أمن

ناشطون يطالبون حزب الله بالانسحاب من جنوب لبنان

حذر ناشطون من أن قرار حزب الله الأحادي بإشعال الجبهة الجنوبية قد يتصاعد إلى حرب مفتوحة من شأنها أن تتوسع إلى كامل البلد.

كشافة موالون لحزب الله يلقون التحية خلال مسيرة في مدينة النبطية جنوبي لبنان بتاريخ 12 آب/أغسطس 2022، وهم يمرون أمام صور للقائد العسكري الراحل عماد مغنية وأمين عام الحزب حسن نصرالله والمرشد الإيراني علي خامنئي والمرشد الأعلى الراحل روح الله خميني. [محمود زيات/وكالة الصحافة الفرنسية]
كشافة موالون لحزب الله يلقون التحية خلال مسيرة في مدينة النبطية جنوبي لبنان بتاريخ 12 آب/أغسطس 2022، وهم يمرون أمام صور للقائد العسكري الراحل عماد مغنية وأمين عام الحزب حسن نصرالله والمرشد الإيراني علي خامنئي والمرشد الأعلى الراحل روح الله خميني. [محمود زيات/وكالة الصحافة الفرنسية]

نهاد طوباليان |

بيروت -- أدى فتح حزب الله جبهة الجنوب مع إسرائيل وتداعياتها الكارثية على المدنيين اللبنانيين إلى تجدد المطالبات بتطبيق قرار مجلس الأمن الأممي رقم 1701.

وينص القرار 1701 الذي صدر في العام 2006 على وقف حزب الله عملياته العسكرية وانسحابه من المنطقة الحدودية، إلى جانب إقامة منطقة خالية من المسلحين والأسلحة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني.

ومنذ أن اتخذ حزب الله قرارا فرديا بالذهاب إلى الحرب بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر متحديا السلطات اللبنانية والدولية، شهد لبنان مطالبات على نطاق واسع لتطبيق قرارات الأمم المتحدة.

ويطالب نواب وسياسيون ورجال دين ومعارضون لحزب الله بتطبيق القرار 1701، في وقت يتعرض فيه لبنان لضغوط دولية لضمان أمنه وكبح جماح الميليشيات.

وفي هذا السياق، اعتبر رئيس حركة التغيير إيلي محفوض في حديث للفاصل أن تطبيق القرار 1701 هو "مطلب لبناني وإقليمي ودولي ولم تتوقف يوما المطالبة به".

وأضاف "يعطل حزب الله اليوم تطبيق القرار 1701 مسقطا من حساباته مطلب اللبنانيين، وذلك بما يتناسب وأجندته التي تخدم إيران".

وتابع أن "كل أعمال حزب الله منذ أكثر من عقدين بالداخل اللبناني وبالمحيط الإقليمي وراهنا فتحه جبهة الجنوب، هي أعمال تعرض حياة اللبنانيين للخطر".

صراع مكلف

وبدوره، قال أستاذ العلاقات الدولية والكاتب السياسي خالد العزي للفاصل إنه عند تورط حزب الله في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس تحت شعار "وحدة الساحات، "لم يكن جاهزا لحرب مكلفة جدا".

وأوضح أن انخراطه في الصراع أدى إلى دمار هائل ووضع كل القرى الحدودية خارج الخدمة، فهجّر السكان المحليين الذين تركوا وراءهم مواسم التبغ والزيتون.

وأشار إلى أن هؤلاء السكان لم يتلقوا أية مساعدة أو تعويض من حزب الله أو من إيران، وهو أمر ادعى الحزب المدعوم من إيران أن الجمهورية الإسلامية ستؤمنه.

وتكبد حزب الله نسبة عالية من القتلى من قياديين ومواطنين من قاعدته التقليدية، كما تعطلت العجلة الاقتصادية والاجتماعية.

وذكر العزي أن الناس باتوا خائفين من دائرة الهجمات والأعمال الانتقامية التي أصبحت تستهدف النبطية في لبنان وكريات شمونة في إسرائيل وصاروا يشتكون علنا من أعمال العنف.

وتابع أن الحرب المتواصلة "باتت ثقيلة على حزب الله، لكنه يعمل وفق أجندة إيران ولا يرى لبنان سوى ورقة بيد المفاوض الإيراني".

وأضاف أن "إيران تصعد عبر حزب الله الذي يضغط لتعديل القرار 1701 للإبقاء على سلاحه".

خطر على لبنان

ومن جهته، قال مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات حسان قطب للفاصل إن قرار حزب الله الدخول في مناوشات مع إسرائيل "قد يتطور ويتدحرج ليصبح حربا مفتوحة" ستطال البلد بكامله.

وتابع أنه إذا حصل هذا الاحتمال، فسيتحمل البلد بأسره كلفة قرار حزب الله "الذي اتخذه بمعزل عن السلطة الشرعية" أي الحكومة والجيش.

ولفت إلى أن هذا النهج الاستفرادي "دفع معظم اللبنانيين للمطالبة بتطبيق القرار 1701" والتمسك بشرعية الدولة ومؤسساتها كافة.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *