إعلام
يمنيون يقولون إن شعار ’التفاح في الجنة‛ الحوثي متعفن تماما
قلب الناشطون عبارة الحوثيين ضدهم باستخدامها لفضح الخسائر البشرية في ساحة المعركة التي حاولت الجماعة المدعومة من إيران التستر عليها.

فيصل أبو بكر |
عدن - يعمد الناشطون الغاضبون من استغلال الحوثيين للدين من أجل تجنيد عناصر جدد، إلى السخرية من العبارة المميزة للجماعة "ذهب لأكل التفاح في الجنة" واصفين إياها بأنها أسلوب دعائي خادع يؤدي بشباب اليمن إلى موت عنيف لا داعي له.
وتستخدم الجماعة المدعومة من إيران هذه العبارة إلى جانب صور مقاتليها القتلى لتصوير الموت في ساحة المعركة على أنه طريق سريع إلى الجنة.
ويشكل ذلك وعدا بتضحية لها مكافأة إلهية لإلهام المجندين الجدد بوضع حياتهم بخطر لتحقيق أهداف الجماعة.
وردا على ذلك، يغرق الناشطون مواقع التواصل الاجتماعي بهشتاق "ذهب لأكل التفاح" في حملة أوسع نطاقا لفضح أعداد القتلى في صفوف الحوثيين، وهي حصيلة توقفت الجماعة عن الإقرار بها علنا.
وفي هذا السياق، قال فهمي الزبيري مدير عام حقوق الإنسان في صنعاء لموقع الفاصل إن "الحوثيين يصورون الموت في الجبهة كطريق سريع إلى الجنة، حيث ’التفاح‛ رمز للنعيم".
ووصف عبارة "التفاح في الجنة" بأنها "أسلوب دعائي خادع يستغل الدين" لتجنيد المقاتلين وتضليل أسرهم.
وفي ربط مباشر بالحرب العراقية-الإيرانية، لفت الزبيري إلى أن طهران كانت توزع "مفاتيح الجنة" على المجندين الشباب في إطار حرب نفسية تهدف لتحفيزهم على التضحية بالنفس في المعارك، بما في ذلك تنفيذ مهام شديدة الخطورة كانت ترقى للانتحار الفعلي.
وذكر أنه من منظور حقوق الإنسان، يشكل مثل هذا التلاعب "تجنيدا قسريا مبنيا على الخداع العقائدي" وينتهك القانون الدولي خاصة في ما يتعلق بالجنود الأطفال.
وأشار إلى أنه باستغلال العبارة ضد مبتكريها، فإن الناشطين "يفككون هذا الوهم ويظهرون التناقض بين الواقع المؤلم وبين الوعد الكاذب الذي بُني على الخرافة والتضليل".
مقابر مكتظة
وقد أوردت قناة الجمهورية أن جماعة الحوثي فتحت 16 مقبرة جديدة في صنعاء خلال السنوات الثلاثة الماضية، علما أن المجموع الأكبر منها وهي 4 مقابر يقع في معقلها بمنطقة الجراف.
وقال المحلل السياسي محمود الطاهر للفاصل إن إخفاء الجماعة المتعمد لأسماء القتلى يشير إلى أنها تسعى للتقليل من أهمية الخسائر أو تجنب مواجهة عائلات هؤلاء.
ومن جانبه، قال عبد القادر الخراز مدير المشاريع البحثية بالمركز الديمقراطي العربي ومقره برلين إن التداول الواسع للهشتاقات المناهضة للحوثيين يظهر أن "الشعب لم يعد قادرا على تحمل" ممارسات الجماعة.
وأضاف للفاصل أن "الحوثيين يستخدمون عبارة ’ذهب لأكل تفاح في الجنة‛ لتسويق روايتهم الزائفة وخداع الكثير من أبناء الشعب اليمني، لكن مع طول الفترة بدأت تنكشف أكاذيبهم".
وأوضح أن "الشارع بدأ يعرف أنهم مرتبطون بالرواية الإيرانية وبالكثير من الخرافات المرتبطة بالخرافة الإيرانية الخمينية".
وأكد أن حملة الهشتاق تعكس ارتفاع مستوى الوعي العام الذي "سيكسر حاجز الخوف ويكسر معه هذه الجماعة الحوثية التابعة لإيران".