فريق عمل الفاصل | 2024-05-05

أظهرت بيانات جديدة أن انبعاثات الكربون الناتجة عن قطاع شحن الحاويات بلغت مستويات قياسية في ظل اعتماد السفن المسار الأطول حول الطرف الجنوبي لإفريقيا لتجنب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

وتجاوزت انبعاثات شحن الحاويات على المستوى العالمي المائة نقطة للمرة الأولى على الإطلاق، بحسب بيانات جديدة وردت في مؤشر انبعاثات الكربون التابع لشركة كزينيتا.

ويستند مؤشر انبعاثات الكربون إلى متوسط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل طن من البضائع المنقولة، وقد تم تحديد الحد الأساسي في العام 2018. ويشير أي رقم تحت المائة إلى تحسن في كفاءة الكربون، حسبما أوردت مجلة ماريتيم إكزيكيوتيف في 24 نيسان/أبريل.

وذكرت شركة كزينيتا أن الانبعاثات بلغت 107.5 نقطة في الربع الأول من العام الجاري على مؤشر انبعاثات الكربون. وشكّل ذلك ارتفاعا بنسبة 15.2 في المائة مقارنة بالربع الأخير من العام 2023.

ويتمثل السبب الأساسي للارتفاع الملحوظ بالانبعاثات في الهجمات التي ينفذها الحوثيون المدعومون من إيران في البحر الأحمر والتي تجبر السفن على السفر بمسارات أطول حول رأس الرجاء الصالح.

وأدى هذا التحول إلى رفع معدل المسافة التي تقطعها سفن الحاويات بنسبة 11 في المائة مقارنة بمطلع العام 2023.

وفي هذا السياق، قالت محللة الأسواق في شركة كزينيتا إيميلي ستاوسبول إن "السفن تبحر أيضا بسرعات أعلى في محاولة منها لتعويض الوقت الذي تستغرقه المسافات الأطول، وهو ما يؤدي كذلك إلى حرق المزيد من الكربون".

ومن نتائج العراقيل أيضا، التوجه نحو استخدام السفن الأقدم للالتزام بجداول الخدمة.

وذكرت كزينيتا أن "هذا لا يعني فقط أن المزيد من السفن باتت تحرق المزيد من الوقود، بل يعني أيضا أن شركات النقل أصبحت مضطرة إلى الاعتماد على سفن أقدم وأقل فعالية لتلبية هذا الطلب الإضافي".

خطر على الاقتصاد العالمي

هذا وأبطأت الهجمات في البحر الأحمر حركة التجارة وعرّضت اقتصاد العالم للخطر.

ووصلت حركة عبور سفن الحاويات حول رأس الرجاء الصالح إلى مستويات قياسية جديدة في منتصف نيسان/أبريل. وبحسب بيانات قائمة لويدز للاستخبارات، فقد عبرت حوله 802 سفينة مقابل 670 في الأسبوع السابق.

وأشارت إلى أنه في هذه الأثناء، بلغت حركة العبور بمضيق باب المندب ما إجماله 221 سفينة في منتصف نيسان/أبريل، بانخفاض بنسبة 60 في المائة عن الحركة الاعتيادية.

كذلك انخفضت حركة الشحن عبر قناة السويس في مصر بنسبة 66 في المائة بين منتصف كانون الأول/ديسمبر ومطلع نيسان/أبريل، بحسب مكتب الإحصائيات الوطنية في المملكة المتحدة.

وتم تسجيل ما لا يقل عن 7 حوادث في جنوبي البحر الأحمر وخليج عدن منذ 24 نيسان/أبريل بعد فترة هدوء دامت عدة أسابيع، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأعلنت الولايات المتحدة في كانون الأول/ديسمبر عن مبادرة أمنية بحرية لحماية الشحن في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين. ومنذ كانون الثاني/يناير، شنت مع بريطانيا ضربات انتقامية متكررة ضد أهداف للحوثيين في اليمن ردا على الهجمات.

وبدوره، أطلق الاتحاد الأوروبي في شباط/فبراير مهمة أسبيدس البحرية لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر.