أمن
حزب الله حوّل لبنان إلى ’محافظة إيرانية‘
حذر مسؤولون ومحللون من أن إيران تعتبر لبنان امتدادا لها في المتوسط ’وتمهد الطريق لوقوع كارثة لا يريدها أحد‘.
![وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان يتكلم خلال مؤتمر صحافي مع نظيره اللبناني في بيروت بتاريخ 9 شباط/فبراير. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2024/03/03/46066-amir-lebanon-600_384.webp)
نهاد طوباليان |
بيروت - قال مسؤولون ومحللون إن إيران تعتبر لبنان امتدادا لها وتنفذ أجندتها عبر وكلاء إقليميين بقيادة حزب الله.
ويشكل التعهد الأخير لوزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان بمواصلة طهران دعم حزب الله، تأكيدا إضافيا لدور الحزب في تنفيذ خطط إيران التوسعية على حساب لبنان.
وقال أمير عبد اللهيان في زيارة إلى بيروت بتاريخ 9 شباط/فبراير، إن إيران "مستمرة بدعمها [المجموعة] المقاومة في لبنان، إذ نعتبر أن أمن لبنان من أمن إيران والمنطقة".
مصير المنطقة
ردا على هذا الكلام، قال النائب في كتلة الجمهورية القوية التابعة لحزب القوات اللبنانية، غياث يزبك، إن "حزب الله يعمل لمصلحة إيران وليس لمصلحة لبنان".
وأكد لموقع الفاصل أنه "بذلك يمهد الطريق لوقوع كارثة لا يريدها أحد".
وأضاف أن "إيران مسيطرة على أربع عواصم عربية... تقرر عبرها مصير المنطقة: إما الحرب أو السلم".
وأوضح أن كل وكلاء إيران، بما في ذلك حزب الله وحماس، "لا يعتبرون بلدانهم كيانات سياسية، بل أرضا إيرانية".
وكانت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) قد حذرت يوم الثلاثاء، 27 شباط/فبراير، من "تحول مقلق في تبادل إطلاق النار" خلال الأيام الماضية و"توسع وتصعيد" للضربات عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل.
وجاء في بيان لليونيفيل أن "الأحداث الأخيرة من شأنها أن تعرّض أي حل سياسي لهذا الصراع للخطر"، مطالبة "كل الأطراف المعنية بوقف الأعمال العدائية... وترك مساحة لحل سياسي ودبلوماسي".
وكانت الغارات الإسرائيلية بالقرب من بعلبك شرقي لبنان يوم الاثنين الأولى في المنطقة منذ بدء الأعمال العدائية، ووقعت بعيدا عن مناطق الاشتباكات الحدودية الجنوبية الاعتيادية".
بدوره، قال الجيش الإسرائيلي إن الضربات استهدفت الدفاعات الجوية لحزب الله بعد إسقاط الحزب مسيرة إسرائيلية.
وأدى تبادل إطلاق النار عبر الحدود منذ تشرين الأول/أكتوبر إلى مقتل ما لا يقل عن 284 شخصا من الجانب اللبناني، غالبيتهم من مقاتلي حزب الله ولكن بينهم أيضا 44 مدنيا، بحسب محصلة وكالة الصحافة الفرنسية.
’محافظة إيرانية‘
من جهته، قال الباحث والأستاذ المحاضر في العلوم السياسية، أحمد ياسين، إن إيران تنظر إلى لبنان على أنه "محافظة إيرانية".
وأوضح للفاصل أن "إيران تعتبر لبنان، وليس فقط حزب الله، جناحا من الحرس الثوري الإيراني وزرعت حزب الله على الحدود الجنوبية مع إسرائيل لإثارة الفوضى".
وأضاف ياسين الذي لجأ إلى فرنسا عام 2020 بعد تلقيه تهديدات من حزب الله، أن هذا الأخير يعتبر لبنان ملحقا بولاية الفقيه في إشارة إلى المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي.
وذكر أن "حزب الله هو جناح من أجنحة الحرس الثوري الإيراني".
وأشار إلى أنه "يحصل على تمويله من مرشده. ينفذ الأجندة الإيرانية في لبنان بالحديد والنار، كما يقوم بسرقة ومصادرة قرار الدولة اللبنانية وكل لبنان وعمم قاعدة السلاح مقابل حماية الفساد".
وقال إنه في وقت "لا يريد اللبنانيون الحرب ويصرون على تطبيق القرار 1701، اعتدى حزب الله على إسرائيل بحجة الدفاع عن حماس".
يُذكر أن القرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة ينص على إنشاء منطقة خالية من حزب الله جنوبي نهر الليطاني.
جبهة متحدة
وتابع ياسين أنه بسبب حزب الله، فإن لبنان "مهدد بهويته وعلمه وفكره وثقافته".
وأضاف أنه من الضروري تاليا "تشكيل جبهة وطنية ومعارضة حقيقية لمواجهة محاولات حزب الله صهر لبنان بالفكر والسيطرة الإيرانية".
في هذا الإطار، طالب النائب السابق مصطفى علوش القوى السياسية "بالتوحد لمواجهة حزب هو جزء من منظومة إقليمية بقيادة الحرس الثوري الإيراني"، وشدد على ضرورة تعميم "الحس القومي الوطني" لدى اللبنانيين.
وأضاف أن إيران تعتبر لبنان امتدادا لها على شاطئ المتوسط وتدافع عن وجودها فيه بالوكالة عبر حزب الله.
وحمّل مسؤولية كلام أمير عبد اللهيان لفئة من اللبنانيين "ممن ارتضوا أن يكونوا جيش إيران في لبنان".
وأكد أن "لبنان ليس قادرا وحده على مواجهة أذرع إيران، بل يحتاج لرد دولي يضع حدا نهائيا لتصرفاتها وتصرفات وكلائها في المنطقة".