إعلام

شيعة لبنان مستاءون من حزب الله

رغم تردد العديد من اللبنانيين الشيعة في الاحتجاج خوفا من الانتقام، إلا أن هذه الشريحة من المجتمع مستاءة بشدة من تصعيد حزب الله للصراع.

لقطة شاشة من شريط فيديو يظهر نساء شيعيات وهن يشاركن في مظاهرات العام 2019 للاحتجاج على الوضع في لبنان، وهن يهتفن ’نحن ضد الحرب!‘. [صفحة الشيعة ضد الحرب على فيسبوك]
لقطة شاشة من شريط فيديو يظهر نساء شيعيات وهن يشاركن في مظاهرات العام 2019 للاحتجاج على الوضع في لبنان، وهن يهتفن ’نحن ضد الحرب!‘. [صفحة الشيعة ضد الحرب على فيسبوك]

نهاد طوباليان |

بيروت - قال ناشطون إن لبنانيين كثيرين يخشون من أن تتسبب أفعال حزب الله بحرب شاملة مع إسرائيل، لذا فهم يتوجهون إلى مواقع التواصل الاجتماعي للاحتجاج ضد الحزب المدعوم من إيران، وذلك بصورة فردية وفي إطار حملات منظمة.

ومن هذه الحملات حملة بعنوان "الشيعة ضد الحرب" أطلقت على فيسبوك في 31 كانون الأول/ديسمبر، وتهدف إلى إظهار معارضة عدد كبير من شيعة لبنان لما وصفوها بأنها المغامرات المتهورة لحزب الله.

وثمة عوامل كثيرة تدفع اللبنانيين للاحتجاج ضد أفعال حزب الله، وأبرزها عدم جهوزية لبنان لتداعيات حرب محتملة.

ومن العوامل الأخرى القوة العسكرية غير المتكافئة بين إسرائيل وحزب الله، وهو ما قد يؤدي إلى عواقب مدمرة للبنانيين في حالة اندلاع الحرب ومن بينها تفاقم الأزمة الاقتصادية الخانقة في البلاد.

رجل يرسم على حائط في لبنان "الشيعة ضد الحرب". [صفحة الشيعة ضد الحرب على فيسبوك]
رجل يرسم على حائط في لبنان "الشيعة ضد الحرب". [صفحة الشيعة ضد الحرب على فيسبوك]

وفي هذا الإطار، تعد جنوب سويد التي نزحت من بلدتها الحدودية الضهيرة بعد مرور أقل من أسبوع على هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، من أعلى الأصوات المعترضة لحزب الله.

وقالت للفاصل "نعم، أنا ناقمة على حزب الله ومعترضة على كل ما يقوم به، لأننا نحن من يدفع ثمن أفعاله المتهورة".

وتساءلت "إلى متى سيستمر حزب الله بأخذنا رهينة بحرب لا دخل لنا فيها؟"

وأضافت "تدخل حزب الله بهذه الحرب وفتح جبهة الجنوب فهجرنا من بيوتنا لنعيش مشردين بغرف مدارس من دون أي مساعدات".

واستطردت سويد "النقمة التي تغلي بصدري لا تتوقف عندي فقط، بل حتى بيئة حزب الله ومجاهدين يقاتلون على الجبهة ناقمون ويقولون إن حزب الله ورطتهم بحرب وأوهمهم أنها لأسبوع وها هي اليوم تدخل شهرها الرابع من دون أفق".

قلق داخل البيئة الشيعية

وبدوره، قال الكاتب والناشط السياسي علي الأمين إن "هناك قلق كبير من الحرب داخل البيئة الشيعية، ويتطلعون لتوقفها بسبب فاتورتها الكبيرة جدا على مختلف الصعد الحياتية للناس".

وأضاف في حديث للفاصل إن "البيئة تدفع يوميا ثمن الحرب المتواصلة. وبلغ الاستياء سقفا عاليا، لكن الناس لا يملكون الجرأة للتعبير عن غضبهم".

وأكد أن حزب الله لا يتساهل مع التعابير المعترضة.

ووفق منظمة الهجرة العالمية، أدت أعمال العنف إلى نزوح أكثر من 86 ألف لبناني.

وأوضح مصدر مطلع طلب عدم ذكر اسمه خوفا على سلامته أن الجنوبيين اللبنانيين النازحين باتوا يشعرون بالضيق بسبب طول أمد التصعيد الذي يقوده حزب الله.

وقال إن المجتمع الشيعي في لبنان مغلوب على أمره ولا يستطيع الإفصاح عن نقمته، ويكتفي بالتعبير عن اعتراضه همسا وراء الجدران وليس جهارا لأنه يخشى من انتقام حزب الله.

ومن جهته، قال الناشط والمعارض السياسي داوود فرج للفاصل إن جمهور حزب الله لا يعبر عن تململه عكس جمهور حركة أمل الذي ينتقد صراحة وبصوت عال تصعيد حزب الله على الجبهة الحدودية.

واعتبر مؤسس المركز البحثي دار الحوار الكاتب السياسي بشارة خير الله أن "هناك شعور عارم من الغضب يعبّر عنه المسيحي بصوت عال والسني بالسر، فيما يخشى ذلك الشيعي".

وأضاف أن عدم تجرؤ حزب الله على المجاهرة بدخوله الحرب يمثل دليلا قويا على أنه يدرك نقمة الشعب.

وأوضح للفاصل أن "مرد هذه النقمة يعود إلى واقع أن موازين القوى ليست لصالح لبنان وحزب الله، لأن الضيق الاقتصادي لا يشعر اللبنانيين بالأمان".

وتابع أن "ذلك يجعلهم يسألون [حزب الله]: كيف تفتح حربا؟"

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

تم حزف التعليق لانتهاكه سياسة التعليقات

صهاينه متخفين من تحت الستار لعنة الله عليكم