إرهاب
حزب الله يتحول لتجنيد الشباب مع تخلي المقاتلين المتمرسين عن مواقعهم
بعد تكبده خسائر فادحة وفي ظل ما يعانيه من انشقاقات واسعة، يستهدف الحزب الذي تدعمه إيران الشباب لإعادة بناء قوته القتالية.
نهاد طوباليان |
بيروت - أطلق حزب الله يوم 13 تشرين الأول/أكتوبر حملة تجنيد تستهدف الشباب اللبناني من سن الـ 16 للانضمام إلى ما أسماها "معركة الدفاع عن لبنان والانتصار على العدو".
وتكبد الحزب الذي تدعمه إيران خسائر منهكة. فأسفر انفجار وقع في منتصف شهر أيلول/سبتمبر بأجهزة الاتصال الخاصة به عن مقتل أو إصابة ما يزيد عن 2000 عنصر وتسبب بانهيار داخلي بصفوف الحزب، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
ويقدر مؤسس حركة تحرر السياسية اللبنانية علي خليفة أن عدد الإصابات أكبر حتى، بما يتراوح بين 4000 و7000 من مقاتلي الحزب وعناصر الدعم.
وقال في حديث للفاصل إن "المقاتلين فروا من الجبهات والأنفاق لرفض البعض الاستمرار بالقتال والبعض الآخر نتيجة خلافات في ما بينهم".
وبدوره، وصف مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات حسان قطب حزب الله بأنه قوة في حالة فوضى.
وأشار إلى "فرار أعداد كبيرة من مواقع القتال والجبهات بعدما وجدوا أنفسهم بمناطق مقطوعة وخوفهم من التجول بالسيارات والدراجات"، وذلك عقب مقتل حسن نصر الله وكبار القادة.
وأضاف قطب أن النظام الإيراني أرسل خبراء لإدارة معارك حزب الله، ما يؤكد على حاجة "الميدان للعناصر".
واعتبر خليفة حملة التجنيد الجديدة "انتهاكا للقانون اللبناني الذي لا يسمح لحزب الله بأن يكون له فصيل مسلح".
وأكد أنها تنتهك أيضا الدستور "الذي يحتفظ بأدوار الدفاع والأمن بيد الجيش فقط".
كما تنتهك الحملة اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل وبروتوكولها الاختياري بشأن إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة، وأيضا القوانين الدولية التي تحظر تجنيد الأطفال من قبل أية جماعة مسلحة.
ولحزب الله تاريخ في استخدام الأطفال في العمليات القتالية. وسبق أن أدانته منظمة هيومان رايتس ووتش لاستخدامه الأطفال كمقاتلين نشطين في تقرير صدر في تشرين الأول/أكتوبر 2006.
ووفقا لتحالف وقف استخدام الأطفال الجنود، استخدم الحزب أطفالا مجندين لم يتجاوز عمرهم الـ 10 سنوات قبل عام 2001.
حياة محطمة
وتمر الأسر اللبنانية التي فقدت أبناءها نتيجة جهود التجنيد التي يقوم بها حزب الله بحالة من الغليان لكنها تصمت خشية من الانتقام، حسبما صرحت العديد من المصادر لموقع الفاصل.
هذا وتكشف حملة التجنيد الجديدة "محاولة حزب الله لإعادة تكوين عناصره، ما يعني أنه مستمر بحربه غير آبه... بالمعاناة"، حسبما أوضح خليفة، مشيرا إلى أن المجندين الشباب يُعتبرون موارد يمكن التضحية بها.
وأكد قطب أن حملة الحزب الأخيرة تظهر أن "حزب الله لا يأبه للمآسي التي تسبب بها للشعب اللبناني، ولا سيما للجنوبيين والبقاعيين".
وانتقد على نحو خاص تقرير الإصابات الذي يصدره حزب الله، قائلا إن الحزب "يعامل الناس كمجرد أرقام" دون نشر أسماء القتلى.
وختم بقوله إن "تجنيد الشباب هذا للموت يشير لتعنت حزب الله وداعمته إيران التي تسعى لإبعاد الحرب عن أرضها بإطالة أمدها بلبنان".