أمن

المدنيون اللبنانيون يشعرون بالقلق إزاء مخازن أسلحة حزب الله

يقول أهالي المناطق التي يهيمن عليها حزب الله إنهم لا يشعرون بالأمان وسط الانفجارات الغامضة التي تشير إلى وجود مخازن ذخيرة.

عمال بلدية ينظفون الشارع يوم 3 كانون الثاني/يناير أمام مبنى في الضاحية الجنوبية ببيروت حيث قتل نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري في ضربة بمسيرة قبل يوم. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]
عمال بلدية ينظفون الشارع يوم 3 كانون الثاني/يناير أمام مبنى في الضاحية الجنوبية ببيروت حيث قتل نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري في ضربة بمسيرة قبل يوم. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

نهاد طوباليان |

بيروت - قالت مصادر لموقع الفاصل إن قرار حزب الله المحسوب بإقامة مكاتبه ومراكز قيادته ومخازن أسلحته في مناطق سكنية ذات كثافة سكانية مرتفعة يشكل خطرا متزايدا على اللبنانيين.

فمنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، يعبّر أهالي المناطق التي يهيمن عليها حزب الله في لبنان عن قلق متزايد إزاء وجود تلك المخازن والمكاتب في أحيائهم.

ووفق تقارير إعلامية مختلفة، يوجد نحو 30 مخزن أسلحة لحزب الله في مختلف أنحاء البلاد حيث يتم إنتاج وتخزين وإطلاق صواريخ إيرانية متوسطة المدى.

وما يعزز هذا الإحساس بالخطر هو أن العديد من كبار مسؤولي حماس يعيشون في المنفى بلبنان تحت حماية حزب الله، علما أن المسؤول في حماس أسامة حمدان يعقد مؤتمرات صحافية كل يوم تقريبا في الضاحية الجنوبية لبيروت.

امرأة في مبنى بالقرب من موقع سقوط المسيرة التي قتلت نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم 2 كانون الثاني/يناير تنظر من نافذة تضررت في الانفجار، وذلك يوم 3 كانون الثاني/يناير. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]
امرأة في مبنى بالقرب من موقع سقوط المسيرة التي قتلت نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم 2 كانون الثاني/يناير تنظر من نافذة تضررت في الانفجار، وذلك يوم 3 كانون الثاني/يناير. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

وفي هذا الإطار، قال مصدر مطلع طلب عدم الكشف عن اسمه للفاصل إن مقر حركة حماس بلبنان يقع في الضاحية الجنوبية وأنها "تنسق بشكل كامل مع حزب الله".

ويقيم عناصر من الحوثيين الذين تدعمهم إيران في الضاحية الجنوبية أيضا.

ويوم 2 كانون الثاني/يناير، استهدفت غارة إسرائيلية مكتبا لحماس في شارع هادي نصر الله بالضاحية الجنوبية، ما أسفر عن مقتل المسؤول البارز بحماس صالح العاروري.

وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن الضربة فاجأت الكثيرين، حيث قال عدد من السكان المحليين إنهم كانوا يجهلون أن المكتب يقع في شارعهم المزدحم.

وكان العاروري، 57 عاما، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وأحد مؤسسي كتائب عز الدين القسام التي تشكل الجناح المسلح لحماس.

وقال مصدر من حماس لوكالة الصحافة الفرنسية إن العاروري كان مؤخرا بمثابة "القناة أو حلقة الوصل" بين حركة حماس وإيران وحزب الله. وكان يزور إيران بصورة منتظمة.

وقال السكان إنهم تفاجأوا حين علموا أن مكتب حماس كان يقع بمبنى ليس له سمات مميزة بالقرب من صيدلية ومتجر حلويات في شارع هادي نصر الله.

وذكر أحمد البالغ من العمر 40 عاما ويعمل في متجر الحلويات القريب، "لم يكن أحد يعرف أن حماس لديها مكتب هنا. سمعت دوي 3 انفجارات وفي البداية اعتقدت أنه رعد".

انفجارات ’غامضة‘

وأشار محللون إلى أن الكثير من مخازن أسلحة حزب الله وذخائره تقع في مناطق سكنية، كما أظهرته سلسلة الانفجارات التي وقعت في السنوات الأخيرة.

وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه للفاصل أن وقوع عدة انفجارات "غامضة" على مدى السنوات الماضية يشير إلى تخزين حزب الله أسلحته وذخائره في المناطق السكنية بجنوب لبنان.

فوقع انفجار قوي بالقرب من حومين الفوقا في قضاء النبطية يوم 13 كانون الثاني/يناير 2022، ما أدى إلى اندلاع حريق.

ووفق صحيفة لوريان لوجور، قال بعض شهود العيان إن عناصر حزب الله وصلوا بسرعة إلى الموقع وفرضوا طوقا أمنيا ومنعوا الوصول إلى المنطقة.

وذكرت المصادر أن الانفجار وقع بحسب المعلومات في غرفة كان يستخدمها الحزب المدعوم من إيران، كما لفتوا إلى احتمال أن تكون قوارير الغاز الموجودة في المكان قد تسببت به.

