بيئة
هجمات الحوثيين على سفن الشحن تضر بالنظم البيئية البحرية والمجتمعات الساحلية
يخلق استهداف وإغراق السفن التجارية التي تحمل شحنات خطرة أزمات متتالية للحياة البحرية والاقتصادات الإقليمية.
![صورة التقطت في 7 آذار/مارس 2024 تظهر سفينة الشحن روبيمار وهي غارقة جزئيا في البحر الأحمر قبالة ساحل اليمن. وغرقت السفينة التي كانت تنقل آلاف الأطنان من الأسمدة بعد هجوم صاروخي حوثي. [خالد زياد/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/08/12/51467-Rubymar-vessel-sinks-600_384.webp)
فيصل أبو بكر |
عدن -- حذر خبراء في البيئة والقانون من أن هجمات جماعة الحوثي المتواصلة على السفن التجارية في البحر الأحمر قد حوّلت أحد أنشط ممرات الشحن في العالم إلى منطقة كوارث بيئية.
وأوضحوا أن الهجمات على سفن الشحن تهدد النظم البيئية البحرية والمجتمعات الساحلية والاقتصاد العالمي وتظهر استخفافا صارخا بالقانون الدولي وأرواح الأبرياء.
فبين 6 و9 تموز/يوليو، أدت هجمات الحوثيين على سفينتي ماجيك سيز وإتيرنيتي سي إلى غرقهما ومقتل العديد من البحارة وإصابة آخرين.
كما تم خطف أفراد من الطاقم خلال الهجمات.
وتسربت من السفينتين الغارقتين البضائع والمواد النفطية، ما أحدث بقعة زيتية بطول 18 ميلا بحريا تشكل مخاطر كبيرة على التنوع البيولوجي في البحر الأحمر ومحطات تحلية المياه والأمن الغذائي للمجتمعات الساحلية الفقيرة.
وتشمل الهجمات الحوثية الأخرى التي أثرت على البيئة غرق السفينة روبيمار التي كانت تحمل 21 ألف طن من الأسمدة في شباط/فبراير 2024.
وفي هذا السياق، قال عبد القادر الخراز مدير المشاريع البحثية بالمركز الديموقراطي العربي في برلين والرئيس السابق للهيئة العامة لحماية البيئة في اليمن إن "جماعة الحوثي لا تعبأ بالنتائج الكارثية لغرق السفن المحملة بمواد خطرة".
وأضاف أن البقعة النفطية انعكست سلبا على خصائص المياه والكائنات البحرية.
وتابع أن التأثيرات تشمل "نفوق الكائنات أو هجرتها أو امتصاصها للسموم التي تنتقل لاحقا إلى الإنسان عبر سلسلة الغذاء، وهو ما يشكل تهديدا صحيا خطيرا".
وأشار إلى أن التلوث البحري يهدد أيضا معيشة الصيادين في المناطق الساحلية ويعرّض صادرات الأسماك اليمنية للخطر.
ولفت إلى أن الألغام البحرية التي زرعتها جماعة الحوثي "تشكل خطرا مباشرا على الصيادين" وحياتهم ومعيشتهم.
تأثير عالمي
وأكد الخراز أن اضطرابات حركة الشحن في البحر الأحمر نتيجة الهجمات الحوثية تجبر السفن على الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح، ما يزيد إلى حد كبير من معدل استهلاك الوقود وانبعاثات الكربون.
ومن جانبه، وصف فيصل المجيدي وكيل وزارة العدل الحوثيين بـ "القراصنة والإرهابيين"، متهما إياهم بتدمير البيئة البحرية ومعيشة آلاف الصيادين الفقراء.
وقال إن الجماعة تعمل بالتنسيق مع منظمات إجرامية "على إغراق السفن المحملة بمواد خطرة ضمن مخطط يهدد بيئة البحر الأحمر والدول المطلة عليه".
وأشار المجيدي إلى أن الحوثيين اتجهوا نحو "عسكرة البحر الأحمر" بعد إخفاقاتهم الداخلية، محاولين تسويق مشروعهم حول العالم تحت شعارات زائفة مع "تنفيذ أجندات إيرانية لنشر الفوضى في المنطقة".
وذكر أن الهجمات تسببت بخسائر اقتصادية كبيرة لدول المنطقة، حيث أفادت هيئة قناة السويس بتسجيل خسارة بنسبة 50 في المائة من عائداتها بسبب اضطراب الملاحة.