مجتمع
ممارسات حزب الله تجبر الشباب اللبناني على البحث عن حياة جديدة في الخارج
يغادر العديد من الشباب لبنان نتيجة هيمنة حزب الله على الدولة وجهوده لإحداث تغيير ديموغرافي.
نهاد طوباليان |
بيروت - اعتبر مراقبون أن ممارسات حزب الله تتسبّب في هجرة جماعية من لبنان، خصوصا المسيحيين منهم، في ظاهرة تمزق النسيج الاجتماعي في البلاد وتحدث تغييرا ديموغرافيا يصب في صالح الحزب المدعوم من إيران.
ويبدو أن سكان القرى الحدودية الجنوبية هم في طليعة هذه الهجرة الجماعية وبينهم جورج، 45 عاما، الذي تحدث إلى الفاصل شريطة استخدام اسمه الأول فقط.
قال جورج "غادرت أنا وعائلتي قريتنا منذ فترة، لأننا لم نعد قادرين على العيش تحت الصواريخ وتحت رحمة حزب الله". وأضاف "كنت أكسب رزقي من أرضي، واليوم أصبحت في مرمى النيران".
ولفت جورج إلى أن الحزب المدعوم من إيران "يفتح جبهة مع إسرائيل متى شاء وهو يُعرّض حياتنا للخطر بوضع مخازن أسلحته بيننا".
وتابع "لم أعد أحتمل هذا الوضع وأصبحت أفكر جديا في الهجرة إلى كندا لتأمين مستقبل مستقر لأطفالي الثلاثة".
غياب الاستقرار
في حديثها للفاصل، قالت ربا سلامة، 26 عاما، وهي من بلدة شحتول في كسروان وحاصلة على شهادة في العلوم الاجتماعية وماجستير في الموارد البشرية، إنها تفكر جديا في الهجرة.
وأوضحت "بدأت أبحث عن عمل في الدول العربية حيث تقيم شقيقاتي، أو في فرنسا حيث يعيش شقيقي، كخيار أخير لي". وأردفت "أبحث عن الاستقرار الاجتماعي والأمني الذي ينقصني في لبنان".
ورأت أن الاستقرار غائب بسبب "هيمنة حزب الله على الدولة وسيطرته على أجهزتها وقرارات الحرب والسلم، وسعيه لإحداث تغيير ديموغرافي على حساب المسيحيين".
أدى الانهيار الاقتصادي والتدهور السياسي وما نتج عنهما من شعور باليأس لدى الشباب اللبناني، إلى جانب عدوان حزب الله على الجبهة الجنوبية، إلى إثارة موجة جديدة من الهجرة الجماعية، طالت المسيحيين بشكل خاص.
ووفقا لمنظمة المعلومات الدولية، شهد لبنان عام 2023 زيادة كبيرة في عدد المهاجرين مقارنة بعام 2022، إذ ارتفع من 59 ألف و269 مهاجر في عام 2022 إلى 175 ألف و500 في عام 2023.
خيار الهجرة
في حديثه للفاصل، كشف رئيس منظمة لابورا غير الحكومية الأب طوني خضرا، أن من أحد ظواهر هذه الهجرة هو انخفاض طلبات التوظيف.
وقال في هذا السياق إنه في العام 2023، "سجلنا نحو 27 ألف طلب عمل، لكن عندما حاولنا مراجعة المتقدمين بداية العام الحالي وجدنا أن 60 في المائة منهم غادروا لبنان".
ولفت أيضا إلى أن عدد الوظائف الشاغرة في لابورا اليوم أكبر من عدد طالبي للوظائف.
وأشار خضرا إلى أن العديد من العائلات اللبنانية تفكر في الهجرة، لا سيما سكان القرى الحدودية الجنوبية الذين أجبروا على مغادرتها وأولئك الذين لديهم أقارب في المهجر.
ونوه أنه إذا استمر هذا الوضع على حاله، سيفرغ لبنان من شبابه، "وهم مستقبله"، موضحا أن الفئة العمرية من 18 إلى 35 عاما تغادر بأعداد أكبر.
فقدان الامل
بدورها، قالت رئيسة مجموعة إدارة قواعد البيانات الدولية غيتا حوراني للفاصل، إن "وتيرة هجرة اللبنانيين، سواء من العائلات أو الشباب، زادت مقارنة بما كانت عليه قبل ثلاث سنوات".
وتابعت حوراني أن الهجرة "تتصاعد بسبب فقدان الأمل والاستسلام".
وأرجعت ارتفاع نسبة الهجرة إلى حزب الله، موضحة أن ممارسات الحزب وموقفه يجعل المسيحيين في القرى الحدودية يشعرون وكأنهم غرباء في الجنوب.
واعتبرت أنه "مع عدم قدرة المواطنين على مواجهة حزب الله بشكل علني، هناك اتجاه ملحوظ نحو الصمت القسري".
ورجحت أن هذا الأمر لا يعاني منه المسيحيون فقط، بل أيضا مكونات المجتمع الأخرى، بما في ذلك الشيعة الذين يعارضون بدورهم سلوك حزب الله.
وأردفت قائلة إن اللبنانيين في الجنوب "لا يستطيعون التعبير عن رأيهم بشكل واضح، ولا يجرؤون على منع حزب الله من وضع صواريخه وسط منازلهم وأراضيهم، ما يعرّضهم للقصف".
وأضافت "إنهم يعتقدون أنهم سيضطرون إلى بيع ممتلكاتهم عاجلا أم آجلا"، مشيرة إلى أنه "بعبارة أخرى، نحن نواجه تداعيات كبيرة وكارثية".
يبدو أنكم نسيان أن غزة تحترق وان هناك شعب يتم قتله على مدار دقائق الساعه والاف اطنان القذائف تطلق يوميا على المدنيين والأطفال والنساء والعجائز ..تنتقدون حزب الله لآنه يقف ضد مشاريعكم وظلمكم ..اذا اردتم أن تنتهي الأمور إلى خير لصالح كل المنطقة فعودوا لقرارات الامم المتحدة والتزموا بالشرعية الدولية التي أنتم تقفون ضدها ..يكفيكم دجلا وكذبا .