أمن

هجمات الحوثيين في خليج عدن تسلط الضوء على التهديدات المتزايدة للأمن البحري

تواصل الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران استهداف السفن التجارية في ممر البحر الأحمر، ما يعطل التجارة العالمية ويزيد من المخاطر التي تطال الشحن الدولي عبر أحد أهم الطرق البحرية في العالم.

أبلغت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية عن حادث أمني تعرضت له سفينة شرق عدن، حيث سمع القبطان انفجارا ورشاش ماء بالقرب من السفينة. [حساب هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية على إكس]
أبلغت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية عن حادث أمني تعرضت له سفينة شرق عدن، حيث سمع القبطان انفجارا ورشاش ماء بالقرب من السفينة. [حساب هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية على إكس]

فيصل أبو بكر |

تقطع الهجمات البحرية الأخيرة للحوثيين في خليج عدن عن اليمنيين المساعدات الإنسانية الحيوية والدعم المنقذ للحياة.

وبدلا من حماية الشعب الذي يزعمون تمثيله، فإن أفعال هذه الجماعة لا تزيد سوى من حدة معاناته وعزلته.

وفي الضربة الأخيرة التي نفذت يوم الاثنين، 23 أيلول/سبتمبر، أصاب صاروخ أطلقته الجماعة المسلحة المدعومة من إيران سفينة شحن تحمل العلم الهولندي، ما أدى إلى إصابة بحارين اثنين وأجبر الطاقم على إخلاء السفينة.

وقبل أيام قليلة، وتحديدا في 23 أيلول/سبتمبر، أبلغت هيئة العمليات البحرية البريطانية عن وقوع انفجار بالقرب من سفينة على بعد نحو 120 ميلا بحريا شرق عدن.

وقال قبطان السفينة إنه سمع دوي الانفجار وشاهد تناثر المياه بالقرب من السفينة.

وقال فارس النجار وهو مستشار اقتصادي في مكتب الرئيس اليمني إن "الهجوم الأخير على ناقلة في خليج عدن هو جزء من استراتيجية تدفع بها إيران عبر أدواتها في المنطقة ممثلة بميليشيات الحوثي".

يُذكر أن الهجمات الحوثية على السفن التجارية مستمرة منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023، ما اضطر العديد من السفن إلى تغيير مسارها عبر رأس الرجاء الصالح.

وقد أدى هذا التحويل في المسارات إلى زيادة أوقات العبور وكلفة الشحن والتأمين.

وأضاف النجار أن "هذه الهجمات تشكل أيضا تهديدا للأمن البحري في قناة السويس، التي تعد ممرا تجاريا حيويا للتجارة العالمية".

ويمثل حجم حركة الشحن عبر القناة ما بين 12 و15 بالمائة من حجم التجارة العالمية، و30 بالمائة من حركة الحاويات، أي ما يعادل أكثر من تريليون دولار من البضائع سنويا، حسبما جاء في تقرير للمجلس الأطلسي بآذار/مارس 2025.

دور إيران في تمكين الحوثيين

لقد أسهم دعم النظام الإيراني بشكل كبير في تعزيز قوة الحوثيين، محولا إياهم من ميليشيا محلية إلى تهديد إقليمي.

وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي فيصل أحمد للفاصل "لقد لعبت إيران دورا رئيسا في تحويل الحوثيين من جماعة محلية محدودة القدرات إلى قوة عسكرية قادرة على تهديد الأمن الإقليمي".

وبحسب تقرير فريق خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعام 2024، يشمل هذا الدعم تزويد الحوثيين بأسلحة متطورة وخبرات تقنية، وتدريبا على تشغيل الصواريخ والمسيرات.

ويفتقر الحوثيون إلى تقنيات الرادار التي تمكنهم من تحديد السفن واستهدافها بشكل مستقل، ما يدفعهم إلى الاعتماد على الاستخبارات الإيرانية لرصد السفن التي تعبر البحر الأحمر.

وأكد أحمد أن طهران تستخدم الحوثيين لتوسيع رقعة نفوذها الإقليمي وممارسة الضغوط على طول الممرات البحرية الحيوية، بما في ذلك مضيق باب المندب.

وأضاف أن "دعم النظام الإيراني للحوثيين يهدف إلى خلق أوراق ضغط في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، بما يهدد طرق التجارة العالمية".

ويبرز الهجوم في خليج عدن استمرار الخطر الذي تشكله الميليشيات الحوثية على الشحن الدولي، مسلطا الضوء على الحاجة الملحة إلى جهود أمنية منسقة لحماية هذا الممر الحيوي والحفاظ على الاستقرار الإقليمي.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *