أمن

تململ من حزب الله بسبب هجماته من جنوب لبنان ورد إسرائيل عليها

عرّض الحزب الذي تدعمه إيران المدنيين في القرى الجنوبية للخطر عبر استخدام المنطقة كترسانة ومنصة لهجماته.

أعمدة الدخان تتصاعد عقب غارة جوية إسرائيلية على مستودع أسلحة تابع لحزب الله في بلدة الغازية بجنوب لبنان يوم 19 شباط/فبراير. [محمود زيات/وكالة الصحافة الفرنسية]
أعمدة الدخان تتصاعد عقب غارة جوية إسرائيلية على مستودع أسلحة تابع لحزب الله في بلدة الغازية بجنوب لبنان يوم 19 شباط/فبراير. [محمود زيات/وكالة الصحافة الفرنسية]

نهاد طوباليان |

بيروت -- أغضب الوجود المسلح لحزب الله وترسانته وتحصيناته في جنوب لبنان، بما في ذلك شبكته من الأنفاق والمخابئ ومواقع الحراسة، السكان المحليين الذين يعانون من تداعيات أعمال الحزب.

وكنتيجة مباشرة لإطلاق حزب الله النار عبر الحدود، تتعرض القرى والبلدات في المنطقة الحدودية لقصف انتقامي أدى لنزوح الأهالي وفقدانهم مصادر رزقهم وإزهاق الأرواح.

فقد استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية الانتقامية يومي 19 و20 شباط/فبراير مستودع أسلحة تابعا لحزب الله ببلدة الغازية، ما أدى إلى إصابة 14 شخصا. وأصيب أيضا اثنان من رجال الطوارئ أثناء محاولتهما إخماد الحريق الذي استمر مشتعلا عدة أيام.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن "مقاتلاته ضربت اثنتين من منشآت تخزين الأسلحة التابعة لحزب الله بجوار مدينة صيدا"، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

صورة لمنزل دمر في غارة جوية إسرائيلية في قرية الخيام بالقرب من حدود لبنان الجنوبية، التقطت يوم 21 شباط/فبراير، وسط تواصل الاشتباكات عبر الحدود. [ربيع ضاهر/وكالة الصحافة الفرنسية]
صورة لمنزل دمر في غارة جوية إسرائيلية في قرية الخيام بالقرب من حدود لبنان الجنوبية، التقطت يوم 21 شباط/فبراير، وسط تواصل الاشتباكات عبر الحدود. [ربيع ضاهر/وكالة الصحافة الفرنسية]

وأضاف البيان أن "الضربة نفذت ردا على إطلاق مسيرة في اتجاه الجليل الأسفل في شمالي إسرائيل"، مرجحا أن يكون حزب الله قد أطلقها في وقت مبكر من ذاك اليوم.

واتهم صحافي من الغازية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، حزب الله بنقل الحرب إلى بلدته.

وقال للفاصل "لو لم يكن المستودعان واجهة لتخزين أسلحة حزب الله، لما تم قصفهما".

وأضاف "ندفع أرواحنا وأرزاقنا ثمن تخزين حزب الله لأسلحته بيننا. تعبنا منه".

ويوم 8 شباط/فبراير، استهدفت مسيرة إسرائيلية عناصر من حزب الله كانوا يختبئون بالقرب من مبنى سكني في النبطية، ما أدى إلى وفاة ثمانية أفراد من أسرة واحدة، وفقا للوكالة الوطنية للأنباء اللبنانية.

تحصينات حزب الله

وأعرب بعض أهالي جنوب لبنان الذين تحدثوا للفاصل عن تزايد شعورهم بالقلق بسبب وجود حزب الله وتحصيناته في المنطقة، لكنهم يخشون من التحدث علنا ضد الحزب.

ووفق الدكتور خالد عزي، وهو أستاذ علاقات دولية وكاتب سياسي يتحدر من مدينة النبطية بجنوب لبنان ، فإن حزب الله "يقود حرب عصابات".

وقال في حديثه للفاصل إن الحزب الذي تدعمه إيران لديه "أنفاق وخنادق ودشم في مناطق وجوده كافة".

وأضاف أن حزب الله يخزن صواريخه وأسلحته في مستودعات ومخازن في المناطق السكنية، مشيرا إلى أن تلك المناطق تتعرض الآن للقصف ردا على هجماته التي ينفذها دون أن يأبه لسلامة المدنيين.

وأكد العزي أن بيئة حزب الله متململة من الوضع الراهن.

لكن تلك البيئة لا تعبر عن استيائها علنا، "لأن الحزب غسل عقولهم بالدعاية التي يروجها لصواريخه وسلاحه الذي يحمي وجودهم"، حسبما تابع.

وكانت وكالة تسنيم الإيرانية قد أشارت بتقرير لها في 14 شباط/ فبراير أن حزب الله قدم مؤخرا دليلا على أنه يستخدم صاروخ ألماس الإيراني المضاد للدبابات.

وقالت دينا عرقجي من شركة كونترول ريسكس الاستشارية لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه منذ الحرب بين إسرائيل وحزب الله عام 2006، "وسع حزب الله ترسانته بقوة، سواء من حيث الكمية أو النوعية".

وأضافت أن "التقارير تشير إلى أن الحزب كان لديه عام 2006 نحو 15 ألف صاروخ، في حين أن التقديرات على مدار العامين الماضيين تشير إلى أن هذا العدد تضاعف عشر مرات تقريبا".

