أمن

التوقف المزعوم لهجمات كتائب حزب الله يُظهر خضوعا واضحا لإيران

أي شك بأن ما يعرف بمحور المقاومة يخضع لتوجيهات طهران قد ولّى الآن بعد بيان المجموعة العراقية المتردد بشأن نيتها وقف الهجمات على القوات الأميركية.

أعلنت كتائب حزب الله العراقية في 30 كانون الثاني/يناير عزمها وقف الهجمات على القوات الأميركية. [كتائب حزب الله]
أعلنت كتائب حزب الله العراقية في 30 كانون الثاني/يناير عزمها وقف الهجمات على القوات الأميركية. [كتائب حزب الله]

فريق عمل الفاصل |

قال مراقبون إن الإعلان المفاجئ لجماعة كتائب حزب الله العراقية المسلحة بأنها ستوقف مؤقتا الهجمات على القوات الأميركية هو أوضح مؤشر يظهر حتى الآن إلى خضوعها لإيران.

الجماعة الموالية لإيران، والتي تعد جزءا مما يعرف بمحور المقاومة، أعلنت يوم الثلاثاء، 30 كانون الثاني/يناير أنها ستوقف هجماتها على القوات الأميركية، بعد أن تعهّدت واشنطن برد "مناسب للغاية" على هجوم بطائرة مسيرة في الأردن خلال عطلة نهاية الأسبوع، أسفر عن مقتل ثلاثة من جنودها وإصابة العشرات.

وكان واضحا من لهجة البيان أن المجموعة لم تكن سعيدة بما أمرت القيام به.

وظهر ذلك في بيان صدر عن زعيم كتائب حزب الله أحمد الحميداوي ونشر على الموقع الإلكتروني للجماعة قال فيه "إن إخواننا في المحور، لا سيما في الجمهورية الإسلامية [في إيران]، لا يعلمون كيفية عملنا الجهادي".

وفي البيان نفسه، ترافق التزام كتائب حزب الله الفاتر بتعليق هجماته ضد القوات الأميركية بتأكيد من الحميداوي بأن هذا التوقف ليس إلا توقفا "مؤقتا".

وأورد تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز يوم الثلاثاء، أن المقابلات مع المسؤولين العراقيين والإيرانيين تشير إلى حصول مفاوضات مكثّفة في الأيام الأخيرة تهدف إلى دفع كتائب حزب الله لوقف هجماتها.

في هذا السياق، قال استراتيجي عسكري في الحرس الثوري الإسلامي الإيراني إنه بحسب ما ورد، تجاهلت كتائب حزب الله وجماعات أخرى طلب الحكومة العراقية بالتوقف عن الهجمات، لكن بمجرد أن أودى الهجوم في الأردن بحياة أميركيين، تواصل رئيس الوزراء العراقي مع إيران مباشرة.

وعلى الرغم من نفي إيران المستمر بأنها لا توجه أنشطة الجماعات التي تشكل جزءا مما يعرف بمحور المقاومة، إلا أن الأدلّة على ذلك كثيرة، أبرزها أن جميع الأسلحة والمسيرات والصواريخ التي تستخدمها هذه الجماعات يمكن ربطها مباشرة بإيران.

إضافة إلى ذلك، أحد المشاركين الرئيسين في المحادثات الأخيرة مع العراق حول وقف نشاط كتائب حزب الله كان إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

مخاوف في إيران من الرد الأميركي

إن تزايد الهجمات التي يشنها المسلحون المدعومين من إيران على القوات الأميركية في المنطقة يُهدد بتصعيد كبير للصراع الإقليمي الراهن، سيما مع تعهد الولايات المتحدة بالانتقام من المسؤولين عنها.

وكانت الولايات المتحدة قد حمّلت مسلحين مدعومين من إيران مسؤولية الهجوم الجوي بمسيرة على قاعدة في شمال شرق الأردن بالقرب من الحدود السورية في وقت متأخر من 27 يناير/كانون الثاني، أودى بحياة ثلاثة جنود أميركيين وأصاب ما لا يقل عن 34 آخرين .

وفي وقت لاحق، أعلنت ما تسمى بالمقاومة الإسلامية في العراق، والتي تعد كتائب حزب الله جماعتها الرئيسة، مسؤوليتها عن الهجوم.

بحسب البنتاغون، منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر، استُهدفت القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها في العراق وسوريا بنحو 160 هجوما، ردت عليها واشنطن بضربات انتقامية في البلدين.

إحدى الضربات الانتقامية نُفذت في 23 كانون الثاني/يناير، عندما ضربت القوات الأميركية مقر كتائب حزب الله في منطقة جنوب غرب بغداد، المعروفة باسم جرف الصخر.

وتعهد عدد من المسؤولين الأميركيين، بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن، بالرّد على الهجوم القاتل في الأردن.

وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، للصحافيين يوم الثلاثاء "سنرد، وسنفعل ذلك بالطريقة والوقت الذي نختاره".

وردا على سؤال حول بيان كتائب حزب الله، اعتبر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الجنرال بات رايدر أن "الأفعال تتحدث بصوت أعلى من الكلمات".

وأضاف رايدر "لقد طالبنا الجماعات الوكيلة لايران بوقف هجماتها لكنها لم تفعل ذلك، لذا سنردّ في الوقت والطريقة اللذين نختارهما، فعندما أقول إن الأفعال تتحدث بصوت أعلى من الكلمات، تعرضنا بحسب علمي لثلاث هجمات منذ 28 كانون الثاني/يناير".

ويبدو أن الدافع الرئيس الذي يحدو بإيران إلى كبح جماح وكلائها هو الخوف من إمكانية استهداف الولايات للمنشآت الإيرانية.

وحذر البيت الأبيض من إمكانية اتخاذ "إجراءات متعددة" ردا على الهجوم، دون أن يذكر تفاصيل أخرى.

وبعد يوم من إعلان مسؤولين أميركيين أن الرد قادم، قال الجنرال حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، يوم الأربعاء، "نحن لا نسعى إلى الحرب".

ولطالما أعربت إيران عن دعمها لما تسميه "جماعات المقاومة" في المنطقة، ولكن مع تصاعد التوترات، نسج النظام بشكل متزايد رواية تقول إن هذه الجماعات "مستقلة" في القرار والعمل، وذلك من أجل إعطاء مساحة للإنكار المعقول.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

تقرير أفشل منكم

هذا التوقف المؤقت تكتيك عسكري ليس إلا وانما الضربات فستستمر ما أن أقدمت الولايات المتفرقة الإرهابية ورئيسها تف بايدن على مواصلة استهداف المقاومة وعناصرها وتجمعاتها وسلاحها فأنا أوكد أننا سنرد وبقوة أقوى وأشد وادهى وأمر من السابق بعون الله تعالى

الجماعة ليست خاضعة فقط لايران بل عميلة تأتمر
باوامر من قادة الحرس المنافق، اعلان الجماعة بوقف
عملياتها وفي نفس الوقت ادعاءها ببراءة ايران من تصرفاتها
لايجديها نفعاً ،الايام القادمة ستفتح على هولاء المرتزقة
نار جهنم ويدفعون الثمن الباهظ عن تصرفاتهم الصبيانية.