أمن
حزب الله يسعى لتأمين 'غطاء سني' على جبهة جنوب لبنان
عبر العمل مع الفصائل الفلسطينية والإسلامية، يسعى حزب الله لتأمين غطاء الدعاية السياسية لمشاركته في الحرب بين حماس وإسرائيل.
نهاد طوباليان |
بيروت -- منذ بدء الحرب بين حماس وإسرائيل يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، انضمت مجموعة جديدة من الفصائل المسلحة لحزب الله في جنوب لبنان، حيث أطلقت قذائف صاروخية تجاه إسرائيل من القرى والبلدات السنية.
وبين تلك الفصائل حماس والجهاد الإسلامي وقوات الفجر الجناح العسكري التابع للجماعة الإسلامية، التي أعلنت انضمامها لما يسمى "محور المقاومة" التابع لإيران.
وفي هذا السياق، لفت محللون في جنوب لبنان إلى أن هذه الجماعات تأتمر بإمرة حزب الله الذي يسعى لإعادة علاقاته معها بعد فترة من القطيعة.
وجاءت هذه القطيعة بسبب مشاركة حزب الله في القتال على الجانب الآخر ضد هذه الفصائل في صراعات إقليمية مختلفة، لا سيما سوريا المجاورة.
وأكد محللون لموقع الفاصل أن حزب الله يبغي من العمل مع هذه الجماعات، تأمين غطاء سني لمشاركته في الحرب بين حماس وإسرائيل.
وقال الصحافي أحمد الأيوبي للفاصل "لا يمكن لأحد التحرك في جنوب لبنان دون تنسيق مع حزب الله، كما لا يمكن حصول أي عمل أمني أو عسكري دون إذن حزب الله الذي يسيطر على الأرض".
وأضاف أن حزب يتحكم منذ فترة طويلة بالمنطقة في مخالفة للقرار الأممي 1701 "الذي ينص على ابتعاد عناصره عن الحدود لما بعد نهر الليطاني".
وأوضح أن حزب الله المدعوم إيرانيا أصبح اليوم له وجود "مباشرة على الشريط الحدودي الشائك".
ورأى أن دخول الجماعة الإسلامية وقوات الفجر، إلى جانب الجهاد الإسلامي وحماس، إلى ميدان العمليات في الجنوب "ناتج عن قرار سياسي لحزب الله".
وتابع أن "حزب الله أراد إظهار مشاركة سُنة لبنان في هذه العمليات، بعدما لم يكن يقبل قبل هذه المرحلة بمشاركة أي فصيل سني".
وذكر الأيوبي أن الجماعة الإسلامية تريد "فتح ثغرات على الجبهة الجنوبية لتشغل إسرائيل وتخفف الضغط عن غزة وحماس، فيما يريد حزب الله استخدام مشاركة الجماعة لاستثمارها لصالحه بالدعاية السياسية له".
عمليات محدودة لحزب الله
وأوضح الأيوبي أن حزب الله "لا يقف متفرجا".
وأشار إلى أنه "ينفذ عمليات محدودة" ويدفع بفصائل مسلحة أغلبها غير محترف تتألف من مقاتلين فلسطينيين "غير مدربين على نحو كاف" ينتمون إلى فصائل فلسطينية كحماس والجهاد الإسلامي.
وأكد الأيوبي أن لا مشكلة لدى حزب الله في "التضحية بالجماعات الإسلامية واليسارية [مثل الفصائل الفلسطينية]، كونه حزب براغماتي "يتحرك بمرونة وتكتيكيا" لخدمة المرشد الإيراني علي خامنئي والنظام الإيراني.
وشدد على أن الفصائل الفلسطينية "تعمل تحت إدارة مباشرة لحزب الله الذي لا يريد جبهة جنوبية واسعة، إنما مساحات محدودة يتحرك راهنا فيها".
وأوضح أن حزب الله "لا يريد أن يحرج عبر الظهور بمظهر المتلكئ والخاذل لحماس بمواجهتها مع إسرائيل".
إلا أن توسيع الجبهة وجر إسرائيل إلى حرب واسعة مع لبنان سيؤدي إلى إغضاب بيئة حزب الله (الشيعية في لبنان)، لا سيما سكان الجنوب الذين يعارضون بشدة توسيع الحرب.
