أمن
إيران تستخدم الميليشيات العربية لخوض حربها ضد إسرائيل
تنشر الميليشيات غير المركزية، مثل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، عدم الاستقرار في مختلف أنحاء المنطقة، في إطار ʼمحور المقاومةʻ التابع لطهران ضد إسرائيل.
نهاد طوباليان |
بيروت -- قال محللون لموقع الفاصل إن إيران التي تفتقر إلى القدرة العسكرية التقليدية اللازمة لخوض حرب مباشرة مع إسرائيل، تستخدم حزب الله وبعض الفصائل الفلسطينية لتحارب إسرائيل نيابة عنها.
وقد استخدمت حزب الله بشكل خاص كوسيط لإنشاء ونشر وكلاء فلسطينيين جدد وآخرين موجودين أصلا من لبنان، بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني.
يُذكر أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني مصنفتان كتنظيمين إرهابيين من قبل الولايات المتحدة.
ونظرا للعدد الكبير للاجئين الفلسطينيين في لبنان وقرب البلاد جغرافيا من كل من إسرائيل وسوريا (حيث تقاتل الميليشيات المدعومة من إيران دعما للنظام السوري) وولاء حزب الله لـ"محور المقاومة"، تعتبر إيران حزب الله وكيلا مهيمنا قويا.
وما يسمى "محور المقاومة"هو تحالف ضد إسرائيل وضد الغرب تدعمه إيران ويضم أيضا حماس وحزب الله.
وقال منسق جنوبيون للحرية المعارض الشيعي حسين عطايا إن ذلك المحور أداة إيرانية تخدم مصالح طهران.
وأوضح لموقع الفاصل أن "حزب الله يؤدي دور ʼالمايستروʻ الذي يدير التنظيمات الفلسطينية كحماس، ولو كانت تلك التنظيمات تتمتع ببعض الاستقلالية".
وقال محللون إن الهجمات الصاروخية الأخيرة التي يشنها الجناح المسلح لحماس، أي كتائب عز الدين القسام، والجهاد الإسلامي الفلسطيني عبر الحدود الجنوبية للبنان ضد إسرائيل، تتم بتنسيق مباشر مع حزب الله.
وتصاعدت التوترات عند الحدود بين البلدين منذ الهجوم الإرهابي الذي نفذته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر ضد إسرائيل.
الوكلاء ينفذون أوامر إيران
وفي هذا الإطار، قال مدير المركز اللبناني للأبحاث والدراسات حسان قطب إن "القيادة الإيرانية تدرك ضعف قدرتها على خوض مواجهة عسكرية مباشرة [مع إسرائيل]".
وهذا ما دفعها إلى تعزيز حضورها العربي والإقليمي بنشر عقيدة ولاية الفقيه الخاصة بالجمهورية الإسلامية والتي تدعو للولاء للمرشد الإيراني علي خامنئي.
وذكر قطب أن الهدف هو تجنيد الأقليات الشيعية في عدد من الدول.
وأوضح للفاصل أن "هدف إيران هو خدمة استقرار نظامها، والتهديد بإثارة الفوضى المسلحة والشعبية [في مناطق الصراعات] عبر التنظيمات والميليشيات المسلحة بالعراق واليمن وسوريا ولبنان".
وأضاف "تخوض الميليشيات المسلحة مواجهة نيابة عن إيران، عبر ممارسات الحشد الشعبي العراقي ضد [جيش] الولايات المتحدة في العراق، أو هجمات الحوثي على مضيق باب المندب من اليمن".
وأوضح أنها "تقوم بذلك أيضا بإطلاق حزب الله مواجهة مسلحة محدودة ومنضبطة ضد الجيش الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الجنوبية لتخفيف الضغط عن جبهة غزة".
واعتبر قطب أن أهمية هذه الميليشيات لإيران تكمن في "استطاعتها ضرب اسرائيل دون أن تتحمل إيران أية مسؤولية لأنها ليست أنظمة حكم يمكن الضغط عليها".
وأشار إلى أن "إيران تعي أهمية [القضية الفلسطينية] بثقافة المجتمع العربي والإسلامي ولذلك أسمت مجموعاتها المسلحة بالمقاومة الإسلامية".
