إرهاب

العراقيون لا يزالون يشعرون بألم حقبة داعش الإرهابي بعد 10 سنوات

بعد مرور عقد على إعلان ’الخلافة‛ المزعومة في العراق وسوريا، لا تزال الأضرار وآثار الصدمة التي سببها التنظيم ملحوظة وملموسة.

خبراء ينتشلون رفات ضحايا داعش من حفرة علو عنتر في تلعفر. [زيد العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]
خبراء ينتشلون رفات ضحايا داعش من حفرة علو عنتر في تلعفر. [زيد العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل |

اجتاح تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) شمالي العراق في صيف العام 2014، مطلقا عهدا من الإرهاب استمر ثلاث سنوات ولا يزال يلاحق العديد من العراقيين.

حيث أقدم التنظيم المتطرف على قطع رؤوس المدنيين وتعذيبهم واستعبادهم، كما حظر الموسيقى وأحرق الكتب وعاقب من اعتبرهم أشرارا عبر رجمهم أو قطع أصابعهم أو أيديهم.

ومع أن القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة ألحقت الهزيمة بالتنظيم في العام 2017، إلا أن الدمار الذي خلفه التنظيم لا يزال ملموسا.

وفي حزيران/يونيو، اكتشفت منظمة اليونسكو للثقافة التابعة للأمم المتحدة 5 قنابل كان تنظيم داعش قد زرعها في الجامع النوري التاريخي بالموصل.

وقال ممثل عن المنظمة لوكالة الصحافة الفرنسية إنه تم العثور على "العبوات الكبيرة التي صممت لإحداث دمار هائل في الموقع" في أحد جدران قاعة الصلاة.

وتعمل اليونسكو على إعادة إعمار الجامع النوري ومواقع تراثية أخرى في الموصل كان التنظيم قد حولها إلى أنقاض. ومن المتوقع أن تنتهي أعمال إعادة إعمار الجامع في كانون الأول/ديسمبر، علما أن الإمارات ساهمت إلى حد كبير في تمويلها.

وقالت المنظمة إن ذلك سيمحي أخيرا "وصمة" احتلال داعش.

ندوب واضحة

هذا ولا يزال سكان الموصل يحملونآثار فترة حكم داعش التي أحيانا تكون مرئية.

حيث تذكر أزاد حسن، البالغ اليوم من العمر 29 سنة، صباح أحد أيام العام 2015 عندما قطع عناصر داعش يده كعقاب له على شجاره مع أحد عناصر التنظيم.

وقتل شقيق حسن و3 من أقاربه على يد داعش أيضا.

وقال "أرادوا أن يكسروني، لكنهم خسروا. إني أرتاد الجامعة اليوم وأمارس كرة القدم، لكن الندبة لا تزال هنا".

وطال تنظيم داعش كذلك عائلة القاضي أحمد الحريثي، فاعتقل والده وشقيقيه وقطع في وقت لاحق رأس شقيقه الأصغر البالغ من العمر 17 سنة "بسيف".

وقال الحريثي البالغ من العمر 60 سنة، "نشروا الصور. كانوا فخورين بأفعالهم هذه".

وبعد مرور عقد، لا يزال الألم شديدا في أماكن مثل قرية سولاغ بقضاء سنجار في محافظة نينوى.

وقال باسم عيدو، وهو من السكان المحليين، لوكالة الصحافة الفرنسية من القرية المهجورة التي كانت في وقت من الأوقات معروفة بكروم العنب، إنه "من أصل 80 عائلة، لم تعد إلا 10 عائلات".

وأضاف "يقول الباقون إن ما من منازل تأويهم. فلم العودة؟"

مقابر جماعية

ولم ينج كثيرون من حقبة داعش.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن التنظيم ترك وراءه أكثر من 200 مقبرة جماعية قد تحتوي على ما يصل إلى 12 ألف جثة.

وفي تلعفر التي تبعد نحو 70 كيلومترا غربي الموصل، أعلنت السلطات العراقية في تموز/يوليو أنها قامت بانتشال رفات 139 شخصا من علو عنتر وهي حفرة صحراوية طبيعية حولها تنظيم داعش إلى مقبرة جماعية.

هذا ولا تزال عمليات البحث عن ضحايا آخرين في الموقع من نساء ورجال متواصلة.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

اريد دامن انو طلعون اعلان فاصل