وأشار إلى أن حركة أمل، وهي الجزء الآخر مما يسمى بـ "الثنائي الشيعي" اللبناني، منعت بقوة السلاح مقاتلي حزب الله من القيام بأي عملية عسكرية من البلدات والقرى التي تسيطر عليها.
حشد عناصر فلسطينية
بدوره، قال مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات حسن قطب للفاصل، إن "حزب الله فرض على حماس الضغط على الجماعة الإسلامية وقوات الفجر للتعاون معه، وجند شباب سُنة ليؤمن لنفسه غطاء".
وأوضح قطب أن الجماعة الإسلامية "كانت مترددة بقبول محاولات الحزب التقرب منها وجرها إلى الجبهة، لكن بعض المتحمسين من عناصرها انجروا لما يرسمه حزب الله فدخلوا في لعبته".
وتابع أن بعضهم أطلق الصواريخ تجاه إسرائيل "من مناطق العرقوب السنية".
وكشف قطب أن حزب الله "بدأ بتجنيد عناصر فلسطينية من خارج حماس والجهاد الإسلامي وقوات الفجر، ونقلهم إلى الحدود اللبنانية ليؤدوا دورا جهاديا وأعمال حفر".
وأكد أن هذه الأعمال تتم "بإشراف ومراقبة" عناصر من حزب الله.
ووضع محاولات حزب الله جر المجموعات الإسلامية السنية للمشاركة في الحرب بين حماس وإسرائيل بسياق "محاولته إعادة علاقاته مع السنة بعد ابتعاده عنهم".
وخلص قطب للتأكيد أن الجماعات الفلسطينية المسلحة تعمل "بإمرة حزب الله ورعايته المباشرة، وهو يضبط أعداد [مقاتليها] وسلاحها، ويُمسك بالجبهة بأكملها".
حزب الله يسيطر على الجبهة الجنوبية
من جانبه، قال الكاتب والمحلل الأمني يوسف دياب لموقع الفاصل، إن دخول الجماعات الإسلامية إلى جبهة الجنوب "يخدم مصلحة حزب الله الذي للمرة الأولى لن يقاتل وحده".
وأضاف أن "حزب الله لا يريد تحمل مسؤولية نتائج أي حرب"، مشيرا إلى أن "دخول هذه الجماعات للجبهة يعطي شرعية لما يقوم به".
وتابع أن هذا الأمر يؤكد أن حزب الله هو "سيد الأرض والأقوى عديدا وتسليحا"، مضيفا "نعلم جميعنا أن أي تنظيم مسلح لا يدخل الجنوب إلا بضوء أخضر من حزب الله".
وأردف "بالتالي، من مصلحة الحزب خلق شبكة تنظيمات مسلحة سنية من ضمنها قوات الفجر، وإن لم تكن الجماعة الإسلامية متحالفة معه، بعكس حماس والجهاد الإسلامي".
ورأى دياب أن دخول هذه الجماعات إلى الساحة في جنوب لبنان "يؤكد أن إيران لم تقرر دخول حزب الله الحرب".
واستدرك أن "إيران ما تزال متريثة بإدخال حزب الله الحرب الواسعة، لأن ذلك يعني انخراطها الذي قد يعرضها لضربات عسكرية".
اللهم انصر حزب الله الذي انتصر على اليهود الصهاينة في ٢٠٠٦.واذلهم واسترجع الاراضي اللبنانية المحتلة من قبل المحتل اليهودي والان ندعو لهم بالنصر المؤزر لهم وكل فصائل المقاومة الشريفة على اعداء الاسلام من الصهاينة المجرمين وعلى خدامهم من حكام العرب المغضوب عليهم من قبل الله عز وجل وعلى قنوات الباطل التي تمجد باعداء الاسلام...
للأسف العالم كله يعمل كعبيد للصهاينة حتى العرب ..والفلسطينيون يتعرضون للابادة ...ومن أراد مساعدة الفلسطينين يصنف ارهابي . ضاعت القيم وضاع الحق في عالم قادته المثليون.....اللهم أنصر المظلومين في غزة