طاقة
العراق يبرم اتفاقية طاقة تاريخية ضمن مساعيه لتقليل اعتماده على الكهرباء الإيرانية
تهدف الاتفاقية التاريخية التي وقعتها بغداد مع شركتين أميركيتين للطاقة إلى مضاعفة إنتاج الكهرباء أربع مرات، ووضع حد لعقود من معاناة البلاد من نقص الطاقة.
![رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يُصفق خلال حفل توقيع عقد مع شركة جنرال إلكتريك فيرنوف"، في 9 نيسان/أبريل، لتوسيع شبكة الكهرباء في العراق. [وزارة الكهرباء العراقية]](/gc1/images/2025/04/29/50061-iraq-GE-signing-600_384.webp)
أنس البار |
اتخذ العراق خطوة حاسمة نحو تحقيق استقلاليته في مجال الطاقة، من خلال توقيع أكبر اتفاقية لتوليد الكهرباء على الإطلاق مع شركتين أميركيتين، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تحول استراتيجي عن اعتماده الطويل على الغاز الإيراني.
تُتيح الاتفاقية، التي تم توقيعها في التاسع من نيسان/أبريل الماضي بإشراف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لشركة الطاقة الأميركية العملاقة، جنرال إلكتريك فيرنوفا"، بناء محطات توليد كهرباء تعمل بتقنية الدورة المركبة، وذلك وفقا لبيان حكومي.
وجاء في الاتفاقية، أن هذه المحطات ستكون قادرة على إنتاج 24 ألف ميغاواط من الكهرباء.
وفي اتفاقية موازية، ستتولى مجموعة يو جي تي رينيوابل تطوير مشروع للطاقة الشمسية بقدرة 3 آلاف ميغاواط، إلى جانب إنشاء ألف كيلومتر من خطوط نقل الكهرباء ذات الجهد العالي.
![فني عراقي يعمل في محطة لتوليد الكهرباء في بغداد يوم 8 نيسان/أبريل. [وزارة الكهرباء العراقية]](/gc1/images/2025/04/29/50062-iraq-power-plant-600_384.webp)
وتأتي هذه المبادرة الضخمة في مجال البنية التحتية، والتي تتضمن بنودا للتمويل الخارجي عبر البنوك العالمية الكبرى، في وقت يعاني فيه العراق من نقص مزمن في الطاقة.
فخلال فصول الصيف الحارقة، قد تصل درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية، ما يجبر الملايين على تحمّل انقطاعات طويلة في التيار الكهربائي، على الرغم من امتلاك البلاد احتياطات ضخمة من النفط والغاز، بحسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وتأتي هذه الاتفاقيات في لحظة محورية، إذ رفضت الولايات المتحدة مؤخرا تجديد الإعفاءات من العقوبات التي كانت تسمح للعراق بشراء الكهرباء من إيران.
وتتراوح قيمة واردات العراق السنوية من الغاز من إيران بين 4 و5 مليارات دولار، وفقًا لرويترز، وهي عائدات ساهمت في تمويل شبكة طهران من الوكلاء الإقليميين.
بقطع هذا التدفق من الإيرادات، تُقيّد بغداد قدرة طهران على الحفاظ على شبكة وكلائها، والتي تضم ميليشيات مثل حركة النجباء وكتائب حزب الله.
وفي هذا الإطار، قال الخبير الاستراتيجي طارق الشمري للفاصل، إن الاتفاقات الجديدة تمثل قطيعة حاسمة مع النفوذ الإيراني في قطاع الطاقة.
أضاف، أن الإيرانيين دأبوا على استغلال هذه القضية لاستنزاف ثروات العراقيين وتقويض اقتصادهم.
واعتبر أنهم يستغلون أزمة الكهرباء كورقة مساومة وابتزاز، بهدف إثقال كاهل البلاد بالديون وفرض الهيمنة عليها.
أجندة النظام الإيراني
إن مليارات الدولارات من عائدات الغاز الطبيعي التي دُفعت للنظام الإيراني، شكّلت موردا هائلا أسهم في تغذية سياساته وأجندته الخبيثة، على حد قول الشمري.
"تُنفق إيران هذه الأموال على بناء وتطوير ترسانتها العسكرية، و دعم شبكتها من الوكلاء في العراق بهدف نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار".
"فهي، لم تكن يوما شريكا موثوقا به أو صديقا للعراق، ولم تُبد اهتماما ببناء علاقات متوازنة تحترم السيادة وحسن الجوار"، أضاف.
وفي حديثه لوكالة الصحافة الفرنسية، أوضح فرهاد علاء الدين، مستشار رئيس الوزراء للشؤون الخارجية، أن "الحكومة العراقية وضعت خططا تهدف إلى ضمان الاستقلال في مجال الطاقة وتلبية احتياجات السكان من كهرباء مستقرة ومتواصلة".
فيما وصف وزير الكهرباء العراقي، زياد علي فاضل، الاتفاق بأنه خطوة محورية نحو إنهاء أزمة الكهرباء المزمنة التي عانى منها الشعب العراقي لعقود.
ورأى أن الصفقة من شأنها تعزيز العلاقات الاقتصادية والفنية بين العراق والولايات المتحدة.
وينتج العراق حاليا نحو 16 ألف ميغاواط فقط، في حين تبلغ حاجته نحو 55 ألف ميغاواط خلال ساعات الذروة لتفادي انقطاع التيار الكهربائي.
وتستهدف وزارة الكهرباء رفع إنتاج الطاقة إلى أكثر من 27 ألف ميغاواط خلال صيف هذا العام، بحسب ما أوردته قناة العربية.
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
سفر