سماح عبد الفتاح | 2025-04-10

قال ناشطون وإعلاميون فلسطينيون إن سكان غزة تغلبوا على خوفهم من حركة حماس لإطلاق تظاهرات شعبية، علما أن الحركة تسيطر بقبضة حديدية على القطاع الفلسطيني الذي مزقته الحرب.

هذا وخرج الآلاف في مسيرة في بيت لاهيا في شمال غزة مرددين هتافات "بالله عليكم، حماس تطلع برا" و"حماس إرهابية" و"نريد إنهاء الحرب"، حسبما أفادت شبكة سي إن إن في 26 آذار/مارس.

وذكرت الصحافية والناشطة الفلسطينية ابتسام السعدي إن "حاجز الخوف تم تخطيه بعد سقوط آلاف الضحايا من المدنيين وتشريد مئات آلاف المدنيين بسبب تنفيذ حماس لأجندة مشبوهة لا تصب إلا في مصلحة وجودها ومصلحة مشروع الحرس الثوري الإيراني".

وقالت إن "حماس تمارس سياسة الأمر الواقع في قطاع غزة منذ سيطرتها عليه. ولكن لا تعني سيطرتها العسكرية هذه أن المدنيين موالون لها بالكامل أو موافقون على ما تقوم به".

وأضافت مستخدمة اسما مستعارا لكي تتحدث بحرية أنه "في السابق حصلت عدة حركات احتجاجية محدودة تم قمعها بعيدا عن الإعلام".

ووفقا للسعدي فإن المعارضة ضد حماس امتدت إلى خارج قطاع غزة لتشمل الأراضي الفلسطينية الأخرى ومجتمعات الشتات، حيث يرى كثيرون أن مزاعم "المقاومة" التي تستخدمها الحركة مضللة على نحو متعمد.

وأشارت إلى أن "الاختباء وراء ستارة ’المقاومة‛ أصبحت كذبة مكشوفة".

وأضافت السعدي أن تيار المعارضة المتنامي بهدد بـ "إضعاف حماس" بعد أن كانت "تروج أنها تحظى بالدعم الكامل من قبل جميع الفلسطينيين".

قمع المعارضة

هذا وتواجه حماس تحديات متزايدة بسلطتها بعد أن فقدت مصداقيتها داخليا وخارجيا، علما أن سردية "المقاومة" التي تستخدمها قُوضت جراء تصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل الكثير من البلدان، حسبما ذكرت السعدي.

وسلطت قضية عدي ناصر الربعي وهو متظاهر يبلغ من العمر 22 عاما تم تعذيبه حتى الموت على يد حماس، الضوء على رد الحركة الوحشي على المعارضة.

وأوردت أسرته أنها عثرت على تهديد مكتوب مع الجثة، يحذر الآخرين من انتقاد حماس.

وفي هذا السياق، قال الصحافي والقيادي بحركة فتح سعد ياسين إن "حماس مارست طوال السنوات الماضية القمع بكل أنواعه تجاه سكان قطاع غزة لتستطيع التحكم بالقرارات السياسية والعسكرية خدمة للمخططات الموضوعة من قبل الحرس الثوري الإيراني".

ووصف الحركة بأنها "مجرد حلقة من سلسلة الأذرع الإيرانية التي تنشر التوتر والحروب في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي".

وأضاف أن عمليات القمع شملت "مصادرة الحريات الشخصية والقمع والاعتقال وصولا إلى قتل المعارضين مثلما حصل خلال الاحتجاجات الماضية".

وأكد أن "المدنيين تحولوا إلى سواتر بشرية لحماية عناصر الحركة الذين يختبئون في مخابئ تحت الأرض وبين المدنيين وفي المؤسسات الطبية والخدمية".

وأشار ياسين إلى أن الحركة أجبرت السكان على البقاء بمنازلهم أثناء المعارك، "ما عرّض حياة الآلاف منهم إلى الخطر بشكل داهم".

وأوضح أنه مع أن الحركة تحاول تصوير الاحتجاجات بأنها مجرد ألاعيب سياسية، إلا أن "الحقيقة هي أن غالبية عائلات وعشائر غزة هي التي دعت إلى خروج التظاهرات والإعلان عن رفضهم لحماس وتحكمها بحياتهم".