مجتمع
برامج الحوثيين الفضائية تشكل فشلا أخلاقيا
تواجه شركات الأقمار الصناعية انتقادات متزايدة لسماحها لدعاية الحوثيين المدعومين من إيران بالوصول إلى ملايين الناس على الرغم من التعهدات العالمية للحد من التطرف.
![تشكيل عقول الشباب من خلال الشاشات الثابتة: طفل يمني يشاهد التلفاز في غرفة مدرسية دمرتها الحرب حيث الراحة نادرة والدعاية متدفقة بحرية.[محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/12/01/52948-_29__child_watching_propaganda-600_384.webp)
فريق عمل الفاصل |
تواطؤ شركات الأقمار الصناعية خيانة للقيم
دان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني مزودي خدمات الأقمار الصناعية لسماحهم لدعاية الحوثيين المدعومين من إيران بالتدفق على نحو واسع.
وقال إن هذا يعد خيانة للقيم الأخلاقية التي تزعم هذه الشركات دعمها.
وأوضح أن الأقمار الصناعية التي تبث برامج الحوثيين إلى المنازل الأوروبية متواطئة في نشر المحتوى المتطرف.
وأشار إلى أن الزعماء الأجانب غالبا ما يتكلمون ضد التطرف، إلا أن أنظمة الأقمار الصناعية التابعة لهم تعيد بث قناة المسيرة التلفزيونية والتي هي ذراع إعلامية للحوثيين.
وتابع أن ذلك يكشف عن معيار مزدوج بين التسامح مع خطاب الكراهية في الخارج من جهة، وقمع التطرف المحلي على الإنترنت من جهة أخرى.
دعاية، لا صحافة
وتحت سيطرة المتمردين المدعومين من إيران، استولى الحوثيون على التلفزيون الحكومي اليمني وباتوا يستخدمونه لإضفاء الشرعية على حكمهم وزعزعة استقرار بلادهم.
وبدلا من تقديم صحافة مستقلة، تخدم وسائل إعلام مثل قناة المسيرة كأدوات للحرب النفسية وهي مصممة خصيصا لتثبيت سلطة الحوثيين.
ويصف المحللون وسائل الإعلام الحوثية بأنها عملية تأثير معقدة مدعومة من طهران.
فتضخم برامج الحوثيين الخطاب الطائفي وتمجد العنف وتقوض جهود السلام.
وبالنسبة لليمنيين العاديين، لا يترك التدفق المتواصل للرسائل مجالا كبيرا للأصوات البديلة أو التقارير المستقلة.
ويدعو الإرياني لاتخاذ إجراء حاسم: فينبغي على مزودي خدمات الأقمار الصناعية فسخ تراخيص البث وإلغاء العقود وتطبيق قوانين ضد التحريض.
ووصف هذه القضية بأنها أكثر من مجرد أزمة يمنية. فهي اختبار أخلاقي لأوروبا.
وفي حين أن الحكومات الغربية اتخذت إجراءات صارمة بحق التطرف عبر الإنترنت عبر تجميد الحسابات وفرض عقوبات على المنصات وحذف المحتوى المرتبط بالإرهاب، إلا أنه لم يتم تطبيق الصرامة نفسها على البث الفضائي.
ويدل رفض إغلاق القنوات التي يديرها الحوثيون على تسامح مقلق تجاه بث الكراهية عبر التلفزيون.
واعتبر الإرياني أن السماح للحوثيين بمواصلة البث ليس مجرد إهمال سياسي. إنه فشل أخلاقي عميق.
وأكد أن شركات الأقمار الصناعية ومن خلال بث قنوات الحوثيين، تمكّن الدعاية التي تقوض النسيج الاجتماعي لليمن وتهدد الأجيال القادمة.
وشدد على أن الدعاية غير المراقبة لا تبقى محصورة باليمن، بل تهدد بتأجيج التطرف عبر الحدود.
وحذر مجددا من أنه في حال عدم اتخاذ إجراءات دولية، ستستمر برامج الحوثيين بتقويض الاستقرار الإقليمي وتحدي القيم التي تدعي الدول الأوروبية الدفاع عنها.