مجتمع
الحوثيون يعرقلون وصول المساعدات الأممية ويستخدمون التجويع كسلاح
يتعمد الحوثيون المدعومون من إيران عرقلة وصول المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة في اليمن ويعلقون برامج الغذاء والتعليم الحيوية ويستخدمون التجويع كأداة للسيطرة.
![نازحون يمنيون ينتظرون في طابور لتلقي مساعدات غذائية في مركز توزيع بمحافظة الحديدة غرب اليمن في 4 أيار/مايو. [خالد زياد/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/10/08/52227-food_yemen-600_384.webp)
فيصل أبو بكر |
يستخدم الحوثيون المدعومون من إيران التجويع كتكتيك متعمد لممارسة الضغط في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن بشكل كبير.
ويحذر مسؤولون وخبراء من أن عرقلة وصول المساعدات تدفع الشعوب المعرضة للخطر بالفعل إلى حافة الهاوية.
ووفقا لتقرير صدر في 21 أيلول/سبتمبر، قام برنامج الأغذية العالمي بتعليق عملياته في مناطق سيطرة الحوثيين عقب إقدام هؤلاء على اعتقال 15 موظفا تابعين للبرنامج في 31 آب/أغسطس الماضي وذلك ضمن حملة أوسع استهدفت موظفي وكالات الأمم المتحدة.
وقال البرنامج إن "السلطات الأمنية للحوثيين احتجزت تعسفيا عددا من موظفي الأمم المتحدة بينهم 15 من أطقمنا، لذا قررنا تعليق جميع أنشطتنا في شمال البلاد".
وكان البرنامج قد أنهى الدورة الثانية من برنامج المساعدات الطارئة في أواخر آب/أغسطس، مستهدفا نحو 803 آلاف شخص في 25 مديرية هي الأكثر تأثرا بانعدام الأمن الغذائي.
ولكن تم الآن تعليق كافة البرامج، بما في ذلك برنامج التغذية المدرسية.
وفي هذا السياق، قال وكيل وزارة حقوق الإنسان في اليمن نبيل عبد الحفيظ لموقع الفاصل إن "تعليق المساعدات نتيجة مباشرة للاعتقالات الحوثية. وتسببت هذه الاعتقالات التعسفية بحرمان أكثر من 800 ألف شخص من السلال الغذائية".
ووصف عبد الحفيظ أنشطة الحوثيين بـ "سياسة التجويع الحالية"، وتشمل نهب المساعدات وتأجيل صرف المرتبات وابتزاز المواطنين لدعم مجهودهم الحربي.
وبدوره، سلط مدير عام مكتب حقوق الإنسان في صنعاء فهمي الزبيري الضوء على التداعيات الأوسع.
وقال إن "وقف المساعدات يهدد المنطقة بصورة مباشرة، وسيؤدي إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية وزيادة النزوح وتهديد الاستقرار الاجتماعي والإقليمي".
وأكد أن "الأمن الغذائي يمثل ركيزة أساسية للأمن القومي".
تعليق برنامج التغذية المدرسية
هذا ويعد تعليق برنامج التغذية المدرسية أمرا مدمرا بشكل خاص للأسر التي تعتمد عليه لدعم تعليم أطفالها.
وذكرت باحثة اجتماعية لموقع الفاصل طالبة عدم ذكر اسمها أن "تعليق برنامج التغذية المدرسية سيؤدي إلى تفاقم التسرب من المدارس، إذ يعتمد كثير من الأسر على المساعدات الغذائية المقدمة في المدارس لتشجيع أبنائها على التعليم".
وأشارت إلى أن البرنامج قدم في عام 2023 مساعدات لنحو مليوني طفل عبر 4600 مدرسة في 86 مديرية و19 محافظة.
ومن خلال عرقلة المساعدات وتعليق مبادرات التغذية المدرسية، يستخدم الحوثيون التجويع بشكل متعمد كسلاح من أسلحة حرب.
وتشير تقارير إلى أن الفئات السكانية الضعيفة بما في ذلك الأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة وأكثر من 5 ملايين نازح، هي التي تتحمل العواقب الوخيمة لاستراتيجية الحوثيين المتعمدة.