أمن
إعادة النظر بأمن قناة السويس في ظل التهديدات البحرية للحوثيين
يشكل أمن قناة السويس والبحر الأحمر أولوية لمصر والمنطقة والعالم، إذ أن الممر المائي يشكل شريانا حيويا للتجارة العالمية.
جنى المصري |
القاهرة -- قال خبراء إن مصر تعتبر أمن قناة السويس والبحر الأحمر أولوية قصوى لأمنها القومي، وقد ركزت خلال السنوات الماضية على تحديث أسطولها البحري وتعزيز تواجدها العسكري بالقرب من القناة.
وأوضحوا أنه في ظل الأوضاع الراهنة وهجمات الحوثيين المستمرة على السفن التجارية في البحر الأحمر، قد تسعى مصر لتعزيز أمن القناة والممرات المائية عبر التحالفات الجديدة والقائمة أصلا.
وقال الباحث في مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية سامي غيط لموقع الفاصل إن "أمن قناة السويس يعتبر أولوية بالنسبة للأمن القومي المصري، فالقناة تعتبر الشريان الحيوي اقتصاديا وتجاريا".
وأضاف أن "القناة بحد ذاتها وبسبب موقعها الجغرافي لها أهميتها الجيوسياسية لربطها الشرق والغرب ملاحيا واقتصاديا".
وتابع أنها "ممر استراتيجي عالمي ويقع على عاتق مصر حمايته والحفاظ على أمنه، وهو أمر يعزز مكانة مصر عالميا من النواحي الأمنية والسياسية على حد سواء".
وقال إن التوتر الحالي في المنطقة الناتج عن تهديدات الحوثيين وتعرضهم لحركة الملاحة،إن كان بالاحتجاز أو الاستهداف بالأسلحة "سيغير من قواعد اللعبة في منطقة البحر الأحمر".
وأضاف أن "الدول الكبرى عالميا والقوى السياسية إقليميا وعلى رأسها مصر ستقوم بتعزيز القدرات العسكرية لحماية قناة السويس وكافة ممرات البحر الأحمر المائية".
حماية الممرات المائية الإقليمية
وبدوره، قال المحلل العسكري المصري طلعت موسى لموقع الفاصل إنه من المهم للغاية حماية الممرات المائية في منطقة البحر الأحمر، ولا سيما قناة السويس ومضيق باب المندب.
وأضاف أن الحركة البحرية في قناة السويس تعتمد على الحماية المصرية، ولكن ستتدخل جهات أخرى لتوفير الحماية للملاحة البحرية، "فمعظم دول العالم مهتمة بأمن هذه الممرات الاستراتيجية".
هذا وأعلنت الولايات المتحدة في 18 كانون الأول/ديسمبر عن إطلاق عملية حارس الازدهار وهي مبادرة أمنية جديدة متعددة الجنسيات.
وستعمل عملية حارس الازدهار تحت إشراف القوات البحرية المشتركة التي تضم 39 عضوا وقيادة فريق المهام المشتركة 153 الذي يركز على الأمن في البحر الأحمر.
وتولت مصر قيادة فريق المهام المشتركة بين منتصف كانون الأول/ديسمبر 2022 ومنتصف حزيران/يونيو 2023.
وفي هذا السياق، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن المبادرة الجديدة ستتناول التحديات الأمنية في جنوبي البحر الأحمر وخليج عدن وتهدف إلى ضمان حرية الملاحة وتعزيز الأمن والازدهار في المنطقة.
وذكر موسى أن الظروف الأمنية الحالية في قناة السويس والبحر الأحمر ستزيد من الضغط على مصر، ذلك أن الجيش المصري منتشر أصلا في سيناء حيث يحارب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سيناء.
وأضاف أن الجيش المصري منتشر أيضا وفي حالة تأهب قصوى في المناطق الحدودية مع ليبيا والسودان، إلى جانب معبر رفح على الحدود مع غزة.
وقال موسى إن تهديدات الحوثيين افتتحت منطقة جديدة أمنيا وذات أولوية تتطلب مشاركة جميع الوحدات القتالية من سلاح المشاة والدفاعات الجوية بالإضافة إلى القوات البحرية وسلاح الطيران.
الأهمية الاستراتيجية لقاعدة برنيس
ومن جانبه، قال الخبير العسكري المصري يحيى محمد علي للفاصل إن "مصر تعي تماما أهمية أمن قناة السويس والبحر الأحمر على حد سواء وضرورة الحفاظ على أعلى مستويات الأمن والأمان".
وأضاف أنها شددت في الآونة الأخيرة الإجراءات الأمنية، مشيرا إلى افتتاح قاعدة برنيس العسكرية في كانون الثاني/يناير 2020 في جنوبي شرقي مصر وهي تعتبر "أكبر قاعدة عسكرية في منطقة البحر الأحمر".
وقال محمد علي إن الاهتمام بأمن هذه المنطقة يعود إلى أن هذه المنطقة "تعتبر أساسا مضطربة امنيا وسياسيا واحتوائها على العديد من الجماعات المسلحة التابعة لإيران"، بالإضافة إلى القراصنة من القرن الأفريقي.
وتابع أن "قاعدة برنيس وبسبب موقعها المميز يجعلها ذات أهمية استراتيجية حيث تتيح التدخل السريع جدا بسبب قرب المسافة من القناة والممرات".
وأضاف "كما أنها تضم مجموعات قتالية متنوعة من مجموعات مشاة قتالية بالإضافة إلى مطار حربي وميناء للقطع العسكرية البحرية".
ولفت إلى أن مصر عززت قواتها البحرية خلال السنوات الماضية وأضافت العديد من السفن البحرية إلى أسطولها، "ما يجعلها قادرة على مواجهة أي تحديات جادة".
ولكنه أشار إلى أنه في الوقت عينه، "تمارس النفس الطويل سياسيا وعدم الانجرار لمخططات إشعال المنطقة لأنها تعي تماما مخاطر الحروب ونتائجها المدمرة" بالنسبة لمصر وأيضا المنطقة بأكملها.
صدق الأستاذ محمد حسنين هيكل طيب الله ثراه
اليمن بركان ثائر إذا انفجر سيجرف المنطقة والخليج
تواجه مصر الآن ضربات في صميم أمنها القومي : السد الأثيوبي والصراع في السودان وحرب غزة والتهديد بتهجير سكان القطاع لشمال سيناء والوضع غير المستقر في ليبيا وتهديدات الحوثيين للملاحة في البحر الأحمر والتي تنعكس بالضرورة علي عائدات قناة السويس والتي تشكل مصدرا أساسيا للدخل القومي المصري ؟ ولسنا خبراء أو ساسة أو حتي عسكريين ولكني أعتقد أن سياسة " التسامح واللين " لم تعد تجدي ؟ وهذا لا يعني خوض الحروب عشوائيا مثلما حدث سابقا في حربي اليمن و67 ؟ ولكن البعض في المنطقة يظن أن مصر قد أصبحت " لقمة سائغة " ، وآخرون يظنون أنها الآن " رجل الشرق ا لأوسط المريض " ؟ ولكني أعتقد أن الجميع سواء كانوا أصدقاء أو خصوم أو أعداء لا يريدون أبدا " عودة مصر " لتؤدي دورها الطبيعي في المنطقة والعالم ؟
ربنا يحفظ مصر