حقوق الإنسان

التلقين العقائدي والإساءة: تجارب مروعة للأطفال في معسكرات الحوثيين

تُخضع الجماعة المدعومة من إيران الأطفال للعنف في المعسكرات المصممة للتلقين العقائدي والحشد للمعارك.

توفي رداد صالح علي سعيد غالب في معسكر صيفي للحوثيين في مديرية نهم بصنعاء في شباط/فبراير عقب الاعتداء عليه من قبل مشرف بالمعسكر. [تحالف رصد]
توفي رداد صالح علي سعيد غالب في معسكر صيفي للحوثيين في مديرية نهم بصنعاء في شباط/فبراير عقب الاعتداء عليه من قبل مشرف بالمعسكر. [تحالف رصد]

فيصل أبو بكر |

عدن - قال خبراء حقوقيون في اليمن إن الأطفال الذين يلتحقون بمعسكرات الحوثيين الصيفية المصممة لإعدادهم لجبهة القتال يتعرضون لاعتداءات جسدية وجنسية ثبت أنها مميتة في بعض الحالات.

وذكر التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد) أن مشرفا حوثيا اعتدى في شهر شباط/فبراير على الفتى رداد صالح علي سعيد غالب في معسكر أبو لحوم بمنطقة ملح في مديرية نهم في صنعاء، ما أدى إلى وفاته في نهاية المطاف.

وتم تجنيد رداد لحضور المعسكر من خلال شقيقه ومسؤول حوثي محلي عن التعبئة والتحشيد.

وذكر تحالف رصد أن الفتى لم يرغب في التواجد هناك، مشيرا إلى أن العديد من الأطفال رفضوا مؤخرا الذهاب إلى المعسكرات لأسباب مختلفة.

وفي يوم 8 شباط/فبراير، اعتدى مشرف المعسكر على رداد عبر ضربه على رأسه وأنفه.

ولم يتم إسعافه أو السماح له بمغادرة المعسكر حسب رغبته، بل تم إبقاؤه هناك لمدة يومين إلى أن بدأ ينزف بغزارة.

وتوفي لاحقا في المستشفى.

وأفادت وكالة خبر للأنباء في 29 نيسان/أبريل أنه حتى بعد هذه الحادثة، استمر الحوثيون بالضغط على المعلمين في محافظة الحديدة لإرسال طلابهم إلى المعسكرات الصيفية وهددوهم بفقدان وظائفهم.

وقالت المحامية إشراق المقطري وهي عضو لجنة التحقيق بادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان لموقع الفاصل إن قضية رداد هي واحدة من عدد من الحالات المماثلة.

وأضافت أن الأطفال "يتعرضون لاعتداء بالضرب وأيضا حالات اعتداءات بواسطة المشرفين الحوثيين، منها الضرب والتعنيف إضافة إلى التحرش والاعتداء الجنسي للأسف الشديد".

’مخزن بشري‛

وأكدت المقطري أن هذه الممارسات هي "سياسة ومنهج" لجماعة الحوثي منذ الانقلاب الذي نفذته في أيلول/سبتمبر 2014، لكنها ظهرت بشكل أكبر في محافظات صنعاء وذمار وعمران وإب.

وتابعت أن هذه المحافظات أصبحت "المخزن البشري" للجماعة ولا سيما في ما يخص صغار السن الذين تستغلهم في أعمالها العسكرية وتحرمهم من حقوقهم في التعليم والصحة وكافة حقوق الطفل.

وأشارت إلى حادثة وقعت مؤخرا في مديرية بلاد الطعام بمحافظة ريمة حيث دخل الحوثيون "بالقوة لكافة المنازل وقاموا بإجبار عقال الحارات على فرز الأهالي ومن لديهم اطفال من سن الحادية عشرة وما فوق".

وبدوره، حذر فيصل المجيدي وكيل وزارة العدل أنه من خلال المعسكرات الصيفية، قام الحوثيون بغسل أدمغة جيل جديد من الشباب.

وقال في حديث للفاصل إن المعسكرات هي أشبه بـ "حوزات طائفية" تروج لعقيدة ولاية الفقيه التي تنادي بمبايعة المرشد الإيراني علي خامنئي.

وأكد "لقد رصدنا حالات عائدة من مراكز الحوثي تعادي وتقاتل أهاليها وأفراد المجتمع من أجل فكرة الحوثي الطائفية".

هل أعجبك هذا المقال؟