أمن
نقل سلاح حزب الله وعملياته العسكرية أمرٌ "غير مرحب به" في لبنان
تتزايد المعارضة الشعبية لوجود قيادة حزب الله وأسلحته في المناطق السكنية في ظل خوف المدنيين على سلامتهم.
نهاد طوباليان |
بيروت - تصاعدت في الأسابيع الأخيرة حالة من التململ إزاء نقل حزب الله لأسلحته عبر لبنان واستخدامه للمناطق السكنية من أجل تنفيذ عمليات عسكرية في ظل تزايد مخاوف المدنيين على حياتهم.
فقد شهدت بلدة راشيا في البقاع الشرقي في 13 تشرين الثاني/نوفمبر تصاعد التوتر مجددا بين حزب الله والأهالي، عقب اعتراض شاحنة صغيرة تحمل أسلحة وصواريخ للحزب المدعوم من إيران.
وكان حادث مماثل وقع في آب/أغسطس 2023 وتحول إلى حادث مميت عندما قُتل أحد السكان المحليين في اشتباكات مسلحة اندلعت بين عناصر حزب الله وسكان محليين في الكحالة جنوب شرق بيروت بعد انقلاب شاحنة ذخائر تابعة لحزب الله.
وفي تشرين الأول/أكتوبر، أوقف سكان عاليه في قضاء الشوف اللبناني سيارات عدة تنقل أسلحة وذخائر عبر البلدة.
وبثت قناة الحدث الإخبارية وصول حالة التحدي الشعبي لحزب الله إلى مجلس النواب اللبناني.
وذكرت أن عددا من النواب اللبنانيين حثوا، في أحاديث خاصة، رئيس مجلس النواب نبيه بري على تحذير حزب الله من أن وجود قياداته وأسلحته في المناطق السكنية أمر "غير مرحب به" ويشكل مخاطر أمنية غير مقبولة.
الثمن البشري
أشار محللون أمنيون إلى تزايد المعارضة الشعبية للوجود العسكري لحزب الله في مختلف أنحاء لبنان.
وفي هذا الشأن، قال مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات حسن قطب إن "حزب الله ينظر إلى سقوط ضحايا من المدنيين وتدمير المدن والقرى والمشاركة في الصراعات باعتبارهم ثمنا مبررا من أجل تعزيز أجندة النظام الإيراني".
بدوره، اعتبر المحلل السياسي جاد الحكيم لموقع ناو ليبانون أنه "من خلال العمل ضمن البنية التحتية المدنية، ينظر العديد من اللبنانيين إلى حزب الله على أنه يُعّرض حياة المدنيين الأبرياء للخطر إذ من المحتمل أن تتحول المناطق السكنية إلى أهداف عسكرية".
ووفقاً لموقع ناو ليبانون، فإن عمليات حزب الله في المناطق السكنية تخلق مناخاً من الخوف وعدم اليقين، على الرغم من أن الكثيرين يترددون في التعبير عن مخاوفهم، خوفا من رد فعل عنيف من الحزب وأنصاره.
وأشار قطب إلى تصاعد المعارضة حتى في أوساط قاعدة حزب الله نتيجة "الخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات، والنزوح وتدمير البنية التحتية".
من جهته، أوضح الصحافي جورج حايك في منشور له على موقع إكس، أن "سلاح حزب الله يسهل الفتنة الإيرانية"، مشيرا إلى أن "حادثة راشيا تؤكد عدم وجود دعم شعبي لبناني لهذا السلاح".
ورأت الكاتبة السياسية سوسن مهنا، وهي من راشيا، أن "حزب الله يدعي بأن نقل الأسلحة بين سوريا والبقاع وجنوب لبنان هو حق طبيعي له".
وقالت مهنا للفاصل إن "المدنيين يدفعون ثمن أفعال حزب الله من معيشتهم وأرواحهم"، مشيرةً إلى "تاريخ الحزب في العمل خارج سيطرة الدولة عبر شبكات الأنفاق وتخزين الأسلحة في المناطق السكنية".
وفي 3 كانون الأول/ديسمبر، قُتل مسؤول التنسيق بين حزب الله وجيش النظام السوري، سلمان نمر جمعة، في غارة جوية على دمشق، ويقال إنه لعب دورا رئيسا في تهريب الأسلحة وتسليمها، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
غير مرغوب به