أمن

أذرع إيران تزج بالأطفال على الخطوط الأمامية للحروب

تستغل الميليشيات المدعومة من إيران الشباب الضعفاء فيما يسعى ناشطون عراقيون ودوليون لوقف تجنيد الأطفال.

شارك وزير الخارجية الإيراني السابق حسين أمير عبداللهيان في 3 كانون الأول/ديسمبر 2017 هذه الصورة التي تظهر طفلا حوثيا مجندا يحمل سلاحا، ما أثار موجة انتقاد من ناشطي حقوق الإنسان الذين قالوا إنها تروج لتجنيد الأطفال. [إكس]
شارك وزير الخارجية الإيراني السابق حسين أمير عبداللهيان في 3 كانون الأول/ديسمبر 2017 هذه الصورة التي تظهر طفلا حوثيا مجندا يحمل سلاحا، ما أثار موجة انتقاد من ناشطي حقوق الإنسان الذين قالوا إنها تروج لتجنيد الأطفال. [إكس]

أنس البار |

قال محللون لموقع الفاصل إن مراهقين وشباب فقراء يقعون في فخ الميليشيات المدعومة من إيران بعد أن يتم إغراؤهم بوعود فارغة وإقحامهم بحروب تخدم طموحات طهران المدمرة.

وفور تجنيدهم، يعلق هؤلاء في قبضة جماعات مسلحة تدفعهم إلى الصفوف الأمامية بالمعارك، ما يزعزع استقرار بلدانهم و يزيد من معاناة مجتمعاتهم.

ويستخدم هؤلاء الأطفال كوقود حرب في خدمة أجندة إيران الإقليمية، وذلك في تجاهل واضح للقوانين الدولية التي تحمي حقوق الإطفال.

وفي هذا السياق، قال الخبير الاستراتيجي العراقي طارق الشمري إن أذرع إيران تنتهك الالتزامات الدولية على نحو صارخ، بما في ذلك الواجبات التي تنص عليها اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل.

مسؤولون عراقيون وأمميون في مؤتمر ببغداد بتاريخ 2 أيلول/سبتمبر حول مكافحة تجنيد الأطفال. [وكالة الأنباء العراقية]
مسؤولون عراقيون وأمميون في مؤتمر ببغداد بتاريخ 2 أيلول/سبتمبر حول مكافحة تجنيد الأطفال. [وكالة الأنباء العراقية]

وحذر من أن التبعات مدمرة، فتنتج "جيلا محطما نفسيا واجتماعيا"، "لا يجيد أية مهارات سوى حمل السلاح".

استغلال موثق

وعام 2017، أشاد وزير الخارجية الإيراني السابق حسين أمير عبداللهيان بالحوثيين في اليمن فيما شارك صورة لطفل مسلح عبر منصة إكس.

وقال المحللون إن المسؤولين الإيرانيين استمروا باعتماد مثل هذه الممارسات حتى في ظل إبلاغ المنظمات الحقوقية عن استخدام الأطفال المحليين في سوريا.

ووثق مراقبون أيضا تجنيد طهران فتيان أفغان في لواء فاطميون للقتال هناك بعد إغرائهم بوعود بإعطائهم المال والإقامة.

وقال الشمري إن العديد من المجندين يعانون من إصابات دائمة تركتهم في حالة فقر.

وأوضح للفاصل أن "الميليشيات لا تحترم حياة الأطفال أو تهتم بمستقبلهم".

وتابع "تعمل على سلب براءتهم والتضحية بهم".

وأضاف أن التبعات طويلة المدى تفوق المآسي الفردية . فغالبا ما يتحول المجندون إلى مرتكبي أعمال عنف.

وقال إن "أنشطتهم وهجماتهم المسلحة تجعلهم منبوذين وتطيح بجهود إحلال الأمن والسلام وبخطط التنمية".

وختم ذاكرا أن حلقة الاضطرابات والتفكك المجتمعي هذه هي "ما تريده إيران عبر مشروعها الطامح للهيمنة على بلدان وشعوب المنطقة".

مطالبة بالمحاسبة

هذا ودفعت المخاوف المتصاعدة المسؤولين العراقيين والممثلين الدوليين للتحرك.

فقاموا في مؤتمر رسمي عقد في 2 أيلول/سبتمبر ببغداد بمناقشة سبل منع تجنيد الأطفال في الصراعات المسلحة.

وبدوره، قال مستشار حقوق الإنسان زيدان العطواني إن العراق انضم لـ 46 دولة تعهدت بنبذ العنف ضد الأطفال وعدم إشراكهم في نزاعات مسلحة.

وأشاد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في بيان الشهر الماضي بالتقدم الذي أحرزه العراق، مشيرا إلى أن خروج بلاده من تقرير الأمم المتحدة السنوي بشأن انتهاكات حقوق الطفل يجب أن يشكل "دافعا مضافا" لتعزيز مؤسسات الدولة المسؤولة عن حماية الأطفال.

ولكن رغم التقدم الذي أحرزه العراق، لا تزال المحاسبة أمرا بعيد المنال وضرورويا، حسبما أكد المحللون.

وأضافوا أن تجنيد الأطفال من قبل الميليشيات المدعومة من إيران يستمر بتشكيل تحد للقانون الدولي ويعرّض مستقبل الشباب ودولهم للخطر.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *