حقوق الإنسان
الأردن يسقط ʼمساعدات طبية عاجلةʻ من الجو إلى غزة
تجري أيضا محادثات مع قبرص من أجل إنشاء ممر مساعدات بحري لضمان عدم انقطاع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
فريق عمل الفاصل ووكالة الصحافة الفرنسية |
أعلن العاهل الأردني الملك عبد الله صباح الاثنين، 6 تشرين الثاني/نوفمبر، أن سلاح الجو الأردني قام بإسقاط مستلزمات طبية من الجو لمستشفى ميداني في غزة.
وقال الملك عبر موقع إكس، تويتر سابقا، "بحمد الله تمكن نشامى سلاح الجو في قواتنا المسلحة في منتصف هذه الليلة من إنزال مساعدات طبية ودوائية عاجلة جوّا للمستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة".
وتابع "هذا واجبنا لمساعدة الجرحى والمصابين الذين يعانون جراء الحرب على غزة. سيبقى الأردن السند والداعم والأقرب للأشقاء الفلسطينيين".
وبدوره، قال الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين إنه "نسق" عملية الإسقاط الجوي مع الأردن.
وجاء في بيان صدر عنه "خلال الليل وبالتنسيق مع جيش الدفاع الإسرائيلي، قامت طائرة أردنية بإسقاط المستلزمات الطبية والمواد الغذائية للمستشفى الأردني في قطاع غزة".
وأضاف "سيستخدم الطاقم الطبي هذه المعدات مع المرضى".
وجاء الإعلان بالتزامن مع جولة دبلوماسية إقليمية قام بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، حيث أجرى محادثات في عمّان يوم السبت مع نظرائه من الأردن ومصر والسعودية والإمارات.
وأعاد بلينكن يوم السبت تأكيد دعم الولايات المتحدة "للهدنات المؤقتة الإنسانية" في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس الإرهابية لضمان حصول الأشخاص المحاصرين في غزة على المساعدة.
ومتحدثا في مؤتمر صحافي بعمّان حول الحفاظ على أرواح المدنيين والإسراع بتسليم المساعدات، قال بلينكن إن "الولايات المتحدة تعتبر أن كل هذه الجهود ستسهل بفضل الهدنات المؤقتة الإنسانية".
وذكر "نعتقد أن الهدنات المؤقتة الإنسانية يمكن أن تشكل آليات حيوية لحماية أرواح المدنيين وتسليم المساعدات إلى الداخل وإخراج الأجانب، مع تمكين إسرائيل من تحقيق أهدافها بإلحاق الهزيمة بحماس".
ممر مساعدات بحري
هذا وزار بلينكن الضفة الغربية والعراق وقبرص يوم الأحد مع مواصلة جولته الخاطفة التي ركزت على تقديم المساعدات للمدنيين في غزة، والتقى في هذا السياق بالرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس لبحث إقامة ممر مساعدات بحري.
وقال المتحدث باسم الحكومة كونستانتينوس ليتيمبيوتيس إن حديثهما في مطار لارنكا شمل "ممرا بحريا مخصصا باتجاه واحد لضمان تدفق مستدام للمساعدات الإنسانية من قبرص إلى المدنيين في غزة".
وفي وقت سابق من يوم الأحد، قال كريستودوليدس إن فرنسا والمفوضية الأوروبية وإسرائيل دعمت مبادرة نيقوسيا بفتح ممر بحري إنساني.
وتابع "على هذا الأساس، نجري محادثات مع الأمم المتحدة، ذلك أن هذه الأخيرة ستتلقى المساعدات وليس حماس، لضمان وصولها إلى السكان".
وبعد مناقشة الخطة مع زعماء الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي، قال كريستودوليدس إنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن هذه المسألة.
وأكد أن "جمهورية قبرص تسعى ضمن قدراتها على ضمان عدم انقطاع المساعدات الإنسانية إلى غزة".
وأوضح أن قبرص تأخذ المبادرة كونها الدولة الأقرب المنتمية إلى الاتحاد الأوروبي إلى المنطقة، علما أن الجزيرة تبعد نحو 370 كيلومترا عن غزة، ونظرا لعلاقتها الجيدة بالدول العربية وإسرائيل.
وتابع "من المهم أن كلا من الرئيس الفرنسي ورئيس المفوضية (الأوروبية) أيدا مبادرتنا. إننا نعمل على استكمال تفاصيلها ليتم تنفيذها".
وأضاف "يجب أن نكون جاهزين في أية لحظة، وما أن تسمح الظروف، سنمضي قدما في تنفيذ هذا المقترح".
وفي معرض سؤاله عما إذا كانت هناك مباحثات مع إسرائيل بشأن وقف إطلاق نار لتقديم المساعدات الإنسانية، قال إن "إسرائيل ورئيس الوزراء نفسه يؤيدان مبادرتنا".
وذكر "إننا نبحث في التفاصيل... لأن المنطقة البحرية حول غزة لا تسمح باقتراب السفن".
والأسبوع الماضي، زار وزير الخارجية القبرصي كونستانتينوس كومبوس الأردن والسلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية. كما أشرك كريستودوليدس أيضا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في المحادثات.
يُذكر أن قبرص تشكل أصلا مركزا لعبور المواطنين الأجانب الذين تم إجلاؤهم من إسرائيل بسبب الحرب.
دعم الولايات المتحدة لـ "الهدنات الإنسانية"
وفي هذا الإطار، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في المؤتمر الصحافي الذي عقد يوم السبت في عمّان "لا يمكن أن نسمح لهذه الحرب بأن تقوض كل ما تم بذله من جهود لإحلال السلام العادل في المنطقة".
وطالب كل الجهات بالتعاون من أجل "وقف كارثة من شأنها أن تلقي بظلالها على المنطقة لأجيال عدة".
وخلال اجتماع عقد لاحقا مع بلينكن، شدد الملك عبدالله "على ضرورة وقف الحرب على غزة وفرض هدنة إنسانية لتأمين المساعدات المستدامة إلى قطاع غزة"، حسبما جاء في بيان صدر عن الديوان الملكي.
وقال إن "الطريقة الوحيدة لوقف الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي هي بالعمل باتجاه أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل استنادا إلى حل الدولتين"، مع دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل.
وعام 1994 أصبح الأردن ثاني دولة عربية تحقق السلام مع إسرائيل بعد مصر في عام 1979. ويضم سكان الأردن أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني.