دبلوماسية

العلاقة الأميركية-العراقية وطيدة رغم محاولات الميليشيات تقويضها

تواصل بغداد وواشنطن العمل على بناء شراكتهما الاستراتيجية، على الرغم من الهجمات التي ينفذها وكلاء إيران لزعزعة استقرار المنطقة.

السفيرة الأميركية في العراق ألينا رومانوفسكي (الثالثة إلى اليمين) تلتقي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (في الوسط) ومسؤولين عراقيين آخرين في بغداد يوم 27 أيلول/سبتمبر. [السفيرة الأميركية في العراق ألينا رومانوفسكي/إكس]
السفيرة الأميركية في العراق ألينا رومانوفسكي (الثالثة إلى اليمين) تلتقي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (في الوسط) ومسؤولين عراقيين آخرين في بغداد يوم 27 أيلول/سبتمبر. [السفيرة الأميركية في العراق ألينا رومانوفسكي/إكس]

أنس البار |

بعد هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، عملت الولايات المتحدة مع العراق لمكافحة الإرهاب وبناء قدرات العراق الدفاعية ودعم إعادة الإعمار وعودة النازحين.

وقال المحلل السياسي طارق الشمري لموقع الفاصل إن العلاقة بين العراق والولايات المتحدة وصلت إلى "مستوى إيجابي للغاية".

وأضاف أن النشاط الدبلوماسي للسفيرة الأميركية في العراق ألينا رومانوفسكي ومستوى التواصل بين المسؤولين الأميركيين والقادة العراقيين "أعطى العلاقات مزيدا من الحيوية والفعالية".

وأكد الشمري أن مبادرات الحكومة الأميركية ساهمت "في التخفيف من آثار الحرب على الإرهاب".

وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن يتحدث مع الصحافيين حول اجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي قبل مغادرة مطار بغداد الدولي في 5 تشرين الثاني/نوفمبر. [جوناثان إرنست/وكالة الصحافة الفرنسية]
وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن يتحدث مع الصحافيين حول اجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي قبل مغادرة مطار بغداد الدولي في 5 تشرين الثاني/نوفمبر. [جوناثان إرنست/وكالة الصحافة الفرنسية]

وأضاف أن هذه المبادرات تشمل "مساعدة العراق في إعادة بناء المدن المدمرة وإعادة النازحين وتقديم الدعم الإنساني والاقتصادي لهم".

العراق ’شريك رئيسي‘

وفي مكالمة هاتفية جرت بتاريخ 24 تشرين الأول/أكتوبر، أكد وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عزمهما على التعاون لضمان الأمن الإقليمي.

وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن الطرفين "جددا التزامهما بمواصلة تعزيز الشراكة الشاملة بين الولايات المتحدة والعراق".

وقالت رومانوفسكي في 25 تشرين الأول/أكتوبر على موقع إكس (تويتر سابقا) إن السوداني "هو شريكنا الرئيسي في عملنا الهادف إلى الحفاظ على الاستقرار الإقليمي وتقديم المساعدة الإنسانية للمدنيين".

وفي اليوم التالي، التقت رومانوفسكي بوزير الخارجية العراقية فؤاد حسين وشددت عبر موقع إكس "مجددا على الالتزام بالاستقرار الإقليمي وشراكة الولايات المتحدة والعراق الشاملة".

إلى هذا، تعد الولايات المتحدة أكبر مقدم للمساعدات الإنسانية في العراق، إذ استثمرت ما يقارب الـ 3.4 مليار دولار منذ عام 2014 لمساعدة العراقيين على التعافي من الدمار الذي سببه تنظيم داعش.

وفي العام الماضي وحده، قدمت الحكومة الأميركية 150 مليون دولار كمساعدات تنموية و285 مليون دولار كمساعدات إنسانية للعراق، وذلك وفقا لبيان نشرته وزارة الخارجية الأميركية في 15 شباط/فبراير.