كذلك، وقع انفجار آخر في كانون الأول/ديسمبر 2021 في منطقة البقاع بسبب انفجار مخزون قديم من ذخائر حزب الله، بحسب تقارير إعلامية محلية.

وفي أيلول/سبتمبر 2020، وقع انفجار غامض وقوي في مبنى في عين قانا التي تعد من معاقل حزب الله في جنوب لبنان، حسبما أفادت صحيفة لوريان لوجور.

وصرح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لموقع الفاصل أن "حزب الله يعتمد على نوعين من التخزين، الأول استراتيجي لأسلحة نوعية والثاني تكتيكي عبر تحويل البيوت لمخازن أسلحة".

وأضاف أن الحزب المدعوم من إيران "يخزن أسلحته بمناطق نفوذه والأهالي على علم بذلك ويدركون أنهم يعيشون على براميل متفجرة"، مبينا أن ذلك قد دفع الكثيرين للفرار من قراهم.

وأكد أن جنوب لبنان يعتبر "منطلقا لصواريخ غراد والصواريخ الموجهة".

وتابع أن حزب الله قد حول أيضا جبل الريحان بمنطقة جزين لقلعة محصنة، إذ انشأ فيها قاعدة كبيرة تمتد من مشغرة بالبقاع الغربي وصولا للنبطية.

وأوضح أن الضاحية الجنوبية لبيروت تضم مخزنا ومركز قيادة لحزب الله، إلى جانب بناء متكامل تحت الأرض.

المدنيون في خطر

وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري ناجي ملاعب في حديث للفاصل "مما لا شك فيه أن لحزب الله مخازن أسلحة ومنصات صواريخ وقد تكون بالقرى الجنوبية والضاحية الجنوبية".

وأضاف أن حزب الله يقوم في الضاحية الجنوبية لبيروت باستضافة مكاتب ووسائل إعلام تابعة لأفراد "محور المقاومة" المزعوم، وهو ائتلاف يضم جماعات مسلحة تدعمها إيران كحماس والحوثيين.

وتابع أن ذلك "يعرّض سكان كل تلك المناطق للخطر"، مشيرا إلى أن سكان الضاحية الجنوبية قد تعرضوا للخطر جراء وجود العاروري في المنطقة.

ويخشى الأهالي أيضا من أن يكون لأية حرب جديدة مع إسرائيل يثيرها حزب الله والفصائل المتحالفة معه بما فيها حركة حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينية، عواقب مدمرة على لبنان الغارق بالفعل في الأزمات.

فمنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، شهدت الحدود اللبنانية-الإسرائيلية تبادلات شبه يومية لإطلاق النيران ولا سيما بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.

وبحسب إحصاء لوكالة الصحافة الفرنسية، قتل 218 شخصا على الأقل في لبنان معظمهم من مقاتلي حزب الله، لكن القائمة تضم أيضا 26 مدنيا على الأقل.

ولفت ملاعب إلى أن تبادل إطلاق النيران عبر الحدود مع إسرائيل قد حول البلدات الحدودية إلى "منصة إطلاق صواريخ" وتسبب في نزوح العديد من السكان المحليين الذين يخافون على أرواحهم وأرزاقهم.

وبدوره، قال رئيس حركة التغيير إيلي محفوظ لموقع الفاصل إن "لبنان يخضع لاحتلال ميليشيا حزب الله أمنيا وعسكريا لصالح مشغله إيران، وهذا يعرّض كل لبنان للخطر وليس الجنوب فقط".

وأضاف أن التقارير تشير إلى أن منصات صواريخ حزب الله ومخازن أسلحته تقع في المناطق السكنية.

وأشار إلى حادثة انقلاب شاحنة سلاح في بلدة الكحالة الجبلية في آب/أغسطس الماضي، على الطريق التي تربط بيروت بسهل البقاع الذي يقع على الحدود السورية.

وذكر أنه "لليوم، لم يكشف أحد من أين أتت وإلى أين أخذت".

وكانت قناة الإم تي في التلفزيونية قد أوردت في ذلك الوقت أن المحللين العسكريين قالوا إن الذخائر التي ضبطت في شاحنة الكحالة والتي كانت تخص حزب الله، كانت تابعة لأسلحة متطورة.

وفي حادث مشابه وقع في آب/أغسطس 2021، أوقف سكان غاضبون من قرية ذات أغلبية درزية في جنوب لبنان شاحنة تحمل منصة لإطلاق صواريخ خاصة بحزب الله، متهمين الحزب الذي تدعمه إيران بتعريض حياة المدنيين للخطر.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

غير مرغوب فيه

لولا الاحتلال الإسرائيلي الغاصب وحروبه المتكررة في المنطقة لما تكون اصلا حزب الله ولاحظ إسرائيل في 1948 احتلت فلسطين أما انشاء حزب الله في 1982 فمن يهدد الأمن وكلنا نتذكر اجتياح الجيش الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية بيروت ...لو الغرب يريد التعايش لحصل لكنهم زرعوا الغدة السرطانية في فلسطين

هبللللللللللله