سياسة

لقاءات ’المحور‘ في بيروت تقوض سيادة لبنان وأمنه

عبر الاجتماع في بيروت وتوجيه التهديدات للمنطقة، يعرّض ما يعرف بـ ’محور المقاومة‘ لبنان للخطر مؤمنا الحماية لإيران.

أشخاص في الضاحية الجنوبية لبيروت يشاهدون أمين عام حزب الله حسن نصرالله يوم 3 كانون الثاني/يناير أثناء إلقائه خطابا متلفزا بمناسبة الذكرى السنوية لمقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]
أشخاص في الضاحية الجنوبية لبيروت يشاهدون أمين عام حزب الله حسن نصرالله يوم 3 كانون الثاني/يناير أثناء إلقائه خطابا متلفزا بمناسبة الذكرى السنوية لمقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

نهاد طوباليان |

بيروت - قال محللون إن اجتماعا عقد مؤخرا في بيروت بين الحوثيين وحركة حماس يكشف مدى استخفاف إيران بسيادة لبنان ومحاولتها حماية نفسها مع توجيه التهديدات للمنطقة عبر أذرعها.

وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية يوم 15 آذار/مارس أن قياديين من حماس والحوثيين عقدوا في مطلع شهر آذار/مارس "اجتماعا هاما" في لبنان لمناقشة تنسيق عملياتهما وتوسيع الصراع مع إسرائيل.

وقالت مصادر فلسطينية وحوثية إن ممثلين من حركة حماس التي أدى هجومها على إسرائيل يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى اندلاع الحرب، وممثلين من الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التقوا الحوثيين المتمركزين في اليمن ببيروت.

وكان أمين عام حزب الله حسن نصرالله قد عقد في السابق مباحثات في بيروت مع وفد من حماس برئاسة نائب رئيس الحركة بغزة خليل الحية بحضور ممثل الحركة في لبنان أسامة حمدان، حسبما أفادت وسائل إعلام.

وفي حين كان اللقاء الأخير الأبرز منذ اغتيال نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري يوم 2 كانون الثاني/يناير في جنوب بيروت، إلا أن الجماعتين تنسقان بشكل وثيق منذ أشهر.

وفور حصول هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، عقد مسؤولون كبار من حماس والجهاد الإسلامي مباحثات مع نصرالله في مكان لم يتم الكشف عنه في لبنان حيث تعهدوا بالبقاء على اتصال وثيق في ظل تصاعد الصراع.

انتهاك متكرر للسيادة

وفي هذا السياق، اعتبر الكاتب السياسي ومستشار حزب القوات اللبنانية أنطوان مراد في حديث للفاصل أن عقد هذه الاجتماعات في بيروت "هو انتهاك متكرر للسيادة اللبنانية".

وأضاف أن إيران التي تترأس ما يعرف بـ "محور المقاومة" تنفرد بالتعاطي مع حزب الله حصريا، متجنبة كافة أشكال التفاعل مع الدولة اللبنانية.

وأوضح "يشكل عقد هكذا لقاء تحديا سافرا للدولة اللبنانية التي لا تبادر لأي ردة فعل مع العلم أنه من حقها رفض واستهجان هكذا لقاءات".

وأشار مراد إلى أن الجماعات التي تنتمي إلى محور المقاومة المزعوم متورطة إلى حد كبير في الحروب والمواجهات الإقليمية الراهنة، ومع ذلك فإن "مسؤوليها وكوادرها يدخلون لبنان ويخرجون منه دون أي رقيب ومراقبة".

وقال إن "مثل هكذا اجتماعات سياسية بين جماعات متهمة بالإرهاب وملاحقة دوليا، يسجل نقطة سوداء بخانة السيادة اللبنانية".

وتابع "إن دل هذا الأمر على شيء، إنما يدل على تعمد إيران جمع هذه التنظيمات بلبنان فيما يمكنها جمعها بطهران أو أي مكان آخر".

وذكر أن إيران "تتعاطى مع لبنان كساحة مفتوحة لحروبها وصراعاتها" وتسعى لإبقاء هذه الساحة بعيدة عن أرضها وحدودها.

وأشار إلى أنه بعدما نفذت الميليشيات المدعومة من إيران سلسلة هجمات ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا، "تلقت [إيران] إنذارا من الولايات المتحدة" بأن تتوقع "ردا سريعا وقويا" في حال نفذت هجمات.

وقال مراقبون إنه لهذا السبب، استمرت إيران في الاختباء وراء أذرعها وإدارة شؤونها في بلدان مثل لبنان.

القرار بيد إيران

وبدوره، قال الخبير الأمني والعميد اللبناني المتقاعد يعرب صقر للفاصل إن حزب الله قد حاول لعب دور القيادة على مختلف الفصائل الفلسطينية التي تدعمها إيران في لبنان "فيما تقود إيران حزب الله".

وأضاف أن اجتماع قيادات الفصائل الفلسطينية المسلحة والحوثيين في لبنان شكّل طريقة لإعلام العرب بأنهم لن يكونوا من يقرر ويفاوض بالملف الفلسطيني بل ستقوم إيران بذلك.

ومن جهته، قال الكاتب السياسي وناشر موقع الكلمة أون لاين سيمون أبو فاضل إن الاجتماع "يدخل بإطار التصعيد الإيراني بالمنطقة من خلال أذرعها".

وأضاف للفاصل أن "الإعلان عنه هو رسالة تهديد ورسالة للتصعيد بنفس الوقت".

وتابع "بالمحصلة تبقى هذه الاجتماعات تحت مظلة إيران، كما الفصائل وحزب الله والحوثيين الذين ينفذون الاجندة الإيرانية بالمنطقة".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر