أمن

واشنطن تتوسط لوقف إطلاق النار بغزة في تباين صارخ مع تصرفات طهران

أدت الدبلوماسية الحاسمة للرئيس الأميركي إلى تأمين إبرام الاتفاق، في حين تسبب دعم النظام الإيراني لحماس بإطالة أمد معاناة الفلسطينيين ومفاقمة الكوارث الإنسانية.

صورة توضح خريطة غزة. [موقع الفاصل]
صورة توضح خريطة غزة. [موقع الفاصل]

فريق عمل الفاصل |

أنهى تدخل الرئيس دونالد ترامب الصراع المدمر في غزة، مؤمنا وقف إطلاق نار كان حتى مسؤولو حركة حماس قد أقروا باستحالة تحقيقه بدون قيادة الولايات المتحدة.

وأضفى الاتفاق الذي وقّع في 13 تشرين الأول/أكتوبر في شرم الشيخ بمصر بعد مفاوضات توسطت فيها الولايات المتحدة، الطابع الرسمي على وقف القتال وفتح الباب أمام محادثات إقليمية أوسع نطاقا.

ويتباين هذا الإنجاز بصورة واضحة مع دور النظام الإيراني في تأجيج العنف الذي تسبب بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في المنطقة، حسبما ذكره محللون إقليميون لموقع الفاصل.

وأشاد المسؤول الرفيع في حركة حماس باسم نعيم علنا بتدخل الرئيس الأميركي الحاسم في تحقيق السلام.

وقال نعيم في مقابلة حصرية مع قناة سكاي نيوز إنه "لولا تدخل الرئيس ترامب شخصيا في هذه المسألة، لا أعتقد أن الحرب كانت ستصل إلى نهايتها".

وقال محللون إنه في حين عملت الولايات المتحدة على إنهاء العنف وإنقاذ الأرواح، فإن شبكة الدعم الواسعة التي توفرها طهران لحماس تسببت بشكل مباشر بالخسائر الهائلة لهذا الصراع.

وقدمت إيران التمويل والأسلحة والتدريب للحركة المسلحة، وهي موارد حولت غزة إلى ساحة معارك تحمل فيها المدنيون الفلسطينيون العبء الأثقل.

فأشعلت أذرع النظام في المنطقة من حزب الله في لبنان إلى الحوثيين في اليمن النيران من خلال هجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على جبهات متعددة، ما هدد بتوسيع نطاق الصراع.

وقال المحللون إن الهدف من ذلك كان ترسيخ نفوذ طهران وإظهار مدى انتشارها عبر ساحات قتال متعددة.

ازدواجية النظام

هذا وقد كشف دور طهران في الصراع عن الفجوة بين خطابها والواقع وبين تعهداتها العلنية بالتضامن مع الفلسطينيين وأفعالها التي تحركها المصالح الذاتية.

ولطالما قدم المسؤولون الإيرانيون أنفسهم على أنهم "مدافعون عن القضية الفلسطينية"، إلا أن تدخلاتهم بالوكالة تحكي قصة أخرى.

وبدلا من التخفيف من حدة المعاناة، أدى تدخل طهران إلى مفاقمتها وحوّل نضال الشعب إلى أداة للطموحات الإقليمية.

وأشار المحللون إلى أنه في الوقت الذي كان فيه الدبلوماسيون الأميركيون يضغطون بشدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، واصلت إيران تشغيل آلة الحرب إذ زودت الأسلحة والموارد التي دعمت القتال.

كذلك، فضح إقرار حماس العلني بقيادة الولايات المتحدة عن غير قصد فراغ موقف طهران. فشكرت الحركة الدولة التي عملت على إنهاء الحرب، لا الدولة الراعية التي أدى دعمها إلى تأجيجها.

ولم يكن وقف إطلاق النار مجرد توقف مؤقت للأعمال العدائية، بل كان بمثابة تأكيد على الفرق بين الدبلوماسية الحقيقية والديماغوجية.

فهدفت مشاركة الولايات المتحدة إلى إنهاء المعاناة وتمهيد الطريق لإعادة الإعمار.

ولكن ضمن تدخل إيران استمرار المعاناة، لأن الصراع بالنسبة للنظام هو العامل الذي يبقي دوره فعالا.

وفي نهاية المطاف كما أوضحه المحللون، زودت طهران الأسلحة التي دمرت غزة في حين قدمت واشنطن الدبلوماسية التي أوقفت الدمار.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *