حقوق الإنسان
إيزيديو العراق يعودون إلى سنجار بعد سنوات من النزوح
بعد نحو عقد من إجبارهم على مغادرة ديارهم، يعود إيزيديو سنجار تدريجيا فيما تبذل الحكومة العراقية قصارى جهدها لجعل المدينة صالحة للسكن مجددا.
أنس البار |
بعد تسع سنوات من النزوح وتحمل الصعاب في مخيمات اللاجئين، تعود العوائل الإيزيدية بالتدريج إلى سنجار في محافظة نينوى العراقية.
ويبذل المسؤولون العراقيون جهودا كبيرة لإعادة الإيزيديين الذين يريدون العودة إلى بلدتهم الأصلية. وفي الأشهر الثلاثة الماضية، عاد مئات الإيزيديين الذين كانوا يعيشون في مخيمات اللاجئين في محافظة دهوك.
وأعلنت وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية، إيفان فائق جابرو، يوم 11 آب/أغسطس عودة آخر مجموعة من النازحين داخليا، بمن فيهم 293 إيزيديا، من مخيمات اللاجئين.
وقالت إن عملية إعادة العوائل النازحة "تسير على نحو سلس جدا بتنسيق بين وكالات الأمن المختصة والحكومات المحلية وبدون أي مشاكل كبيرة".
وخلال رحلة قامت بها لسنجار يوم 20 آب/أغسطس حيث التقت الإزيديين العائدين، أضافت جابرو أن الوزارة تدعم العودة الطوعية للنازحين داخليا، مضيفة أن الحكومة تولي اهتماما كبيرا بعودتهم وضمان استقرار المدينة.
وتأتي عودة الإيزيديين في إطار خطة دعم العودة الطوعية للنازحين داخليا إلى بلداتهم الأصلية، وذلك بالتنسيق بين حكومة العراق المركزية وحكومة الإقليم الكردي.
وفي مؤتمر صحافي عقد يوم 24 تموز/يوليو، أعلن وزير داخلية الإقليم الكردي ريبار أحمد عن انطلاق المرحلة الثانية من جهود إعادة النازحين داخليا الذين يتحدرون من سنجار.
وأضاف أن مخيمات اللاجئين الستة والعشرين في المنطقة، بما فيها 16 في محافظة دهوك، تضم نحو 300 ألف من الإيزيديين النازحين.
وتابع أن المرحلة الأولى من الخطة تضمنت عودة 444 عائلة طلبت العودة إلى بلداتها الأصلية.
'أفضل من الحياة في المخيم'
وقال تحسين شنجالي، 51 عاما، وهو إيزيدي عاد مؤخرا إلى سنجار، إنه كان مترددا في العودة في البداية، لكنه شعر بالراحة عند وصوله.
وأضاف أن "الأمور هنا في سنجار طبيعية، فالمتاجر مفتوحة والناس تقوم بأنشطتها".
وذكر في حديث لفريق عمل الفاصل أنه "على عكس ما كنت اعتقد في البداية، لا يوجد ما يدعو للقلق أو الخوف هنا".
وأكد "لا توجد مشاكل أمنية، والجيش يوفر حماية كافية للناس".
وأوضح أن المشكلة الوحيدة هي الخدمات العامة. فخدمات الكهرباء والمياه الجارية ما تزال غير متوفرة بصورة كافية، وحالة الطرق غير مرضية.
واستدرك، لكن "الوضع هنا أفضل من الحياة في المخيم".
وفي هذه الأثناء، حث ممثلو الإيزيديين الحكومة العراقية على تسريع عملية الإعمار المتواصلة في سنجار، حيث ما تزال خدمات التعليم والصحة والقطاعات البلدية مدمرة.
يذكر أن أكثر من خمسة آلاف منزل دمروا بالكامل في سنجار، نظرا لأن البلدة كانت مسرحا لمعارك طاحنة وانتهاكات حقوقية قام بها مقاتلة تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش).
من جانبه، قال محما خليل، وهو نائب عن الإيزيديين في البرلمان العراقي، إن ثلث سكان سنجار، البالغ عددهم 88 ألف نسمة، قد عادوا الآن، مشيرا إلى أن نقص الخدمات العامة أعاق عودة المزيد.
وشدد خليل على ضرورة "تكثيف الجهود لإعادة الوضع في سنجار إلى طبيعته وتحقيق أمن مستدام، ما من شأنه أن يخلق بيئة تجذب وتشجع النازحين على العودة".
حوافز العودة
هذا ويقول المسؤولون العراقيون إنهم يبذلون جهودا لتشجيع كل النازحين داخليا، بمن فيهم الإيزيديون، على مغادرة المخيمات، وتسهيل عودتهم وضمان استقرار وأمن المناطق التي يعيشون فيها.
بدوره، ذكر علي عباس جهانكير، وهو مسؤول بوزارة الهجرة، أن الحوافز الحكومية تتضمن تخصيص مبلغ 1.5 مليون دينار عراقي (1145 دولارا أميركيا) لكل عائلة عائدة.
وأضاف أن ما يزيد عن 2000 عائلة إيزيدية عادت لسنجار قد حصلت على هذا المبلغ، كما تم منحها سلال غذائية طارئة.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم الحكومة بتعويض العائدين لإصلاح منازلهم وممتلكاتهم الأخرى التي دمرت خلال الحرب على تنظيم داعش.
وقال جهانكير إنه يأمل أن يحصل نحو 5000 عائد إيزيدي على تعويضات سخية، مضيفا أن برنامج المنح قد أعيد بعد فترة توقف جراء التأخر في اعتماد الموازنة السنوية للحكومة.
وأوضح أن الحكومة لديها برامج دعم للإيزيديين وغيرهم من العراقيين العائدين إلى ديارهم من مخيمات النزوح.
وأشار إلى أن ذلك يتضمن برامج لتمكين المرأة والشباب لتطوير مهارات جديدة وبدء مشاريع مدرة للدخل تدعم عملية التنمية.
وأعلنت الحكومة العراقية أيضا في بداية العام أن الإيزيديين الآن لديهم الحق في تملك الأراضي والمنازل التي كانوا يشغلونها في سنجار طيلة عقود.
هذا وقد لاقى القرار ترحيبا من المجتمع الإيزيدي والأمم المتحدة، كما حظي بإشادة دولية.