وتابع أن إيران تستخدم هذا الشعار "لدخول قلوب العرب والمسلمين وتغطية جرائمها بسوريا والعراق واليمن ضد المكونات الإسلامية غير الخاضعة لعقيدة ولاية الفقيه".
ورغم فتور العلاقة بين إيران وحماس والجهاد الإسلامي بعد اندلاع الحرب السورية عام 2011 مع دعم كل منها طرفا مغايرا في الحرب، إلا أن هذه العلاقة عادت واستقامت مجددا في ظل الحرب الأخيرة في غزة.
حزب الله: وكيل نفوذ
وذكر قطب "سمح الصراع بغزة لإيران بلعب دور مجددا من خلال حزب الله لإعادة إنتاج علاقات وطيدة وتنسيقية مع التنظيمات الفلسطينية وخاصة حركة حماس، رغم التباين الفكري والعقائدي بينهما".
وقال "تسلم حزب الله مسؤولية إعادة إنتاج العلاقات مع المجتمع الفلسطيني والعربي والإسلامي لأن بيئته عربية وقادرة على التعامل مع تلك المجتمعات، بما يخدم إيران وتغلغلها من جديد بداخل المنطقة".
وبحسب قطب، هدف إطلاق أمين عام حزب الله حسن نصر الله بتوجيه إيراني نداء من أجل "وحدة الساحات" عام 2021 إلى خدمة استقرار إيران وترسيخ دورها وحضورها الإقليمي والدولي.
وتشير عبارة "وحدة الساحات" إلى تحريك عدة ساحات أو جبهات في الوقت نفسه ضد إسرائيل. وتشمل هذه الساحات قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان والجولان السوري والعراق واليمن.
وبدوره، أوضح مدير مركز تطوير للدراسات الاستراتيجية والتنمية البشرية والمسؤول الإعلامي السابق لحركة فتح هشام الدبسي أن "إيران تعتمد بشكل كبير على دور حزب الله بقيادة وتشكيل تحالف سياسي-عسكري بلبنان من كل الطوائف، فضلا عن مجتمعات اللجوء الفلسطيني والسوري".
وقال إن "من دون دور حزب الله الخاص، لا تستطيع إيران بناء نفوذها بلبنان".
وتابع أن العلاقات بين حزب الله وحماس تعززت في الفترة السابقة للهجوم الإرهابي لحماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وذكر أن العلاقات مع الجهاد الإسلامي كانت وطيدة أساسا، "وتلا ذلك إعلان استراتيجية وحدة الساحات".
وقال إن "محور المقاومة" في لبنان ساهم بأشكال متعددة من المساعدة العسكرية في القتال الجاري بغزة.
وأضاف أنه بعد ذلك جاء إعلان حماس الأخير عن إطلاق تشكيل جديد باسم طلائع طوفان الأقصى لحشد الأنصار من الشباب.
ولكن قوبلت هذه الخطوة بمعارضة من بعض القوى السياسية في لبنان التي رفضت استخدام الأراضي اللبنانية في أي عمليات مسلحة ضد إسرائيل.
وأوضح الدبسي أن "تنظيم حركة حماس السياسي والعسكري موجود بالمخيمات اللبنانية منذ نشأته، لكن الجديد أن حماس بتحالفها مع حزب الله تمكنت لأول مرة بتاريخ نشاطها من تنفيذ نشاط عسكري ضد إسرائيل من لبنان".
ولفت إلى أن هذا النشاط مخالف للاتفاقات المبرمة بين السلطات الفلسطينية واللبنانية.
وذكر أنه "بموجب هذه الاتفاقات، فإن السلاح الفلسطيني في لبنان ينبغي أن يخضع لسيادة الدولة اللبنانية وقوانينها وفقا لمقتضيات الأمن الوطني اللبناني".
واعتبر أن "خطوة حماس الأخيرة ونشاطها العسكري المحدود من الجنوب اللبناني... ليس له أي غطاء باستثناء غطاء سياسي-أمني من حزب الله. ومن دون هذا الغطاء، لا يمكن لأي فلسطيني التحرك بمفرده".
الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله
ضلوا بخوفكم ورعبكم من اسرائيل وامريكا تحيا المقاومة الفلسطينية العربية الأخرى
الظربات للأبطال والخذلان للمطبعين