وذكرت أن حزب الله قد شيد مخابئ وشبكة من الأنفاق في جنوب لبنان "من المرجح أن تكون واسعة"، مضيفة أنه لا يوجد مؤشر على توقفه عن إنشائها.

وتابعت أن ترسانة الحزب تحتوي على "صواريخ دقيقة"، واستخدم بشكل كبير خلال الاشتباكات الأخيرة عبر الحدود صواريخ موجهة.

وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن حزب الله أعلن في آب/أغسطس الماضي أن لديه سلاح مصمم لإطلاق الصواريخ الروسية المضادة للدبابات من طراز كورنت. ويمتلك أيضا قذائف أرض-أرض غير موجهة، بينها قذائف كاتيوشا، كما يستخدم صواريخ بركان.

إلى هذا، أفادت بعض التقارير أن الحزب يمتلك مخزونا من الصواريخ أرض-جو وأسلحة مضادة للسفن، بما في ذلك الصواريخ الصينية من طراز سي-802 وسي-704، وأيضا مسيرات استطلاعية وهجومية.

نزوح من قرى الجنوب

وفق إحصاء لوكالة الصحافة الفرنسية، أسفرت الاشتباكات عبر الحدود منذ تشرين الأول/أكتوبر عن مقتل ما لا يقل عن 271 شخصا على الجانب اللبناني، معظمهم من مقاتلي حزب الله، لكن هذا العدد يضم أيضا 42 مدنيا.

وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن امرأة قتلت وأصيبت ابنتها بإصابات بالغة في غارة على جنوب لبنان يوم 21 شباط/فبراير، في حين صرح مصدر بمستشفى لوكالة الصحافة الفرنسية أن فتاة صغيرة قتلت أيضا.

ورد حزب الله بإطلاق عدة صواريخ عابرة للحدود على كيبوتس ماتزوفا في إسرائيل.

وباتت ترسانة حزب الله في جنوب لبنان هدفا للغارات الإسرائيلية، وأصبح الأهالي يدفعون الثمن، حسبما قال حسين، من قرية بالنبطية، الذي طلب عدم ذكر اسمه خوفا من تعرضه للانتقام.

وأضاف في حديثه للفاصل "اضطررت وزوجتي وأطفالي الخمسة إلى النزوح من قريتي الحدودية التي تتعرض للقصف، تاركا بيتي وأرضي".

وتابع "عمليا، لم تعد أي قرية آمنة بسبب وجود حزب الله وسلاحه، ولا مكان لنا نلجأ إليه".

وأعرب مواطن آخر من النبطية قدم نفسه كـ "ياسين" فقط عن غضبه من حزب الله بسبب نقله الحرب إلى جنوب لبنان.

وتساءل "لما ولمن دخلنا الحرب؟ لم يسألنا أحد ما إذا كنا نريدها. آخر ما كنا نتوقعه استهداف مدينتا وسقوط أبرياء كرمال قادة الحزب".

وأضاف "نتكبد كجنوبيين أثمانا باهظة بالأرواح والخسائر المادية وتهجير واسع من بيوتنا وقرانا، بسبب حزب الله".

فقد الدعم

من جانبه، قال علي خليفة أحد مؤسسي حركة تحرر، إن حزب الله يخسر دعم بيئته نتيجة لأفعاله. وحركة تحرر هي حركة معارضة شيعية تناهض حزب الله ومشاركته في الحرب بين إسرائيل وحماس.

وأضاف "ألمس بلقاءاتي تململا داخل البيئة الشيعية بسبب الحرب الدائرة بالجنوب وسقوط قتلى من المدنيين، وتعرض قراهم للقصف وبيوتهم وأرزاقهم للدمار".

وذكر في حديثه لموقع الفاصل أن شيعة لبنان "يتساءلون عن جدوى استمرار الحرب ومعنى الانتصار".

وتابع "يدرك الجنوبيون أن كلفة الحرب والنزوح كبيرة جدا وموجعة اجتماعيا واقتصاديا. لكنهم يخشون الاعتراض بصوت عال، لأن حزب الله يشيع جو الترهيب بينهم".

بدوره، قال الناشط السياسي خليل ريحان إنه "حتى قبل حادثة النبطية، نسمع شكاوى أهالي النبطية عن توقف مصالحهم التي تدر عليهم دخلا".

وأضاف أن مواجهة حزب الله مع إسرائيل "خلقت أزمة جديدة انعكست على كل لبنان، وليس فقط الجنوب"، مضيفا أن معظم الأهالي يرون تخزين الحزب للأسلحة في القرى الجنوبية بأنها "نقمة على لبنان".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

كذابين و منافقين أبواق الإسرا،ئيلي ....حزب الله مرحب به بداخل بيوتنا لأنه إبن بيئتنا و كل بيت بالجنوب يوجد شباب من حزب الله

انتم عملاء وخونة .. حركاتكم قرعة ومكشوفة ولم تعد تنطلي على احد الا اخرق اومعتوه طينته من طينتكم

اكيد انتم من ابواق الصهاينة و الامريكان و الاعراب

واطين

انتم الفتنة والكابتن قال عم نتململ . موتو بغيظكم .

انتم خونة متخاذلين متواطئين مع الصهاينة تدينون المقاومة ولا تدينون المحتل بئسا لكم

هو هذا اعلامكم ياخونه بمكان ماتدينون المحتل الصهيوني تدينون المقاومين اصحاب الغيره