أمن
العراق يبدأ بتنقيب مقبرة جماعية ناتجة عن الإرهاب
يعمل متخصصون على الكشف عن رفات آلاف ضحايا داعش في حفرة على عمق 150 مترا جنوبي الموصل.
![عمال يكشفون عن رفات بشرية في مقبرة الخسفة الجماعية بالقرب من الموصل في 17 آب/أغسطس، ما يكشف حجم الأعمال الوحشية التي ارتكبها التنظيم. [زيد العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/09/03/51767-iraq-khasfa-workers-600_384.webp)
أنس البار |
بدأ مختصون عراقيون بتنفيذ مهمة شاقة تتمثل في رفع الجثث مما قد تكون أكبر مقبرة جماعية في البلاد، وهي حفرة طبيعية قام فيها عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بإلقاء جثث آلاف الضحايا خلال هيمنتهم الوحشية التي دامت ثلاث سنوات.
وتشكل أعمال التنقيب في الخسفة، التي تبعد 20 كيلومترا جنوبي الموصل، أول جهد ببذل على هذا النطاق الكبير لرفع رفات بشرية من حفرة طبيعية بعمق 150 مترا وعرض 110 مترا أصبحت تشكل رمزا لحملة الترهيب التي مارسها تنظيم داعش بين عامي 2014 و2017.
وبدأ فريق من دائرة شؤون المقابر الجماعية والمفقودين، بالتعاون مع السلطات المحلية، بمرحلة التحقيق الأولية في 9 آب/أغسطس بعد تأخير دام سنوات بسبب الظروف الخطرة.
وفي هذا السياق، قال رئيس فريق التنقيب التابع للدائرة أحمد قصي الأسدي للفاصل إنه "من السابق لأوانه الحديث عن عدد الضحايا".
![لقطة من الجو تظهر موقع الخسفة في 17 آب/أغسطس. [زيد العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/09/03/51768-iraq-khasfa-aerial-600_384.webp)
ويركز فريقه حاليا على جمع الأدلة السطحية والرفات البشرية المرئية.
وأوضح أن العملية تواجه تحديات استثنائية إلى جانب العمق الهائل للموقع.
ويعتبر الموقع خطيرا نظرا لوجود غازات سامة وذخائر غير منفجرة ويتطلب مساعدة متخصصة ودولية لإجراء تنقيب عميق وشامل.
ولفت الأسدي إلى احتمال أن تكون المياه الكبريتية قد تسببت بتآكل الرفات، ما قد يعقد جهود تحديد الهوية من خلال الحمض النووي وهو ما يعد أساسيا لإعادة الجثث إلى عائلات الضحايا.
ذبح ممنهج
وبدوره، قدّر محافظ نينوى عبد القادر الدخيل عدد من تمت تصفيتهم ورميهم في الحفرة بنحو 20 ألف شخص.
وضمت قوائم الضحايا عسكريين في الجيش العراقي وموظفين حكوميين وأكاديميين ورجال دين وأبناء أقليات مثل الأيزيديين والمسيحيين.
وذكر الدخيل أن كثيرين كانوا من محافظات وسط وجنوب العراق.
وقال للفاصل "في يوم واحد فقط كان التنظيم قد ألقى أكثر من 2000 ضحية في الحفرة".
وكان بين هؤلاء بحسب المعلومات 600 من سكان حي وادي حجر بالموصل.
وأضاف الدخيل أنه جرى قتل الضحايا الذين دفنوا في المقبرة الجماعية "بإطلاق الرصاص المباشر عليهم أو بنحرهم أو رميهم من البنايات العالية".
وبرزت بالفعل أدلة على وحشية داعش في الفحوصات الأولية للموقع.
ووصف اكتشاف "جماجم عليها آثار إطلاقات في الرأس وبدت الرفات مقيدة ومعصوبة العينين".
واعتبر المقبرة جرحا غائرا في قلوب الأهالي، قائلا إنها تكشف "حقيقة معتقدات الإرهابيين المنحرفة عن منهج الدين والقيم الإنسانية".
وتابع "إنهم مجرد مجرمين متعطشين للدماء لا يبحثون سوى عن مصالحهم".
وأكد على ضرورة التيقظ دوما ضد الفكر المتطرف لداعش "للحيلولة دون تكرار المجازر وضمان الاستقرار والتنمية".
يُذكر أن موقع الخسفة هو واحد من بين أكثر من 200 مقبرة جماعية تركها التنظيم خلفه في العراق وحده، بحسب الأمم المتحدة.