إرهاب
تقرير: الشرق الأوسط لم يعد مركزا للإرهاب
قال محللون إن التحول يمكن أن يعزى إلى التعاون بين الولايات المتحدة والشركاء والمجتمعات المحلية.
أنس البار |
سجّل العراق أكبر تراجع له في عدد العمليات الإرهابية في عام 2023، والأمر ينطبق على بلدان أخرى بالمنطقة، مع تأكيد تقارير أن مركز الإرهاب انتقل الآن بشكل قاطع من الشرق الأوسط إلى الساحل الأفريقي.
وقال محللون إن التراجع الذي تم الإبلاغ عنه في مؤشرات الإرهاب يعود إلى التنسيق المتواصل والعمليات العسكرية الناجحة التي نفذتها الولايات المتحدة مع شركائها في الشرق الأوسط.
وقدّم معهد الاقتصاد والسلام ومقره في أستراليا هذه النتائج في مؤشر الإرهاب العالمي التابع له والذي يعرض ملخصا شاملا عن توجهات الإرهاب العالمية.
وبحسب التقرير، يشهد العراق تحسنا كبيرا على الصعيد الأمني إذ انخفضت الوفيات الناجمة عن الإرهاب عام 2023 بنسبة 99 في المائة لتصل إلى 69 وفاة بعد بلوغ ذروتها في 2007، في حين انخفضت حوادث الإرهاب بنسبة 90 في المائة.
وعلى مستوى العالم، تراجعت الحوادث الإرهابية بنسبة 22 في المائة لتصل إلى ما يعادل 3350 حادثا، في حين انخفض عدد الدول التي أبلغت عن حوادث الإرهاب إلى 50 دولة.
ولكن تظهر المؤشرات أيضا ارتفاعا في الوفيات الناجمة عن الإرهاب عالميا بنسبة 22 في المائة مع 8352 وفاة، وهي النسبة الأعلى منذ 2017.
وجاء في التقرير أن "ارتفاع عدد الوفيات وانخفاض عدد الحوادث يبين أن الإرهاب أصبح أكثر تركيزا وأكثر فتكا".
وظل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والفصائل التابعة له أكثر الجماعات فتكا على مستوى العالم للسنة التاسعة على التوالي. وكانت مسؤولة بصورة مباشرة عن هجمات نفذت في 20 بلدا في عام 2023.
وتركز أكثر من نصف الوفيات الناجمة عن الإرهاب بمنطقة الساحل الوسطى بأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
ضعف داعش في الشرق الأوسط
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي العراقي طارق الشمري للفاصل إن "داعش خسرت معظم قوتها وتفككت بنيتها النشطة بعد تلقيها أقسى هزيمة لها في العراق وسوريا وشمال أفريقيا".
وأضاف أن المستويات المتدنية للأنشطة الإرهابية في المنطقة هي حصيلة "تضحيات وجهود لسنوات" بين الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين والدوليين وأبناء المجتمعات المحلية.
وذكر أن الحملة العسكرية ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة والتدريبات الأميركية المقدمة للقوات العراقية والكردية في سوريا ساهمت في تدمير قيادة التنظيم وموارده.
وشدد الشمري على أهمية حماية هذه المكاسب بمواصلة "العمليات الهجومية والتنسيق المشترك" مع الولايات المتحدة والحلفاء.
وحذر أيضا من خطورة الصراعات والفراغ الأمني في مناطق من أفريقيا، وتحديدا في النيجر وبوركينا فاسو ومالي.
وأكد أن تلك الصراعات توفر بيئة خصبة لنمو وتمدد وتنشيط الفرع المحلي للتنظيم المعروف باسم ولاية الساحل.