أمن

استمرار معاناة الضحايا في مخيم الهول بسوريا بعد سنوات من سقوط داعش

يبقى النساء والأطفال في مخيم الهول السوري تحت السيطرة الوحشية لداعش، فيتم التلاعب بهم وتعذيبهم وتلقينهم من قبل التنظيم نفسه الذي استغلهم في السابق قبل التخلي عنهم.

نساء وأطفال داخل مخيم الهول الذي يديره الأكراد في محافظة الحسكة السورية بتاريخ 18 نيسان/أبريل. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]
نساء وأطفال داخل مخيم الهول الذي يديره الأكراد في محافظة الحسكة السورية بتاريخ 18 نيسان/أبريل. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

سماح عبد الفتاح |

لا تزال النساء والأطفال في مخيم الهول في شرقي سوريا يعيشون في ظروف قاسية بعد أن تخلى عنهم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وبعد مرور سنوات على الهزيمة الإقليمية للتنظيم، لا يزال فلوله يمارسون السلطة داخل المخيم من خلال التخويف والإكراه والتلقين.

وبحسب ناشطات في حقوق المرأة بالهول، يفرض فصيل مسلح يعرف باسم جهاز الحسبة، وهي قوة شرطة نسائية تابعة لداعش، القواعد المتطرفة وينشر فكر التنظيم بين السكان.

وتتهم عناصر الحسبة بتعذيب النساء ومنع الأطفال من الذهاب إلى المدرسة، ما يضمن استمرار نفوذ داعش حتى في الاحتجاز.

وقالت روشان كوباني، وهي من عناصر وحدات حماية المرأة في المخيم، إن "مخيم الهول ورغم كل محاولات جعله مكانا أفضل بالنسبة لساكنيه من قبل إدارة المخيم والمنظمات الإنسانية الدولية، إلا أنه ظل كابوسا مظلما بالنسبة لعدد كبير من سكانه بسبب الممارسات الإجرامية".

وأضافت أن "النساء المتطرفات في المخيم يحاولن الإبقاء على سيطرتهن ونشر أفكار التنظيم".

وأشارت في حديث لموقع الفاصل إلى أنهن "ينظمن صفوفهن من خلال جهاز الحسبة النسائي. فمهمته إخضاع سكان المخيم لإرادته وإرادة التنظيم وتجنيد النساء وإبقاء الأطفال في الدوائر الخاصة بهن".

وتحدثت عن "عمليات التعذيب والإعدام لرافضي أفكار التنظيم وعدم الملتزمين بالتعليمات ومعارضي التنظيم ورافضات تجنيد الأطفال".

تلقين واستغلال

ولطالما كان التلاعب أمرا أساسيا في استراتيجية بقاء داعش.

وبدورها، قالت نرمين عثمان العاملة في قسم الاغاثة بالهلال الأحمر الكردي إن "تاريخ تنظيم داعش مع النساء والأطفال سيء جدا، بل أسود تماما".

وتابعت أنه خلال فترة صعوده، استغل تنظيم داعش النساء كأدوات للتجنيد وإنجاب الأطفال مع تلقين هؤلاء بشكل ممنهج ليصبحوا ما يعرف بـ " أشبال الخلافة ".

وأوضحت "لا يزال التنظيم يحرض النساء على نشر أفكاره وفتاويه المحرفة بكل الوسائل. كما أن الأطفال يتعرضون لعملية غسل الأدمغة ليصبحوا الجيل التالي من المقاتلين".

وحتى الآن يمنع نساء داعش في الهول أطفالهن من الدراسة، إذ يعتبرن التدريس تهديدا للسيطرة عليهم.

وأشارت إلى أن "تنظيم داعش يرى في هؤلاء الأطفال أدواته المستقبلية لإعادة تنظيم صفوفه، بينما كان بالإمكان إرسالهم إلى مدارس المخيم لتلقي الدراسة".

وأضافت أن قادة داعش لم يقدموا يوما أية مساعدة مالية أو عملية لسكان المخيم.

وتابعت إن "سكان المخيم يعتمدون فقط على المساعدات المقدمة من بعض الجمعيات والمنظمات الإنسانية وظروفهم المعيشية ما زالت صعبة جدا".

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *