دبلوماسية
العراق والولايات المتحدة نحو شراكة شاملة وطويلة الأمد
يهدف الحوار المتواصل إلى تعزيز العلاقات بين الدولتين في مجالات الأمن والاقتصاد والثقافة والتعليم والطاقة.
أنس البار |
قدمت الاجتماعات بين المسؤولين العراقيين والأميركيين خلال الشهر الجاري فرصة لإعادة تأكيد التزام الولايات المتحدة بأمن العراق، لا سيما في ظل التهديد الذي يشكله تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والميليشيات المدعومة من إيران.
وخلال لقاء عقد في 15 نيسان/أبريل بالبيت الأبيض، اتفق رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس الأميركي جو بايدن على ضرورة "دعم قوات الأمن العراقية لضمان عدم السماح لتنظيم داعش بإعادة تشكيل صفوفه مرة أخرى داخل العراق لترويع العراقيين والمنطقة والمجتمع الدولي".
وتعمل لجان فنية وعسكرية عليا من الجانبين على تحديد الإطار العام للشراكة بما يضمن البقاء الدائم للقوات الاستشارية الأميركية في العراق.
يُذكر أن اللجنة العسكرية العليا الأميركية-العراقية أجرت أربع جولات من المباحثات منذ كانون الثاني/يناير.
وأجريت الجولة الأخيرة في 8 نيسان/أبريل برئاسة قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل "إريك" كوريلا ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة العراقية الجنرال عبد الأمير رشيد يار الله.
وأكد الجانبان على "الالتزام بعملية انتقال منظم في مهمة قوة المهام المشتركة (عملية العزم الصلب) لهزيمة داعش في العراق نحو شراكات أمنية ودفاعية ثنائية دائمة".
وشددا على "الجهود المتواصلة لمنع عودة داعش ودعم سيادة العراق واستقراره ووحدته وبناء تعاون أمني أوسع بين الولايات المتحدة والعراق"، حسبما جاء في بيان صادر عن البنتاغون.
وذكر البيان أن ذلك سيساهم في الاستقرار والأمن بالمنطقة.
تعاون طويل الأمد
وفي هذا السياق، سلط مدير المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية غازي فيصل حسين الضوء على المساهمة الفعالة لقوات التحالف الدولي في مساعدة العراق في التصدي لداعش.
وأضاف لموقع الفاصل أن "سلسلة الحوارات الجارية ضرورية لترتيب علاقات بناءة تعزز التعاون الأمني طويل الأمد".
وتابع أن المضي قدما برسم استراتيجية أمنية دائمة مع الولايات المتحدة والشركاء الدوليين يشكل خطوة لدعم أمن العراق واستقراره.
وأوضح أن ذلك يخدم أيضا لمواجهة نفوذ إيران ووكلائها الذين يعملون على تقويض سيادة العراق ومصالحه.
وقال حسين إن "التعاون العراقي-الأميركي المستدام يذهب باتجاه ردع مخططات نظام ولاية الفقيه (في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي)" ومشاريعه التوسعية.
وإلى جانب الملف الأمني، يبحث الطرفان في سبل تعزيز علاقاتهما في مجالات الاقتصاد والثقافة والتعليم والطاقة.
ومن جانبه، قال أستاذ العلاقات الاقتصادية بالجامعة العراقية عبد الرحمن المشهداني إن "واشنطن تسعى لجعل العراق مكتفيا ذاتيا من الطاقة لوقف ابتزاز وضغوطات إيران عليه في هذا الملف".
وأضاف للفاصل أن التعاون في القطاع المصرفي من شأنه تعزيز التزامات العراق بمعايير الامتثال الدولية الخاصة بمحاربة جرائم تمويل الإرهاب وغسيل الأموال.
اللهم اجعل العراق قويا بمحمد شياع السوداني اللهم احفظه لنا