أمن

استمرار تواجد المستشارين الأميركيين في قاعدة عين الأسد لمواجهة خطر داعش

يساعد تواجد الجيش الأميركي في تأمين السيطرة الكاملة على ممر جغرافي حيوي يمتد من صحراء الأنباء في العراق إلى الصحراء الشرقية في سوريا (البادية).

ضباط عراقيون خلال دورة تخطيط قدمتها المجموعة الاستشارية العسكرية في الاتحاد الثالث ببغداد من أجل رفع مهاراتهم في القيادة بمنطقة العمليات في 17 حزيران/يونيو 2024. [عملية العزم الصلب]
ضباط عراقيون خلال دورة تخطيط قدمتها المجموعة الاستشارية العسكرية في الاتحاد الثالث ببغداد من أجل رفع مهاراتهم في القيادة بمنطقة العمليات في 17 حزيران/يونيو 2024. [عملية العزم الصلب]

أنس البار |

من المقرر أن تبقى مجموعة من القوات الأميركية قاعدة عين الأسد الجوية بالعراق للمساعدة في تحجيم خطر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وستتولى قوة دعم استشاري قوامها ما بين 250 و350 مستشارا أميركيا مهمة معالجة خطر إعادة ظهور داعش. وستتمثل مهمتهم هذه في مساعدة القوات العراقية بتعقب أنشطة التنظيم وضمان عدم استغلال هذا الأخير الثغرات الأمنية في شرقي سوريا لإعادة تجميع صفوفه.

وأعلن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني في 20 تشرين الأول/أكتوبر أن المستشارين سينسقون مع القوات الأميركية في قاعدة التنف في سوريا لمنع استغلال داعش للفراغ الأمني بالمنطقة.

وقد أسس العراق والولايات المتحدة شراكة أمنية طويلة الأمد بموجب اتفاق وقّع العام الماضي.

جنود عراقيون خلال تمرين تدريبي لتأمين أمن الحدود مع الجانب السوري في 21 تشرين الأول/أكتوبر 2025. [قيادة حرس الحدود العراقية]
جنود عراقيون خلال تمرين تدريبي لتأمين أمن الحدود مع الجانب السوري في 21 تشرين الأول/أكتوبر 2025. [قيادة حرس الحدود العراقية]

ويشكل الاتفاق إطارا رسميا للتحول في خطط مجابهة داعش ويؤسس لمرحلة ما بعد القتال الهادفة إلى تزويد القوات العراقية بالدعم الاستشاري واللوجستيات وتبادل المعلومات والتعاون الأوسع.

ممرات استراتيجية

وفي هذا السياق، أشار المحلل الاستراتيجي طارق الشمري إلى الدور الاستشاري الأميركي يُعد "مهما لديمومة الاستقرار الأمني".

وقال لموقع الفاصل إن "وجود القوة الأميركية يدعم مهام فرض السيطرة المطلقة على عقدة جغرافية شاسعة تمتد من صحراء الأنبار إلى البادية السورية الشرقية".

وأوضح "لطالما كانت داعش تستغل هذه الأراضي كخطوط وممرات إمداد في تهريب المقاتلين والسلاح عبر الحدود واستخدامها كمناطق إيواء وارتكاز لعناصرها".

وتابع أن التنظيم "خسر الصحراء الغربية" في العراق بسبب الضغوطات العسكرية التي مارسها الجيش العراقي والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على مواقعه في وادي حوران وأراضي الجزيرة وأعالي الفرات.

ولكنه ذكر أن الفراغ الأمني الحالي في الأراضي السورية "يثير المخاوف من قيام التنظيم بتجميع قواه في مواقع سرية هناك والتحضير لشن هجمات منسقة".

وشدد الشمري على ضرورة استمرار مهام المستشارين الأميركيين في قاعدة عين الأسد كفريق ارتباط رئيسي مع القوات الأميركية التي تحارب داعش في شرق سوريا والمتمركزة خصوصا في التنف.

تأمين الحدود

واستطاعت القوات الأمنية العراقية بدعم عملياتي وخبرة استشارية من الولايات المتحدة، قطع الطريق أمام محاولات داعش لإعادة بناء شبكاتها.

ويقدر عدد عناصر داعش اليوم بنحو 2500 ومعظمهم منتشرون في سوريا. وذكر المحلل العسكري صفاء الأعسم أن هؤلاء العناصر "باتوا أضعف من أن يشكلوا تهديدا خطيرا على العراق".

وقال للفاصل إن "حدود البلاد مؤمنة مع الجانب السوري ولم تسجل أي حالات اختراق أو تسلل".

ولفت إلى أن القوات العراقية "تمكنت من تأمين الصحراء الغربية وهي حاليا تلاحق ما تبقى من فلول داعش في عمق الأودية والمرتفعات الجبلية وتوجه لمخابئهم ضربات موجعة".

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *