دبلوماسية
في إطار الحملة الدبلوماسية، تسعى الولايات المتحدة إلى إيجاد أرضية مشتركة مع حلفائها الإقليميين بشأن حرب حماس
وزير الخارجية الأميركي في زيارة إلى تركيا والأردن والعراق وقبرص والضفة الغربية في محاولة لاحتواء الحرب وإيصال المزيد من المساعدات إلى غزة.
فريق عمل الفاصل ووكالة الصحافة الفرنسية |
قام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بزيارة مفاجئة إلى بغداد يوم الأحد، 5 تشرين الثاني/نوفمبر خلال جولة سريعة إلى الشرق الأوسط، سعى خلالها إلى إيجاد أرضية مشتركة مع الحلفاء الإقليميين بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس.
ولم يتم الإعلان عن الزيارة في وقت سابق لأسباب أمنية، وذلك عقب سلسلة من الهجمات الاستفزازية استهدفت القواعد العراقية التي تستضيف أعضاء التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
ناقش بلينكن مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في بغداد الحاجة إلى ضرورة تجنب اتساع رقعة الصراع، بما في ذلك في العراق.
ودان السوداني الهجمات، وقال إن التحقيقات جارية لتحديد مرتكبيها.
وقال بلينكن في إشارة إلى الهجمات التي تشنها الميليشيات المتحالفة مع إيران "لا توجد دولة تريد أن تنفذ الميليشيات أنشطة عنيفة فيها، من الواضح أنها ضد مصالح العراق وسيادته وكذلك ضد مصالحنا".
وأضاف "لذلك أعتقد أن لدينا هدفا والتزاما مشتركين في محاولة التأكد عدم تنفيذ هكذا هجمات".
وكانت مجموعة تعرف باسم المقاومة الإسلامية في العراق قد أعلنت " مسؤوليتها عن معظم الهجمات التي نفذت منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في تشرين الاول/أكتوبر الماضي "، وذلك بحسب قنوات تليغرام التابعة لفصائل عراقية قريبة من طهران.
وأظهرت أرقام وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجمعة، عن حدوث 17 هجوما في العراق و12 في سوريا في الفترة ما بين 17 تشرين الأول/أكتوبر و3 تشرين الثاني/نوفمبر.
هذا وينتشر نحو 2500 جندي أميركي في العراق، مكلفين بتقديم المشورة لنظرائهم العراقيين في القتال ضد تنظيم داعش.
إلى ذلك، ناقش الزعيمان أيضا الوضع الإنساني في غزة، والحاجة إلى ضمان عدم تهجير الفلسطينيين قسرا خارج غزة.
تنسيق الشؤون الإنسانية
أكد بلينكن "التزام الولايات المتحدة بالتنسيق مع العراق والشركاء الآخرين في المنطقة لضمان الوصول المستمر والآمن إلى الغذاء والماء والرعاية الطبية والصحية وغيرها من المساعدات المطلوبة لتلبية الاحتياجات الإنسانية ."
بدوره، جدّد السوداني دعوته لوقف إطلاق النار، مشيرا إلى "ضرورة احتواء الأزمة ومنع انتشارها"، وذلك بحسب بيان صادر عن مكتبه.
وأشار بلينكن إلى أن الزعيمين قد عقدا "اجتماعا جيدا ومثمرا وصريحا"، ساهم في إعادة تأكيد التزام الولايات المتحدة بشراكتها مع العراق.
وقال "كان من المهم للغاية إرسال رسالة واضحة جدا إلى أي شخص قد يسعى لاستغلال الصراع في غزة لتهديد جنودنا هنا أو في أي مكان آخر في المنطقة. لا تفعلوا ذلك".
وتابع "لقد أوضحت تماما أن الهجمات والتهديدات القادمة من الميليشيات المتحالفة مع إيران غير مقبولة على الإطلاق، وسنتخذ كل الخطوات اللازمة لحماية شعبنا".
"نحن لا نسعى إلى صراع مع إيران، لقد أوضحنا ذلك تماما، لكننا سنفعل ما هو ضروري لحماية أفرادنا، سواء كانوا عسكريين أو مدنيين".
وأضاف "على نطاق أوسع، نحن نعمل بجد للتأكد من عدم تزايد الصراع في غزة، وعدم انتشاره إلى أماكن أخرى، سواء كان هنا، أو في أي مكان آخر في المنطقة".
وشدد على أنه "هذا هو العمل الحيوي والملّح للغاية للدبلوماسية الأميركية، وما تم التطرق اليه أيضًا خلال جولته".
الحملة الدبلوماسية
قام بلينكن بجولة على إسرائيل يوم الجمعة والأردن يوم السبت لإجراء محادثات مع الملك عبد الله، حيث شارك أيضا في اجتماعات وزارية مع وزراء خارجية الأردن ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر.
وانضم أيضا إلى المحادثات ممثل عن السلطة الفلسطينية.
واعتبر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في مؤتمر صحافي، أن اللقاء كان "صادقا ومباشرا وشاملا وعميقا وشفافا".
وأضاف "لقد عكس الموقف العربي والأميركي ما يجب القيام به بشكل فوري لإنهاء هذه الكارثة".
وشدد على "عدم السماح لهذه الحرب بتقويض كل ما تم إنجازه لتحقيق السلام العادل في المنطقة".
وأعرب بلينكن عن امتنانه الخاص "للأردن ومصر، الشريكين اللذين عملا منذ فترة طويلة من أجل دفع حل الدولتين، ولتفانيهما من أجل شرق أوسط أكثر استقرارا وأكثر سلما".
صباح الأحد، غادر بلينكن إلى الضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ثم توقف في قبرص حيث التقى بالرئيس ووزير الخارجية لمناقشة ممر المساعدات البحرية لغزة.
وأشار بلينكن يوم الاثنين إلى أن واشنطن تعمل "بقوة شديدة" لزيادة كمية المساعدات التي تصل إلى المدنيين المحاصرين في غزة.
وقال بلينكن عقب محادثات في أنقرة مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان "لقد أحرزنا تقدما جيدا في الأيام الأخيرة بشأن توسيع" المساعدات التي تدخل إلى غزة، مضيفا أن "تهدئة (القتال) يمكن أن تساعد في ذلك أيضا".