أمن

خسائر روسيا في البحر الأسود تؤثر سلبا على طموحاتها في البحر الأحمر

فقدت روسيا ثلث أسطولها في البحر الأسود، بالرغم من أن أوكرانيا لا تملك أسطولا بحريا. ويثير ذلك تساؤلات حول أهميتها كشريك بحري في البحر الأحمر.

الطراد الصاروخي الروسي موسكفا يقوم بدوريات في البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل سوريا، في 17 كانون الأول/ديسمبر، 2015. أغرقت أوكرانيا الطراد في البحر الأسود بواسطة الصواريخ في نيسان/أبريل، 2022. [ماكس ديلاني/وكالة الصحافة الفرنسية]
الطراد الصاروخي الروسي موسكفا يقوم بدوريات في البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل سوريا، في 17 كانون الأول/ديسمبر، 2015. أغرقت أوكرانيا الطراد في البحر الأسود بواسطة الصواريخ في نيسان/أبريل، 2022. [ماكس ديلاني/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل |

تتزايد الشكوك في قدرة روسيا على حماية نفسها والآخرين في البحر الأحمر حيث تواصل أوكرانيا تدمير أسطول البحر الأسود الروسي.

فأوكرانيا التي تعاني من تفوق العدو عليها عددا وعدة ولا تمتلك قوة بحرية تذكر، استخدمت الطائرات المسيرة والحنكة لإلحاق ضرر شديد بالأسطول الروسي حتى دفعته للتراجع من قاعدته الرئيسة في سيفاستوبول إلى المياه الأكثر أمانا في نوفوروسيسك.

وآخر خسائر الأسطول البحر الأسود الروسي كانت في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، حيث أغرقت سفينة إنقاذ عمرها 111 عاما.

وفي يوم الأحد، 21 نيسان/أبريل، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن قواتها ضربت سفينة كومونا التي يبلغ ارتفاعها 315 قدما بصاروخ كروز محلي الصنع من طراز نبتون.

في هذا الإطار، قال المتحدث باسم البحرية الأوكرانية، دميترو بليتينشوك، إن السفينة "لم تعد قادرة على أداء مهامها".

وأكد أن "هذا الأمر سيتواصل حتى تنفد السفن الروسية أو يغادر الروس شبه جزيرة القرم".

خسائر هائلة

قائمة السفن الروسية المتضررة أو الغارقة طويلة، وتضم ثلث السفن التي كانت يمتلكها أسطول البحر الأسود الروسي قبل الحرب.

وذكرت مجلة فوربس في 21 نيسان/أبريل أن "الخسائر تشمل طرادا وغواصة وسفينة إمداد وعدة زوارق دورية وطرادتين صاروخيتين وست سفن إنزال على الأقل، ناهيك عن واحد من قوارب الأسطول الطائرة والنادرة من طراز بيريف بي-200".

ولعل أكثر الخسائر إهانة هي غرق سفينة القيادة بالأسطول، طراد الصواريخ الموجهة موسكفا، في نيسان/أبريل، 2022.

والآن يحاول الأسطول بشكل ميؤوس منه البقاء صامدا.

في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، نشرت روسيا البارجة الأميرال ماكاروف في البحر الأسود بهدف تعزيز دفاعات الأسطول.

وفي حديثه للفاصل، كشف المراسل العسكري والسياسي لموقع إنفو ريزيست، ألكسندر كوفالينكو، أن "جميع السفن الحربية تقريبا التي تحمل على متنها الأسلحة المناسبة تُستخدم لحماية بعضها البعض"، مشيرا إلى أن "هذا الأمر ينطبق على البارجات الروسية... والطرادات وزوارق الصواريخ الصغيرة".

وأضاف أن ما تبقى من أسطول البحر الأسود نادرا ما يغامر "بالخروج من مياه نوفوروسيسك لأن [الروس] يدركون أنهم يشكلون هدفا سهلا للغاية في المياه المفتوحة".

شريك غير موثوق به

إن عدم قدرة روسيا على حماية أسطولها في البحر الأسود يثير تساؤلات حول أهمية الكرملين كشريك بحري، خصوصا في البحر الأحمر.

فعلى مدى عقد من الزمن، سعت روسيا إلى إقامة وجود عسكري دائم في البحر الأحمر، وهو الطريق الرئيس لسفن الشحن التي تسافر بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط.

هذا وتفيد التقارير أنه تم تعليق إنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان بسبب الصراع الدائر في هذا البلد. لكن موسكو تتطلع أيضا إلى تعزيز العلاقات مع إريتريا.

في هذا السياق، ذكر موقع ماريتايم إيكزكوتيف أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أشار خلال زيارته لإريتريا العام الماضي إلى الإمكانات اللوجستية لميناء مصوع.

ووقعت المدينة الساحلية مذكرة تفاهم مع القاعدة البحرية في سيفاستوبول المحتلة من قبل روسيا على البحر الأسود، تعهدت فيها بتوثيق العلاقات الثنائية.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *