "يحاول كل طرف... في الواقع تقويض الطرف الآخر في أكثر من مجال."
إلحاق الضرر بالمدنيين السوريين
قال المحلل السياسي عبد النبي بكار أن "لا روسيا ولا إيران سيسمح كل طرف للآخر بالاستحواذ على سوريا ومواردها الطبيعية والاستراتيجية".
وقال عبد النبي في حديث للفاصل أن النظام السوري "مقابل بقائه على كرسي الحكم، قام بتقسيم موارد البلاد بين روسيا وإيران دون مراعاة مصالح شعبه".
وهذا يدل على أن إيران وروسيا قد الحقتا الضرر بالشعب السوري، وذلك من خلال حملات القصف العشوائي من قبل القوات الروسية، أما إيران من خلال أفعال ميليشياتها ومحاولتها إحداث تغيير ديموغرافي في المناطق التي تسعى للسيطرة عليها.
وأكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في عام 2021 أن روسيا "اختبرت" أكثر من 320 نوعا من الأسلحة خلال حملتها العسكرية في سوريا.
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، تسببت القنابل الروسية بمقتل 7700 مدني ربعهم من الأطفال بين أيلول/سبتمبر 2015 ونيسان/أبريل 2018.
وفي هذا السياق، قال تركو أن إيران "تزود روسيا بمسيرات لاستعمالها ضد أوكرانيا"، مشيرا إلى أن موسكو تستخدم هذه المسيرات لمهاجمة المراكز الحضرية والبنية التحتية في أوكرانيا بما في ذلك محطات الطاقة.
وافادت التقارير أن مسؤولين روس رفيعي المستوى زاروا إيران في الأشهر الأخيرة لوضع اللمسات الأخيرة على صفقة لشراء صواريخ باليستية إيرانية الصنع.
أزمة ثقة رئيسية
وقال محللون إنه مع وجود عدد قليل من الحلفاء الآخرين، أصبحت روسيا أكثر اعتمادا على إيران للحصول على المساعدة العسكرية، ولكن انعدام الثقة بينهما لم يتبدد.
وذكرت المنصة الإعلامية لمركز كارنيغي روسيا أوراسيا التي تعرف بـ "كارنيغي بوليتيكا" أشار في تقرير صدر في 27 شباط/فبراير "أن هناك أسباب عديدة وراء عدم تشكيل تحالف رسمي بين روسيا وإيران".
وأضافت أيضا أن "حكامهما لا يثقون ببعضهم بعضا. فهم يتنافسون على أسواق الطاقة، كما أن الأيديولوجيا الثورية الإيرانية لا تتلاءم بسهولة مع النزعة المحافظة في روسيا".
ومع استمرار روسيا وإيران في الاستفادة من تحالفهما الهش للالتفاف على العقوبات الدولية وتعزيز قدراتهما العسكرية، ويقول المحللون إن المكاسب بينهما قصيرة الأجل ستأتي على حساب الاستقرار على المدى الطويل في الشرق الاوسط.