إرهاب

مجندون يائسون تركوا لمصيرهم بعد وقوعهم بفخ وعود المتطرفين الكاذبة

يواصل تنظيم داعش جهود التجنيد مستهدفا الضعفاء واليائسين، ولكنه سرعان ما يتخلى عن مقاتليه عند تعرضه للنيران.

المحققون في بنغلاديش يقدّمون عبدالله الغالب، المشتبه بتجنيده لصالح داعش، في مؤتمر صحفي بمركز شرطة العاصمة دكا، بتاريخ 31 أيار/مايو 2015. [ليد فوتو/نور فوتو عبر وكالة الصحافة الفرنسية]
المحققون في بنغلاديش يقدّمون عبدالله الغالب، المشتبه بتجنيده لصالح داعش، في مؤتمر صحفي بمركز شرطة العاصمة دكا، بتاريخ 31 أيار/مايو 2015. [ليد فوتو/نور فوتو عبر وكالة الصحافة الفرنسية]

أنس البار |

يلتقط تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) فرائسه من الضعفاء عبر حملات تجنيد تستهدف من يمكن التحايل عليهم بسهولة أو من تجعلهم ظروفهم الصعبة عرضة للرسائل المتطرفة.

وبحسب خبراء في مجال مكافحة الإرهاب، يقوم التنظيم بذلك جزئيا عبر مراقبة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي وتحديد المستخدمين الذين تظهر منشوراتهم تعاطفا مع أنشطة التنظيمات المتطرفة.

وفي هذا السياق، قال الخبير الاستراتيجي طارق الشمري في حديث لموقع الفاصل إن هؤلاء المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي أصبحوا مستهدفين أساسيين في حملات التجنيد من خلال صفقة مخطط لها.

وأضاف أن الانضمام إلى تنظيم داعش تحت أية ذريعة هو قرار خطير له تبعات قاتلة، وهو الأمر الذي يكتشفه المجندون الجدد سريعا.

حيث يكتشف هؤلاء أنهم وقعوا في فخ محكم تحت تأثير مغريات مزيفة وتفسيرات مضللة لنصوص دينية لا تخدم سوى المصالح الشخصية لقادة التنظيم.

وقال الشمري إنه في حين يعيش هؤلاء القادة وعائلاتهم برفاهية، يواجه المجندون الجدد مصيرا قاتما ينتهي عادة بالموت أو السجن.

وتابع أن المقاتلين الذين ينجذبون إلى تفسيرات دينية تعدهم بالجنة وتبرر قتل الأبرياء تحت شعار "الجهاد ضد الكفار" يواجهون العقاب في نهاية المطاف عوضا عن معاملتهم كضحايا.

تهميش المقاتلين العاديين

وأوضح الشمري أن العديد من قادة داعش تخلوا عن عناصرهم العاديين لدى تعرضهم للنيران من جانب قوات الأمن التي حاربت لطردهم من الأراضي التي كانوا قد سيطروا عليها، فتركوا هؤلاء لمواجهة الموت والاعتقال بمفردهم.

ونقلت تقارير صحافية عن عناصر سابقين بداعش يخضعون للمحاكمة تأكيدهم أنهم كانوا يعامَلون كـ "وقود رخيص" وأن حياتهم لا تعني شيئا للقادة المستعدين للتضحية بهم إذا ما داهمهم الخطر.

ويقبع العديد من هؤلاء المجندين اليوم في السجون ويحاصرهم الندم والنبذ من أسرهم.

حيث أن تنظيم داعش يدمر حياة الأفراد ويمزق العائلات مع استهداف التعايش السلمي بين مختلف أبناء المجتمع من خلال حملات مصممة لنشر الكراهية وتفكيك التماسك الاجتماعي.

وفي هذا السياق، قال حسام عبد الله رئيس المنظمة الإيزيدية للتوثيق إن أعمال العنف والقتل الجماعي التي يمارسها التنظيم والتي تستهدف التنوع الإثني أحدثت شرخا عميقا في بنية المجتمعات المحلية.

وأضاف أن عودة شعور الإيزيديين والأقليات الأخرى بالأمان قد تتطلب وقتا طويلا بعد الدمار الذي سببه تنظيم داعش.

وقال لموقع الفاصل إن تنظيم داعش يخدع الأفراد الذين يقبلون سمومه الأيديولوجية ويقعون في فخ أكاذيبه ومبرراته الزائفة.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *