أمن

ضعف حزب الله يقوض أجندة إيران في المنطقة

نتيجة الخسائر التي تكبدها منذ حرب 2023، لم يعد حزب الله قادرا على تنفيذ أوامر النظام الإيراني في لبنان والمنطقة.

عناصر من حزب الله يحملون نعش القائد العسكري الأعلى القتيل هيثم علي الطبطبائي خلال مراسم تشييعه في بيروت بلبنان في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2025. [فاضل عيتاني/نور فوتو/وكالة الصحافة الفرنسية]
عناصر من حزب الله يحملون نعش القائد العسكري الأعلى القتيل هيثم علي الطبطبائي خلال مراسم تشييعه في بيروت بلبنان في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2025. [فاضل عيتاني/نور فوتو/وكالة الصحافة الفرنسية]

نهاد طوباليان |

قال محللون إن الخسائر الفادحة التي مني بها حزب الله ومقتل قادته منذ صراع 8 تشرين الأول/أكتوبر2023 تركته عاجزا عن تنفيذ الأوامر الإيرانية وتحقيق استراتيجية النظام الإيراني الإقليمية.

وذكروا أن حزب الله بات في موقع ضعيف جدا بعد الضربات التي وُجهت لإيران والانهيار التام لشبكة أذرعها في المنطقة.

ولم يستجب حزب الله حتى الآن للدعوات الإيرانية بالرد على الغارة الجوية الإسرائيلية التي أسفرت في 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 عن مقتل رئيس أركان الحزب هيثم علي الطبطبائي في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وفي 25 تشرين الثاني/نوفمبر، حث عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني محسن رضائي حزب الله على إعادة النظر في الصبر وضبط النفس الذي يبديه تجاه إسرائيل.

وفي حديث لصحيفة "ذا ناشيونال" قلل مصدر سياسي في حزب الله من أهمية الدعوات الإيرانية إلى "الانتقام" لمقتل الطبطبائي، قائلا إن قرار الحزب بعدم الرد يخدم موقف لبنان.

وتواصل إيران استراتيجيتها طويلة الأمد المتمثلة في استخدام حزب الله ووكلائها الآخرين لتنفيذ هجمات صاروخية وضربات انتقامية، مما يهدد استقرار المنطقة.

تراجع القدرات العسكرية

وقال الكاتب السياسي مروان الأمين لموقع الفاصل إن "حزب الله لم يعد يملك القدرة العسكرية على رد سيفتح حربا كبيرة تحتاج لخط إمداد عسكري فقده بسقوط نظام بشار الأسد".

وأضاف أن "دخول حزب الله بمعركة عسكرية ستقضي على ما تبقى منه بعد خسائره الفادحة بحربه الأخيرة وبمقتل قادته ومقاتليه".

وأشار الأمين إلى أن عدم رد حزب الله مرتبط أيضا "بعدم صدور التكليف الشرعي من المرشد الإيراني علي الخامنئي".

وتابع أن "حزب الله يواجه خسائره والتحديات الأمنية والخروقات الداخلية منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، مما أدى لتراجع قدرة إيران في السيطرة عليه".

انهيار أذرع إيران

على الرغم من تزويد إيران لحزب الله بمقدرات مالية وتسليحية ضخمة، إلا أن الخسائر التي تكبدها حزب الله في الآونة الأخيرة تسببت في حالة من التخبط الشديد، مما يكشف أن اعتماد إيران على وكلائها في المنطقة يواجه الآن تحديات وعقبات كبيرة.

واعتبر الأمين أن انهيار شبكة أذرع النظام الإيراني يمنع حزب الله من تنفيذ أجندة إيران في المنطقة.

وبدوره، أوضح الكاتب السياسي نوفل ضو في حديث للفاصل أن "هذا الانهيار كشف هشاشة نفوذ إيران وتراجع دور حزب الله باستراتيجيتها الإقليمية، خاصة أنه مني بخسائر غير قابلة للتعويض".

وقال "لا تريد إيران الرد على مقتل الطبطبائي لمعرفتها أن أي رد سيدمر ما تبقى من حزب الله".

ولفت إلى أن الأولوية الحالية لحزب الله هي "الحفاظ على الحد الأدنى من العصب داخل بيئته".

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *