مجتمع
الميليشيات المدعومة من إيران تجعل حياة الشباب العراقي ’لا تطاق‘
أعرب العديد من الشباب الذين شاركوا في الحركة الاحتجاجية على مستوى البلاد عن استعدادهم لمغادرة العراق هربا من نفوذ الميليشيات وسلطتها.
أنس البار |
إن ثقافة العنف والفساد والمحسوبية التي أسست لها الميليشيات العراقية المدعومة من إيران وتعمل على استدامتها، قد خلقت بيئة سامة للشباب العراقي، ويقول الكثير منهم إنهم يجدون صعوبة متزايدة للنجاح في وطنهم.
وقال عدد من الشباب للفاصل، إن الميليشيات تهيمن على موارد العراق الطبيعية وتستغلها لبناء إمبراطوريات فاحشة الثراء، فيما يعانون هم الفقر والبطالة.
وأضافوا أن الكثيرين لن يترددوا في السفر خارج البلاد للدراسة والعمل إذا أتيحت لهم الفرصة، أو حتى الإقامة في الخارج بشكل دائم.
وبين هؤلاء الشاب قصي البالغ من العمر 35 عاما، والذي تحدث مع الفاصل شريطة عدم ذكر اسمه الكامل لأسباب تتعلق بسلامته.
وقال قصي، الذي شارك في التظاهرات الواسعة التي اندلعت في تشرين الأول/أكتوبر 2019 ضد نفوذ الجماعات المدعومة من إيران، إنه "مستعد" للهجرة في أي وقت.
ورغم الصعوبات التي قد يفرضها العيش في بلد آخر، أكد استعداده لمغادرة وطنه "لأن الحياة مع الميليشيات لا تطاق"، معتبرا أن كتائب حزب الله هي المرتكبة الرئيسة للعنف والفوضى.
وشدد على أن الجماعات المسلحة المدعومة من إيران "تريد إفراغ البلاد من شبابها لأنها تخاف منهم"، مضيفا أنها لطالما حاولت استهداف الشباب العراقي بطرق مختلفة "لإجبارهم على الرحيل".
هروب الميليشيات
كشف قصي أن العديد من أصدقائه الذين شاركوا في الاحتجاجات غادروا العراق إلى دول المنطقة أو أبعد من ذلك، "إما لإنقاذ حياتهم" أو هربا من نفوذ الميليشيات وسيطرتها.
فوسط موجة من الاغتيالات والاختفاءات والملاحقات القضائية للناشطين، اضطر العديد منهم إلى البحث عن ملاذ آمن خارج البلاد.
وفي حديثه للفاصل، قال خريج يبلغ من العمر 29 عاما يدعى "حسن" إنه طرق "كل الأبواب" للحصول على عمل لكن دون جدوى، رغم حيازته شهادة جامعية في التربية.
ولفت إلى أن عناصر الميليشيات يسرقون ثروات البلاد بفسادهم واحتكارهم لكل شيء حتى الوظائف، في حين أنه يواجه الفقر وغير قادر على إعالة أسرته.
وأضاف "إنهم يزدادون ثراء". "لقد أصبحوا إمبراطوريات للمال والأملاك والنفوذ، بينما نحن نزداد فقرا".
وأكد حسن أنه "لن يفوت أي فرصة للهجرة" للبحث عن عمل وتطوير مهاراته وإكمال دراسته.
من جانبه قال الحاج أكرم البغدادي، 67 عاما، للفاصل إنه "لم يعارض قرار ابنه بالهجرة"، ويعيش الأخير في أوروبا منذ تسع سنوات.
"إنه ابني الوحيد، وفراقه صعب علي وعلى والدته، لكن هكذا أفضل من أن يكون المرء فريسة للميليشيات".
’خسارة كبيرة‘ للعراق
وأكد أن الميليشيات المدعومة من إيران تمزق نسيج المجتمع العراقي، مستخدمة "سلاح المخدرات لتدمير مستقبل أطفالنا والضغط عليهم للوقوع في فخاخها وإلقائهم في محرقة حروبها".
وأضاف أن حرمان البلد من شبابه وطاقاتهم وقدراتهم خسارة لا تعوض، وهذا ما تريده الميليشيات، تدمير كل القدرات".
وفي الإطار نفسه، أفاد موقع ميدل إيست مونيتور أن العراق احتل المرتبة الثانية في قائمة الدول التي تقدم مواطنوها عام 2022 بطلب اللجوء في دول الاتحاد الأوروبي، حيث قدم ذاك العام أكثر من 26 ألف و900 عراقي طلبات لجوء في أوروبا.
من جانبه، قال الباحث السياسي عبد القادر النايل للفاصل، إن الميليشيات المدعومة من إيران تحاول إجبار شباب البلاد تحت ضغط الفقر والعوز، على الانضمام إلى صفوفها والموت من أجلها.
وتابع أنه عندما ينتفض هؤلاء الشباب ضد الضغوط ويطالبون بالحياة الكريمة والعدالة، يتعرضون للقمع الوحشي من قبل الميليشيات، كما حدث خلال تظاهرات تشرين الأول/أكتوبر 2019 والاحتجاجات التي تلتها.
وأكد النايل أن هجرة الشباب العراقي تشكل "خسارة كبيرة" للبلاد، والميليشيات المسؤولة عنها ترتكب "جريمة وطنية".
وختم قائلا، "علينا المحافظة على رأس المال البشري هذا، والاستفادة منه عبر توظيفه في بناء الوطن وتقدمه".
العالم كله يذيق الشعوب القهر والظلم ويريدون التسلط والسيطرة عليهم
في بداية الأمر يقولون نحن خدما للشعب
ومن ثم يستعدون الشعب بقوة النار والحديد
هكذا السلطة والثروة والحكم يعمي الناس وهو أخطر عليهم من ابليس نفسة
حسبنا الله ونعم الوكيل
وهذا في العالم اجمع دون استثناء حتى العرب والمسلمين هم اخس واللعن.
الله المستعان