وجاء في البيان أن واشنطن وبغداد "يتعاونان من أجل تعزيز الاستقرار وتسريع وتوسيع نطاق الفرص الاقتصادية من أجل تعزيز الديمقراطية في العراق ومساعدة الحكومة على تلبية احتياجات جميع العراقيين".

إنهاء الاعتماد المفرط على إيران

ومن مجالات المؤازرة الرئيسية مساعدة العراق على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة عبر تسخير الغاز الطبيعي المنبعث من آبار النفط الخاصة به وربط شبكة الكهرباء العراقية بشبكات دول مجلس التعاون الخليجي والأردن.

ويعد مشروع نمو الغاز المتكامل في العراق والذي تم التوقيع عليه رسميا في تموز/يوليو مع شركة توتال إينرجي الفرنسية، خطوة أساسية باتجاه تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة وبالتالي القضاء على الحاجة للاعتماد على إيران من أجل الحصول على إمدادات الطاقة.

وستشارك في هذا المشروع الضخم مجموعة من الشركات الإقليمية والأميركية.

وبمجرد اكتمال المشروع، سترتفع إمدادات الكهرباء المحلية وتقل المشاكل الصحية المرتبطة بالممارسات الضارة المتمثلة في حرق الغاز، وفقا لبيان صدر عن البيت الأبيض.

وأكد الشمري أن الحكومة الأميركية لعبت "دورا فعالا في حماية أموال العراق من التسرب إلى إيران ومحاربة الفساد بأشكاله كافة وتطوير نظام شفافية وإدارة مصرفية ذكية من خلال آليات العمل المشترك مع المسؤولين العراقيين".

وتشمل الأولويات الأميركية الأخرى دعم برامج الحكومة العراقية في مجالات الأمن الغذائي وتنظيم استخدام المياه ومواجهة آثار تغير المناخ والاستثمار في الطاقات النظيفة.

علاقة مستدامة

وتواصل الولايات المتحدة أيضا جهودها للحد من خطر داعش من خلال توفير التدريب والمشورة للقوات العراقية.

وفي هذا السياق، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال لقاء عقد في واشنطن يوم 7 آب/أغسطس مع نظيره العراقي ثابت العباسي، إن هذه الشراكة ساهمت في تحرير أكثر من 4.5 مليون عراقي من طغيان داعش.

وأضاف "نعمل معا من أجل إعادة المقاتلين العراقيين وعائلاتهم من سوريا، وهو أمر بالغ الأهمية لإلحاق الهزيمة الدائمة بداعش".

ومن جانبه، قال قائد التحالف الدولي الجنرال الأميركي ماثيو ماكفارلين إن العراق وسوريا سجلا خلال الربع الأول من العام الجاري انخفاضا في هجمات تنظيم داعش.

وأضاف في 24 نيسان/أبريل أن الأسبوع الأول من نيسان/أبريل شهد "انخفاضا قياسيا في الهجمات بنسبة 68 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي [في العراق]. وفي سوريا... سجلنا انخفاضا بنسبة 55 بالمائة خلال الفترة نفسها".

وفي حديثه للفاصل، قال خبير عسكري عراقي طلب عدم الكشف عن هويته إنه سيكون من المهم مواصلة القتال بقوة ضد فلول خلايا داعش "لمنعهم من إعادة تنظيم صفوفهم والتقاط أنفاسهم".

ودان أيضا الجماعات المسلحة المدعومة من إيران والتي تواصل شن هجمات ضد القوات الأميركية والتحالف الدولي في العراق بدون اعتبار عواقب أفعالها على أمن البلاد ومصالحها.

وأوضح أن هناك علاقة "إطار استراتيجي" وثيقة بين العراق والولايات المتحدة "تتطور وتزداد قوة في أكثر من اتجاه"، مؤكدا أنه "ينبغي مواصلة الجهود للحفاظ عليها".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *