إعلام

شبكة ’إعلام المقاومة‘ الإيرانية ’أخطر من الصواريخ‘

إن الرسائل التحريضية التي تنشرها شبكة الإعلام المتحالفة مع إيران تعمّق الانقسامات وتحث على العنف في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

فلسطينيون يشاهدون الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وهو يلقي خطابا متلفزا من مكان مجهول في لبنان على قناة المنار التابعة للحزب في 30 كانون الثاني/يناير، 2015. [حازم بدر/وكالة الصحافة الفرنسية]
فلسطينيون يشاهدون الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وهو يلقي خطابا متلفزا من مكان مجهول في لبنان على قناة المنار التابعة للحزب في 30 كانون الثاني/يناير، 2015. [حازم بدر/وكالة الصحافة الفرنسية]

سماح عبد الفتاح |

أكد صحافيون ومراقبون إعلاميون للفاصل أن وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري الإيراني بأنواعها المختلفة، أو ما يسمى بـ"إعلام المقاومة "، تشكل سلاحا أخطر من الصواريخ الإيرانية.

وفي هذا الصدد، قال مدير قسم الإعلام الجديد في مركز ابن الوليد للدراسات والبحوث الميدانية، مازن زكي، إنه منذ أن بدأ فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني خطة "تصدير الثورة الإيرانية"، أولى اهتماما كبيرا للعمل الإعلامي.

وأضاف في حديثه للفاصل، أن الجانب الإعلامي "تطور منذ بداية ثمانينات القرن الماضي وحتى الآن، ليشمل استخدام جميع الوسائل المتاحة" لتعزيز الأجندة التوسعية الإيرانية.

وأوضح أن الجهود في هذا المجال بدأت بنشر أشرطة الكاسيت وأشرطة الفيديو والمنشورات الدعائية التحريضية، وإنشاء محطات إذاعية وقنوات تلفزيونية وإصدار صحف.

لقطة من قناة المنار التابعة لحزب الله، التقطت في 15 نيسان/أبريل، 2024. [قناة المنار]
لقطة من قناة المنار التابعة لحزب الله، التقطت في 15 نيسان/أبريل، 2024. [قناة المنار]

وكشف أن الصحف "كانت توزع مجانا على نطاق واسع".

وتابع أنه مع بناء منبره الإعلامي في إيران والمنطقة، فإن الحرس الثوري الإيراني "كان وما يزال يتبع نهجا واضحا وهو خلط القضايا الدينية والطائفية بالقضايا السياسية عبر التحريض".

وأضاف أن هذا النهج يهدف إلى إعطاء الجمهور المستهدف "الانطباع بأنهم مظلومون وبحاجة إلى التحرر"، وذلك من خلال شعارات حول النضال للقضاء على ما يسمى "طغيان" الغرب وبعض دول الشرق الأوسط.

وباعتبار لبنان نقطة انطلاق مشروع "التصدير" الإيراني، أكد زكي أن عمل حزب الله الإعلامي يعد مثالا واضحا على تطبيق هذه الاستراتيجية.

وكانت قناة المنار الفضائية التابعة للحزب، وما تزال، العمود الفقري لـ "شبكة إعلام المقاومة"، ويتم تمويلها إلى حد كبير من قبل إيران بتكلفة سنوية تبلغ عشرات الملايين من الدولارات، وفقا لمصادر استخباراتية.

وذكر زكي أن العمل الإعلامي لحزب الله تشعّب إلى محطات إذاعية وصحيفة العهد التي بدأت مطبوعة وباتت اليوم متاحة على الإنترنت، وأنشأ العديد من المحطات التلفزيونية الفضائية الداعمة مثل قناة الميادين.

وأوضح أن هذه القناة قُدمت للجمهور على أنها قناة إخبارية مستقلة، ليتبين لاحقا أنها ممولة من الحرس الثوري الإيراني وتتبع الخط الإيراني وتروّج له.

ويسيطر الحزب المدعوم من إيران أيضا على مئات القنوات والحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما يسمى بـ "الجيش السيبراني" الذي ينشر المعلومات المضللة والتهديدات.

تأجيج التوترات في اليمن

في السياق نفسه، قالت الصحافية اليمنية المقيمة في القاهرة، منى محمد، إن وسائل الإعلام التابعة لإيران تمكنت أيضا من "إحداث شرخ كبير في المجتمع اليمني".

وأضافت "من الواضح أن هذا الشرخ نشأ على مدى سنوات طويلة عبر خلق التوترات الطائفية والقبلية".

فعلى سبيل المثال، تروّج اليوم قناة المسيرة الفضائية التابعة للحوثيين لاستعمال الصواريخ متوسطة المدى والطائرات المسيرة لدعم حماس "تحت ستار دعم القضية الفلسطينية"، وفقا لها.

وذكرت أنه "يتم تأجيج عواطف الناس بطريقة غير مسبوقة عبر إظهار الحوثيين وكأنهم أبطال لا يقهرون" ويأخذون زمام المبادرة عسكريا.

وتابعت أن الجهود الإعلامية للحوثيين تهدف إلى إقناع الناس في اليمن وخارجه "بأن ما يحدث هو أمر لا بد منه، وعلى الجميع دعمهم لتحقيق النصر المزعوم".

رسائل تحريضية

وإلى جانب تأجيج المشاعر الطائفية، تعمل الآلة الإعلامية التابعة للحرس الثوري الإيراني على الترويج بأن ما تسميه "المقاومة" هي واجب، حسبما قال الصحافي اللبناني المعارض لحزب الله حسين قاسم للفاصل.

وأضاف أن هذا النوع من الرسائل التحريضية يوفر ذريعة "لوكلاء إيران لإنشاء منصات صواريخ أينما كانوا وتوجيهها نحو إسرائيل".

وتابع أن وضع منصات صواريخ في المناطق السكنية في لبنان كان له تداعيات مدمرة على البلاد وشعبها، وعرّض المدنيين والبنية التحتية المدنية للخطر.

وختم قائلا إن هذه الممارسات دفعت آلاف اللبنانيين من الطوائف كافة إلى الهروب جماعيا نحو مناطق بعيدة عن مسرح العمليات حفاظا على حياتهم.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

عَدُوُ عدُوّ ي صديقي

لا